لاعـب شهيـر ضحيـة “الأرنكـة”

هددوه بإرسال أشرطته لزوجته واضطر لتسليم الملايين قبل أن يقرر اللجوء إلى الأمن يبحث رواد ظاهرة الابتزاز الجنسي، أو مايسمى "الأرنكة"، دائما عن النجوم من عالم الفن والتمثيل والرياضة والسياسة ودعاة الدين ومقدمي البرامج، لأنهم يسهل ابتزازهم ولا يضطرون إلى التشكي للمصالح الأمنية والقضائية إلا في حالات محدودة. ومن ضمن النجوم الذين سقطوا في شرك محترفي النصب والابتزاز بوادي زم، لاعب شهير، سبق أن لعب للمنتخب الوطني واحترف بأوربا وظل صيته ذائعا إلى يومنا هذا، بعدما اصطاده ثلاثة شباب يحترفون "الأرنكة" بمدينة الشهداء، فبدأت القصة بإحداث حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، ووضع صورة حسناء عليها وإرسال الدعوة للاعب الذي لم يتردد في استقبالها. وبعد مرور أيام، دخلت الفتاة الوهمية في محادثات افتراضية مع اللاعب بدأت بإيهامه أنها معجبة به وبظهوره على القنوات الفضائية ليبادلها الحديث، الذي تحول إلى غرام افتراضي، إذ تطلب اصطياد اللاعب مدة من الوقت. وبعد مرور أسابيع تحولت الدردشة الافتراضية بينهم إلى الحديث عن الجنس، ليسقط اللاعب في خدعة التعري بعدما عرض عليه النصابون فيديو لفتاة وكأنها حقيقية تتعرى أمامه، جرى تعبئة شريطها من أحد المواقع الإباحية، ليمتثل لطلبهم في نزع ملابسه والقيام بحركات جنسية مثيرة تخللتها ممارسات إباحية التقطها له المبتزون خلسة، وبعدها أخبروه أنهم ليسوا فتاة وإنما محترفو الابتزاز الجنسي، ليخبروه بأمرين، إما إرسال مبالغ مالية لهم، أو إرسال مقاطع جنسية لزوجته وهو يقوم بممارسات جنسية عبر "الويب كام". وبعد ما وجد اللاعب المشهور نفسه في موقف محرج، شرع المبتزون في رفع سقف ابتزازهم، مطالبين منه الملايين، فأرسل لهم حوالة مالية، وتسلمها أحد المتورطين، لكن بعد مرور أيام واصلوا ابتزازهم له، ليضطر إلى إرسالهم حوالات أخرى وصلت قيمتها حوالي 15 مليون سنتيم، وبعد ذلك تفرقت السبل بين المتهمين الثلاثة وبات كل واحد يبتز باسمه. ووجد اللاعب نفسه أمام ابتزاز متكرر، ليضطر في نهاية المطاف إلى تكليف شقيقه بتنصيب محام له، من أجل وضع شكاية أمام النيابة العامة للمطالبة بفتح تحقيق قضائي في مواجهة المبتزين، بعدما توفر على معطياتهم انطلاقا من وصولات إشعار الإيداع، واعتمدت الضابطة القضائية على هذه المعلومات التي تمكنت بواسطتها من تحديد هويات المبتزين، واهتدت إلى الظنين الأول فيما لاذ شريكاه بالفرار نحو طنجة من أجل الهجرة السرية نحو إسبانيا تفاديا للسقوط في قبضة الأمن، لكن التحريات التي أجرتها الضابطة القضائية مكنت من وضع اليد عليهما، ليتم نقلهما إلى مدينة الشهداء للبحث معهما في جرائم النصب عن طريق التهديد بإفشاء أمور شائنة والتقاط صورة لشخص دون موافقته. لكن النتائج المتوصل إليها من قبل الأبحاث التمهيدية ونتائج الخبرات التقنية وجرد الحوالات المالية من وكالات دولية ووطنية، أظهرت وجود ضحايا آخرين أغلبهم من دول الخليج العربي، كما مهدت التحقيقات في معرفة امتدادات الشبكة، لتقضي في حقهم بعقوبات حبسية مدتها ثلاث سنوات حبسا نافذا وتعويض اللاعب بعشرة ملايين سنتيم وغرامات مالية لفائدة خزينة الدولة. وتشدد المحكمة الابتدائية بوادي زم في القضايا التي يكون ضحاياها نجوم أو رجال دين، نظرا للأضرار النفسية التي يلحقها الابتزاز والتهديد بالنجوم، عكس الضحايا العاديين، إذ ينال الفاعلون عقوبات تتراوح ما بين سنة ونصف للمشتكين غير النجوم، أما المشهورون فتكون العقوبة ضد المشتكى بهم ثلاث سنوات. ويعتبر ملف اللاعب الشهير من ضمن ضحايا نجوم آخرين سقطوا في قبضة رواد "الأرنكة" بواد زم واضطروا لتسليم الملايين لتفادي تشويه سمعتهم وسط محبيهم ومتتبعيهم، لكن الظروف أجبرت بعضهم على تفجير هذه الوقائع في صمت، ورغم ما لعبته وسائل الإعلام من تنبيه للظاهرة ونشر قصص حقيقية عن وقائع حولت أصحابها إلى جحيم، إلا أن الحالات مازالت بالعشرات. عبد الحليم لعريبي

لاعـب شهيـر ضحيـة “الأرنكـة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يتصدر قائمة الجرائم الإلكترونية

مقالات ذات صلة