أحدث تعاونية بغفساي لتقطير الأعشاب الطبية حظيت بدعم الدولة يراهن الشاب التاوناتي محمد بنخدة على تقنين زراعة القنب الهندي لتوسيع رقعة مشروعه الناجح لتجفيف وتقطير الأعشاب الطبية والعطرية أطلقه بتمويل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. ويؤكد تلقيه طلبيات لشراء زيت زريعة الكيف، لكنه تريث في انتظار استكمال الدولة إجراءات التقنين. وأوضح الشاب الثلاثيني المتزوج والأب لطفلين، أن الإقبال كبير على زيت زريعة القنب الهندي، مشيرا إلى أن زبونا لوحده طلب منه 10 أطنان منه، لكن "الإطار القانوني لا يسعف حاليا"، متمنيا الإسراع بوضع الأسس القانونية اللازمة لتقطيره وتصنيعه، موازاة مع إجراءات التقنين. وفي انتظار ذلك يؤكد أن "زريعة أزرودة" التي تنتج منطقة غفساي نحو 7 أطنان منها، من أهم ما تسوقه تعاونية "أعشاب بني زروال" التي يرأسها، وتستعمل في العلاجات الطبية، كما نبتة الريحان وأزير البلدي والزعتر والزعفران و"فليو" وأعشاب أخرى مرتفعة الثمن يقطرها في مشروعه بغفساي. تنوع الأعشاب الطبية والعطرية ببني زروال وجودتها العالية، يشجعان محمد على توسيع مشروعه والتشبث به، رغم بعض المشاكل في التسويق واقتصاره على مبادرات شخصية للتسويق الإلكتروني، أو في مشاركاتها في معارض جهوية ومحلية، متمنيا إيجاد أسواق جديدة داخل الوطن وخارجه. ولتحقيق طموحه في توسيع تسويق ما تنتجه تعاونيته، يتمنى تجميع تعاونيات مماثلة لإنتاج وتقطير وتعصير وتعبئة وتسويق الأعشاب، في اتحاد يجمعها ويحقق أملها في تسويق أوسع بأسواق داخلية وخارجية، وليس الاقتصار على خدمة التوصيل والبيع في المكان، الطريقة الحالية المعتمدة. وفي انتظار تحقيق التجميع، يعتمد محمد على إمكانياته الخاصة في الترويج، مستغلا الإقبال الواسع على منتجات الأعشاب والنباتات الطبية والعطرية، وتوفر المادة الخام بجودة عالية بمنطقة تاونات والإقبال الواسع من طرف المستوردين، رغم وجود مشاكل مرتبطة برخصة التنقل ببعض المنتجات. ويطمح للحصول على علامة الجودة لتيسير تسويق منتجاته من الزيوت الأساسية للشيح والكامون والكروية والريحان وفليو واليوكاليبتوس وزعيترة والعرعار والسالمية والزنجبيل والنافع والخزامى والنعناع وغيرها، مما يحبل به إقليم تاونات من غطاء نباتي طبي وعطري متنوع وبجودة عالية. هذا القطاع عليه طلب كبير من مختلف الأسواق "يحفزني على مواصلة الطريق وتحدي المثبطات وتقديم منتوج بجودة عالية والتعريف به وبدوره ومواده وأهميته وتعدد استعمالاته، كعلاجات شعبية ومواد للتجميل، معتمدا في ذلك على كفاءة زميله باحث في الأعشاب وخبرته في المجال. ووراء نجاحه أسباب وأسس، ومنها ممارسته مهنة معالج طبيعي بغفساي المركز، وتجربته لسنوات طويلة في التعامل مع تقطير ودراسة الأعشاب الطبية والعطرية وحصوله على عدة شهادات في مجال الأعشاب والعلاج بالزيوت والحجامة ساعدته في تطوير تجربته وتوفير منتوج بجودة عالية. محمد بنخدة استغل لتطوير مشروعه، مزاولته الحجامة والعلاج الطبيعي بالأعشاب واهتمامه بالزيوت والأعشاب الطبية في ذلك واستخدام أعشاب في التجميل، منطلق فكرته للمغامرة بإحداث وحدة متخصصة في التقطير بغفساي، بعدما تجاوز مشكل التمويل واستفادته من مبادرة التنمية البشرية. "المبادرة ساعدتني في هذا المشروع، عبر التمويل والتكوين. وبفضلها ترجمت حلمي واقعا"، يقول محمد مسترجعا ظروف إحداث وحدة تجفيف وتقطير الأعشاب الطبية والعطرية "أعشاب بني زروال"، ضمن واحدة من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الناجحة بإقليم تاونات. 33 مليون سنتيم قيمة المشروع الذي ساهمت المبادرة ب60 في المائة من قيمتها، ويراهن محمد على تطويره مستقبلا ليشمل إنتاج مواد وزيوت عطرية وطبية متنوعة ومياه عطرية أخرى، مع الحفاظ على إنتاج المقطرات المائية والزيوت النباتية والأعشاب العلاجية ومختلف الزيوت الأساسية. ويقول بنخدة "فكرة المشروع من الأفكار الجيدة والمريحة، طالما أن السوق يحتاج مزيدا من المنتجات الطبية والعطرية التي تدخل ضمن استعمالات مختلفة سواء من أجل نكهة طعام أو عطور أو علاجات وتجميل"، مؤكدا أن إطلاقه مشروعه وفر يدا عاملة وشجع على الإقبال على زراعة هذه الأعشاب. حميد الأبيض (فاس)