سيارة تفضح شرطيا مزورا

سرقها من وكالة لكراء السيارات لاستعمالها في النصب يستعين مجرمون في تنفيذ أغلب جرائمهم، سواء تعلق الأمر بالسرقة أو الاختطاف أو النصب، بسيارات تحمل لوحة ترقيم مزورة، يكون أغلبها سرق من مالكيها أو وكالات لكراء السيارات. ضمن ملف هذا العدد، نعرض لمسار نصاب محترف، اختار منذ أن غادر السجن، السطو على السيارات، واستعمالها في عمليات النصب. غادر «أ.ح» السجن حديثا، بعد أن قضى عـقـوبات حبسية متعددة، وخلال مقامه الطويل بالسجن، عاشر سجناء خطيرين أبانوا عن حنكة في النصب والاحتيال والتزوير، ما جعله يصقل مهاراته ويطور خبراته الإجرامية، وبعد الإفراج عنه، فكر في احتراف النصب، بغية الحصول على مال وفير، فاتصل بأحد معارفه من قدماء السجناء، بحي الفرح بالبيضاء، واقتنى منه بطاقة مهنية مزورة للشرطة، ظل محتفظا بها إلى حين استعمالها في جرائمه، وانتقل بعد ذلك، إلى القصر الكبير، واتصل بصاحب محل لبيع الأجهزة الإلكترونية واقتنى منه أصفادا حديدية. وعاد النصاب إلى آسفي وقصد وكالة لكراء السيارات، واكترى سيارة بيضاء اللون. لم يكن اختيار نوع ولون السيارة اعتباطا، بل لغرض معين. وبعد انقضاء أجل كراء السيارة، أعادها إلى الوكالة، واحتفـظ بنسخة من مفتاحها، وبعد يومين وقعت عـيناه على السيارة مركونة قرب الوكالة، فتح بابها الأمامي وشغل محركها، وانطلق كالسهم صوب تمارة، وهناك كلف حارسا ليليا بحراستها، إلى حين عودته لأخذها، مقابل 100 درهم، بعد أن أوهمه بأنه رجل أمن. وتوجه المشتبه فيه بعد ذلك إلى مراكش، واكترى منها سيارة من النوع نفسه، وبعد إرجاعها، قدم لصاحب الوكالة تصريحا منجزا من قبل مصالح الدرك الملكي باليوسفية، يفيد أن وثائق السيارة قد ضاعت منه في ظروف غامضة، وظل يحتفـظ بتلك الوثائق الأصلية، من أجل استعمالها في تنقلاته بكل طمأنينة ودون عائق، على متن سيارة الأولى المسروقة، والمودعة بتمارة، بعد أن غير لوحتيها المعدنيتين. انفتحت شهية المشتبه فيه وبدأ يفكر في تطوير إمكانياته واستغلال قدراته في النصب والاحتيال، واستغلال بطاقة مفتش الشرطة والأصفاد وتولدت لديه فكرة الحصول على لوحتين معدنيتين للسيارة المسروقة في اسم الشرطة. وبعد أن جمع المتهم عـدة معطيات، اتصل هاتفيا بصاحب محل معد لصناعة اللوحات المعدنية، وادعى في مكالمته الهاتفية، أنه العميد المركزي لدى أمن آسفي، وطلب منه إنجاز لوحتين معدنيتين لسيارة الشرطة تحت عدد 119753، وأخبره أنه سيرسل أحد ضباطه لتسلمهما. وفي اليوم الموالي، التحق المتهم بصاحب المحل المذكور وأوهمه بأنه مفتش الشرطة المبعوث من قبل العميد المركزي، مدليا له ببطاقته المهنية والأصفاد، وحدد معه الساعة الثالثة من زوال اليوم، موعدا لتسلم اللوحتين، بعد أن دفع له 130 درهما تسبيقا. شك صانع اللوحات المعدنية في أمر مفتش الشرطة المزعوم، وقصد مقـر الأمن الإقليمي بآسفي، واستفسر عن حقـيقة المكالمة الهاتفـية التي تلقاها من العميد المركزي، ليتبين له حينها أنه كان ضحية شخص محترف في النصب والاحتيال، فأدلى للشرطة بأوصاف المشتبه فيه، ليتم إعلان حالة الاستنفار في صفوف الشرطة القضائية، والتي عبأت فرقها وعناصرها للبحث عن ذلك المتهم. وخلال زيارة خاطفة لصاحب المطبعة، التقى صانع اللوحات المعدنية صدفة بالمشتبه فيه، الذي حضر من أجل إنجاز خاتمين خشبيين، يحملان صفة الوكيل العام للملك لدى استئنافية آسفي ونائبه، تبين للصانعين الصديقين، أن هذا الشخص نصاب ومحتال، فأخبرا مصالح الشرطة، التي أوقفته بعد نصب كمين له. وتم وضع الشخص المعني رهن الحراسة النظرية، واعترف خلال الاستماع إليه، بالمنسوب إليه، وأحيل على المحكمة والتي قضت بمؤاخذته من أجل المنسوب إليه، والحكم عليه بثلاث سنوات حبسا نافذا. محمد العوال (آسفي)

سيارة تفضح شرطيا مزورا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مزور تغض الطرف عن الأشباح

"مقاتلات" في خدمة شبكات تهريب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات