الأمن… القبضة الحديدية

فرقة متخصصة في المعلوميات أحبطت مخططات النصابين وجدت مصالح الأمن نفسها أمام تحد كبير نتيجة ظهور الجريمة الإلكترونية، من قبيل الابتزاز وقرصنة البطاقات والحسابات البنكية، والتجسس على مؤسسات عمومية وخاصة. ما يميز هذا النوع من الجرائم، أن خطورته تزداد يوما بعد آخر، بسبب التطور السريع في عالم التطبيقات وتكنولوجيا الاتصال، ما يستدعي مسايرتها حماية للأمن العام. يبقى الابتزاز والتشهير من أكثر الجرائم الإلكترونية شيوعا، إذ يستهدف الجميع، سيما مشاهير من عالم الفن والرياضة ومسؤولين في قطاعات متعددة، كما أنه لا يتطلب مستوى علميا كبيرا في المعلوميات، كما الأمر في جرائم القرصنة، إذ يمكن لأي كان وبمجرد تدريب بسيط، احتراف الجريمة وتحويل حياة المستهدفين إلى جحيم. التصدي للجريمة الإلكترونية، دفع المديرية العامة للأمن الوطني إلى إحداث فرق متخصصة في الجريمة المعلوماتية، تضم خيرة الأطر الوطنية في مجال المعلوميات، مع الحرص الدائم على إخضاعها لدورات تكوينية لمسايرة كل جديد في عالم التكنولوجيا، مع تمكينها وسائل وتقنيات حديثة ذات المعايير الدولية، تمكنها من تعقب المجرمين وتحديد هوياتهم ونصب كمائن لهم. في جرائم التشهير والابتزاز، تعتمد الخلايا "السيبرانية" على شقين للإيقاع بالمتورطين، الشق الأول تقني معلوماتي يعتمد على تعقب المتهمين انطلاقا من هواتفهم المحمولة أو حواسيبهم، إذ أول خطوة يقوم بها المحققون مطالبة ضحية الابتزاز تسليمهم حاسوبه المحمول أو هاتفه، ومن خلاله يتم تتبع نشاط المتهم، وفي مناسبات يتقمص محقق دور الضحية ويشرع في محادثة المشتبه فيه على الأنترنت، لفسح المجال أمام عناصر الفرقة الأمنية لتحديد مكانه بناء على هذه "الدردشة"، قبل أن يتمكنوا من تحديده وإشعار المصالح المختصة التي تنجح في اعتقاله. يراهن المحققون في الإيقاع بالمتهمين على تتبع ما يصطلح عليه باللغة العربية "بروتوكول الانترنت" أو عنوان "إي بي"، وهو عبارة عن أرقام تعد عنوانا إلكترونيا لأي جهاز مرتبط بالأنترنت، سواء كان هاتفا محمولا أو حاسوبا أو تلفزة، بل حتى الثلاجات الحديثة المزودة بالأنترنت، وما يميز "أي بي" أنه يختلف من جهاز لآخر، ويحدد نوعية الجهاز المستعمل، ويسمح له الارتباط بالأنترنت، سواء الإبحار عبر المواقع أو إرسال الرسائل والصور إلكترونيا، وإجراء "دردشات" بالبث المباشر، ومن خلاله، تتمكن فرق محاربة الجريمة المعلوماتية من تعقب المتهمين عبر شبكة الأنترنت، وتحديد هوياتهم ومكان وجودهم. لكن في بعض الأحيان، يكون المتهمون أكثر ذكاء، إذ قد يعملون على التلاعب في أرقام "أي بي"، او استعمال أرقام هواتف مجهولة، ما يصعب مأمورية اعتقالهم رغم تحديد مكان وجودهم. هنا يراهن المحققون على نصب الكمائن، من خلال مطالبة الضحية بربط الاتصال بالمتهم وإقناعه بالرضوخ لابتزازه وتحديد مكان وكالة تحويل الأموال، التي سيرسل لها المبلغ المالي والاتفاق على الوقت المحدد. وفي حال كانت الوكالة المعنية توجد بالمدينة نفسها، تنتقل عناصر الفرقة الأمنية على الفور إليها وتعتقل المتهم لحظة سحبه المال، أما إذا كانت بمدينة أخرى وهو ما تشهده أغلب قضايا الابتزاز الجنسي، يتم إشعار مصالحها الأمنية بنصب كمين للمتهم وتسليمه لها، إلا أن القاسم المشترك في جميع هذا النوع من القضايا، أن المتهمين الرئيسيين يتفادون الحضور إلى وكالات تحويل الأموال خوفا من الاعتقال، ويسندون هذه المهمة لأشخاص آخرين مقابل عمولة. مصطفى لطفي

الأمن… القبضة الحديدية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لحظة مرح تنقلب كابوسا

ابتزاز العطش في رخص الآبار

مقالات ذات صلة