المهرجان الذي احتضنته الرباط انفتح على الأنغام التراثية في دورته الثانية أسدل الستار، مساء الأربعاء الماضي، على الدورة الثانية لمهرجان "عاصمة الأنوار" للثقافة والفنون، على إيقاعات أنغام موسيقى الشكوري ضمن حفل بمسرح محمد الخامس بالرباط نظمته النقابة المهنية لمبدعي الأغنية. وتألق الفنان الشعبي كوهين بنحاس في وصلة غنائية تفاعل معها جمهور العاصمة، استعاد فيها لحظات مميزة من الزمن الفني الجميل، حيث كانت تتعايش الهويات والأعراق والديانات في المغرب، من خلال نمط الشكوري الذي برع فيه اليهود المغاربة واشتركوا فيه مع إخوانهم المسلمين وساهموا معا في إثرائه نغميا وشعريا وأداء. وافتتح بنحاس فقرته الغنائية، ضمن المهرجان الذي حملت دورته شعار "طبوع وأوزان وقوافي"، برائعة "الزين اللي عطاك الله" التي قال في تقديمها للجمهور إنها ظهرت إلى الوجود مطلع الثمانينات، وأتبعها بأغنية "قفطانك المحلول" ثم أغنية "دّيني نشوف المغرب" قبل أن يكشف عن مشروع غنائي جديد سيظهر قريبا عبارة عن ديو بعنوان "شالوم سلام" مع الفنان عزيز حسني من كلمات الشاعر الغنائي سعيد الودغيري. وقبل بنحاس عاش جمهور مهرجان "عاصمة الأنوار" لحظات نوستالجيا مميزة مع الفنان عبد العالي اغنينو الذي يعد من رواد فن الشكوري، إذ استعاد من خلال فقرته الغنائية أغاني اشتهرت معه مثل "فين الشيك اللي عطيتك" وكذلك أغنية "بابا صالح" ومرسولي جيب لي لخبار" و"زهرة بلادي" ثم "الزاهية". وانبرى الفنان علي ناجد لاستعادة ريبيرتوار الراحل سليم الهلالي إذ أدى من أغانيه "عشقت طفلة أندلسية" و"يا قلبي خلي الحال" وأيضا أغنية "محنّي الزين"، أما الفنان علي ساشا فقدم قطع "صدري على صدرك" و"دور بيها الشيباني" وغيرها. وعلى امتداد ثلاثة أيام عاشت الرباط مع بقية فقرات المهرجان الذي انفتح في دورته الثانية على الأنغام التراثية إذ خصص كل يوم لنمط تراثي معين وهي الأندلسي والملحون والشكوري، عرفت مشاركة أصوات وفرق موسيقية وتخللتها ندوات وتوقيعات لإصدارات، فضلا عن احتفاء خاص بالراحل عبد اللطيف البياتي الذي حملت الدورة اسمه. ع. م