الحكومة يرتقب أن تقودها امرأة وتخوف على مصير المهاجرين والمسلمين أصبح اليمين المتطرف حاضرا ومؤثرا في المشهد السياسي الأوربي، فبعد فوزه بالانتخابات السويدية، تمكن من تحقيق الأمر نفسه في إيطاليا، وتصدر حزب "إخوة إيطاليا" اليميني المتطرف، أول أمس (الأحد)، نتائج الانتخابات التشريعية، ما يفتح الطريق أمام رئيسة الحزب جورجيا ميلوني، لتكون أول رئيسة وزراء لإيطاليا. وأظهر الاستطلاع الذي أجراه راديو تلفزيون إيطاليا (راي)، تقدم الكتلة اليمينية بقيادة ميلوني نتائج الانتخابات المبكرة التي جرت صباح أول أمس (الأحد). ومن المتوقع حسب الاستطلاع ذاته، أن تفوز ميلوني بنسبة بين 22-26 بالمائة من أصوات الناخبين، متقدمة على منافسها إنريكو ليتا من كتلة اليسار الوسط. ومن المتوقع أن تحصل الكتلة اليمينية التي تضم أحزاب إخوة إيطاليا وحزب الرابطة (ليغا) وحزب فورزا إيطاليا على نسبة تتراوح بين 41و45 بالمائة من الأصوات، وهي نسبة كافية لضمان السيطرة على مجلسي البرلمان. وبعد أن بقي في صفوف المعارضة في كل الحكومات المتعاقبة منذ الانتخابات التشريعية في 2018، فرض حزب "فراتيلي ديتاليا" نفسه بديلا رئيسيا، وانتقلت حصته من الأصوات من 4,3 في المائة قبل أربع سنوات، إلى حوالي ربع الأصوات (ما بين 22 و26 في المائة)، وفق استطلاعات الخروج من مكاتب الاقتراع أول أمس (الأحد)، ليصبح الحزب الأول في البلاد. وأعلنت ميلوني أنها ستترأس الحكومة الإيطالية المقبلة، وقالت: "سنحكم لجميع الإيطاليين"، ويشكل الحزب تحالفا مع الرابطة اليمينية المتطرفة بقيادة ماتيو سالفيني، وحزب فورزا إيطاليا المحافظ بقيادة سيلفيو برلسكوني، ويتوقع أن يفوز بما يصل إلى 47 في المائة من الأصوات. وإذا ما تأكدت هذه النتائج، فإن حزب فراتيلي ديتاليا والرابطة سيكونان قد حصلا معا على "أعلى نسبة من الأصوات التي سجلتها أحزاب اليمين المتطرف على الإطلاق في تاريخ أوروبا الغربية منذ 1945 إلى اليوم"، بحسب المركز الإيطالي للدراسات الانتخابية. وتخشى منظمات غير حكومية من أن يؤدي وصول الفاشيين الجدد بزعامة ميلوني إلى السلطة، إلى إغلاق حدود البلد الذي يقصد سواحله سنويا عشرات آلاف المهاجرين غير النظاميين، القادمين من الضفة الجنوبية للبحر المتوسط، بحثا عن حياة كريمة لم تتوفر لهم في بعض بلدان إفريقيا البائسة. وغردت ميلوني على تويتر قائلة "في أوروبا، إنهم قلقون جميعا لرؤية ميلوني في الحكومة.. انتهى العيد، ستبدأ إيطاليا بالدفاع عن مصالحها القومية". وقالت ميلوني في يونيو الماضي في إطار الإعلان عن مشروعها "نعم للعائلة الطبيعية، لا للوبي مجتمع الميم، نعم للهوية الجنسية، لا لإيديولوجيا النوع الجندر، ولا للهجرة الجماعية والعنف الإسلامي. تحيا إيطاليا، وتحيا أوروبا للوطنيين". عصام الناصيري