علوي أمراني نصح الآباء بتحفيز أبنائهم وعدم التركيز على أخطائهم شدد مهدي علوي أمراني، مختص في العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري النسقي ل"الصباح" على أهمية الاستعداد النفسي للدخول المدرسي للأطفال، نظرا لما له من تأثير إيجابي ويحمل في طياته آليات التحفيز والتشجيع من أجل بذل مجهود أكبر خلال الموسم الدراسي المقبل. "تعتبر أولى الخطوات التي ينبغي على الآباء القيام بها هي ضبط نمط عيش أطفالهم من خلال إعادة ترتيب عدة أمور مثل أوقات الوجبات والنوم استعدادا للموسم الدراسي المقبل"، يقول علوي أمراني، مضيفا أن الأبناء لابد أن يكونوا واعين بأنهم مقبلون على مرحلة جديدة وعليهم التقيد ببرنامج يومي مختلف عما كان عليه الأمر خلال الصيف، إذ كان يسمح لهم بالسهر أحيانا حتى ساعات متأخرة. وتختلف طريقة الإعداد النفسي للأبناء، حسب علوي أمراني، حسب مراحلهم العمرية، مؤكدا أن من هم في مرحلة الإعدادي والثانوي يكونون أكثر وعيا بالمرحلة الجديدة ويتمتعون بنوع من التحفيز الداخلي، وبالتالي يبقى دور الآباء التأطير والتوجيه دون التدخل المستمر وإنما عن بعد. أما في ما يخص الأطفال في المرحلة الابتدائية فيكونون في حاجة إلى تعامل خاص، سيما أن النظام التعليمي يجعلهم يشعرون بنوع من الضغط، الأمر الذي ينبغي مساعدتهم على تجاوزه. "للأسف النظام التعليمي يعتمد على النتائج، وهو العامل الذي يركز عليه الآباء في حديثهم للأبناء، مع اقتراب الموسم الدراسي، فكلما تعلق الأمر بنتائج غير مرضية بالنسبة إليهم يتم توجيه عبارات التوبيخ والتأنيب لعدم تكرار ما حدث خلال الفترة السنة الموالية"، يقول علوي أمراني، موضحا أن هذا الأمر يزيد من التأثير النفسي السلبي لدى الطفل. واسترسل علوي أمراني أنه لابد من حرص الآباء مع حلول الموسم الدراسي الجديد على التوازن النفسي لدى أطفالهم حتى لو تعلق الأمر بنتائج غير مرضية، موضحا "أهم شيء أن يكون الطفل واعيا بأهمية القراءة والتعلم، بينما النتائج ليست معيارا لتقييم مستواه، والتي يمكن أن تعرف تحسنا سنة تلو الأخرى". وأكد علوي أمراني أنه إذا كانت أسباب أدت إلى نتائج يمكن وصفها ب"الكارثية" خلال الموسم الدراسي الماضي بالنسبة إلى الطفل، فيمكن استحضارها من قبل الآباء ليس من باب التأنيب أو ممارسة الضغط النفسي ولكن بهدف التأكيد على الابن بتفاديها وتحسيسه بأثرها السلبي. ونصح علوي أمراني الآباء باعتماد أسلوب التشجيع للأطفال مع اقتراب الموسم الدراسي الجديد وأن التوقف للحديث عن أخطاء السنة الماضية ينبغي أن يكون بهدف تقديم مساعدة له وليس دفعه من خلال عبارات معينة إلى الشعور أنه غير مرغوب فيه، من قبل الوالدين أو أنهما يكرهانه. ودعا علوي أمراني الآباء إلى فتح نقاش مع أبنائهم حول الصعوبات التي تواجههم في دراستهم ومحاولة إيجاد حلول لها، بعيدا عن التأنيب أو توجيه الأوامر. أمينة كندي