وتبخر حلم ربة بيت

قدمت تضحيات للاستثمار في حضانة للأطفال بعشرات الملايين وبسبب العراقيل اعتزلت في منزلها دب الحماس بغزلان، شابة في مقتبل العمر، وربة بيت وأم لطفل، بشكل غير مسبوق لتحقيق حلمها بإنشاء حضانة للأطفال، تكون انطلاقة في ما بعد لتأسيس مدرسة خاصة. بدا لها أن لا شيء مستحيلا، وصار المشروع شغلها الشاغل، إلى درجة أن زوجها اعتبر ثقتها الكبيرة في تحقيق حلمها تهورا غير محمود العواقب. شرعت في عد مدخراتها، والتي رغم قلتها، كافية لتمويل البدايات الأولى لمشروعها، إلى حين استفادتها من قرض بنكي في إطار مشروع "انطلاقة"، التي أعلنته الدولة للمقاولين الشباب. درست غزلان مشروعها جيدا، ووضعت تصورات غير مسبوقة، ستجعله يحظى بإقبال كبير، وفي النهاية تبين أنه سيكلفها 50 مليونا لتحقيقه على أرض الواقع، فالمشروع يلزمها استئجار فيلا واقتناء كل المستلزمات والتجهيزات والأدوات الخاصة بالحضانة، من بينها لعب الأطفال، إضافة إلى ضمان أجور المربين والمستخدمين. انتقلت غزلان إلى منطقة الدروة بحثا عن فيلا متميزة تؤوي مشروعها، حظيت بإعجاب واحدة، رغم أن السومة الكرائية ستكلفها 15 ألف درهم في الشهر. بعدها، انتقلت غزلان إلى المرحلة الثانية، وهي عقد لقاءات مع مسؤولين بنكيين للبحث عن أفضل العروض للاستفادة من قرض مشروع "انطلاقة"، لتكون أمام صدمة غير متوقعة، جعلتها في ما بعد تعدل عن مشروعها بشكل نهائي. كانت أول صدمة تتلقاها غزلان، اشتراط جميع البنوك أن يتوفر طالب القرض على 30 في المائة من رأسماله، ولما عدت مدخراتها اكتشفت أنها لا تتجاوز 25 في المائة، ورغم ذلك، قررت المواصلة على أمل أن تتدبر باقي المبلغ في ما بعد، لتبدأ رحلة عذاب من بنك إلى آخر دون الوصول إلى نتيجة، فبنك يؤكد أنه سيتولى تمويل المشروع من بدايته إلى نهايته، وآخر يشترط تسليم فواتير وعقد وعد بالكراء لتسليمها القرض نقدا، والطامة الكبرى أنها ملزمة بتسديد قيمته بعد تسعة أشهر من الاستثمار في المشروع، وليس سنتان كما جاء في الوصلات الإشهارية. رغم هذه العراقيل، ثابرت غزلان لتحقيق حلمها، قصدت مالكي فيلات، وناشدتهم بتحرير عقد وعد بالكراء، لتجد منهم تحفظا كبيرا، رغم أنه محمي من قبل القانون، بل بعضهم اشترط تسديد واجب ثلاثة أشهر مقابل تحرير العقد، وهو ما اعتبرته مغامرة غير محمودة العواقب، سيما في حال لم يوافق البنك على مشروعها. اضطرت غزلان مجددا إلى لقاء مسؤولي البنوك، قدمت لهم جميع المعطيات حول العراقيل التي صادفتها، على أمل يقدموا لها حلولا لتحقيق حلمها، فكان التسويف والتهرب من تقديم يد المساعدة العنوان الأبرز، إلا أن الطامة الكبرى، هي عندما تقرر وقف مشروع "انطلاقة" بشكل نهائي بعد أن فتحت السلطات المالية تحقيقات بعد تسرب معلومات عن خروقات وتزوير طالت العملية، مكن جهات من الاستفادة من قروض دون وجه حق. وأمام هذه الصدمة بارحت غزلان منزلها لرعاية ابنها تحت نظرات استعطاف الزوج، في انتظار طرح الدولة مشاريع جديدة للشباب، قد تعيد إليها بارقة أمل من جديد. مصطفى لطفي

وتبخر حلم ربة بيت

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الاستثمار..."العصا في الرويضة"

زيادة في سعر سكن الفقراء

مقالات ذات صلة