أو مجانا بعد

3 أسئلة * إلى مهدي علوي أمراني < إن المبتز جنسيا لشخص آخر كانت تجمعه به علاقة أظهر خلالها من قبل مشاعر الحب والحنان، ثم فجأة تحول، يؤكد أنه شخصية تعاني اضطرابا سلوكيا، كما أنها تعكس أن لديها سلوكا إجراميا تطور إلى أن وصل درجة الابتزاز. ولا يمكن أن يعكس الابتزاز سوى اضطراب شخصية من يتبناه، وأنه يعاني نزعات إجرامية وسلوكا مرضيا، الذي يؤخذ بعين الاعتبار من قبل عدة دول، إذ يتم إخضاع من يقوم بذلك إلى جلسات علاجية كثيرة حتى يتخلص بشكل نهائي من هذا السلوك المرفوض. وفي قراءة لتركيبة شخصية المبتز، فإن طفولته هي منبع اضطرابه، إذ عانى خلالها مشاكل كثيرة وسجلت اختلالات في تربيته، إلى جانب خصاص عاطفي، الذي قد يكون مصدره تخلي أحد الوالدين عنه أو هما معا. ومن العوامل التي تساهم في تكوين شخصية المبتز، تعرضه للعنف بشتى أشكاله خلال طفولته أو الاغتصاب. وتبقى العوامل السالف ذكرها مجرد احتمالات في ما يخص شخصية المبتز، إذ ليس كل المبتزين على هذا النحو، سيما أن الظاهرة ارتفعت في السنوات الأخيرة، مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي. ولهذا فإنه حتى الأشخاص الذين لم تكن لهم قابلية للابتزاز بسبب اضطرابات مختلفة في طفولتهم، باتت لديهم الرغبة في تبني هذا السلوك بهدف الحصول على المال دون القيام بأدنى مجهود في ظل الثورة المعلوماتية، التي جعلت الطريق سهلا بالنسبة إليهم. ومن مميزات شخصية المبتز أنه يتصف بحب التملك والسيطرة على الآخر، ما يدفعه لابتزاز الطرف الآخر بطريقة فعالة، يعتمد فيها على حبكة السيناريو والخطة التي يضعها حتى ينتصر. < هناك عوامل كثيرة لدى ضحية المبتز، التي تشجعه على طلب المال منه مقابل عدم نشر "فيديوهات" بمحتوى جنسي مخل بالحياء، وأبرزها أنه يخاف على سمعته بعد تداوله في صفوف المعجبين ومحيطه بشكل عام. وكلما تعلق الأمر بشخصية مشهورة، فإن انتشار الفيديو الجنسي يكون بشكل أسرع وأكبر، وبالتالي فإن الخوف من الفضيحة يجعله يخضع لخطة المبتز ويمتثل لطلباته ويؤدي في كل مرة ما يطلب منه من مبالغ مالية. ويعتبر تمتع الضحية بشهرة واسعة بمثابة نقطة ضعف يعرف المبتز جيدا كيف يستغلها. كما لا يكتفي بطلب المال مرة واحدة، إذ يلجأ إلى ذلك باستمرار. ونتيجة لهذا الوضع، يصاب الضحية بحالة ذهول، إذ لا يتوقع السلوك الذي تبناه الطرف الثاني الذي كان على علاقة جنسية به. كما يعاني صدمة شديدة وتوترا كبيرا وشعورا بالإحباط وإحساسا بالذنب، وقد يصل الأمر به إلى الاكتئاب والأفكار الانتحارية. < يحتاج الضحية إلى متابعة نفسية في ظل ما يعانيه من ابتزاز، ونتيجة الخوف من التعرض إلى الفضيحة وانتشار فيديوهات بمحتوى مخل بالحياء وسط كل من يعرفه. ويعتبر الأمر صعبا بالنسبة إلى الضحية، الذي يحاول أن يخلق نوعا من التوازن، كما يفضل أن يدفع المال للمبتز خوفا على سمعته وحفاظا على مكانته بدلا من أن يخسرها إذا انتشر "الفيديو" الجنسي. وأود أن أؤكد أنه ينبغي أن يكون القانون أكثر حزما وسرعة في اتخاذ التدابير الضرورية لزجر المبتز، فذلك سيشجع الضحية على التوجه إلى المحاكم وعدم الامتثال إلى طلب المال مقابل عدم نشر "فيديو" جنسي يعتبر بطله. أجرت الحوار: أمينة كندي * مختص في العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري النسقي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لاعـب شهيـر ضحيـة "الأرنكـة"

الشهـوة تهـزم القانـون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات