إيـمـوران… “من كـل فـن طـرب”

شاطئ طويل تحرسه "صخرة العشاق" ويمنح خدمات سياحية متنوعة ينفرد خليج أكادير بسلسلة مترابطة من الشواطئ الهادئة والجميلة والصالحة للاستجمام، تتمتع برمال ذهبية نقية، ويبقى شاطئ إيموران، أو منتجع "إيموزان" الشاطئ الأقرب من أكادير، يبعد عنها بمسافة 14 كيلومترا شمالا. ويجمع الشاطئ ما تفرق في غيره. يجمع ما بين متعة البحر وسحره الطبيعي، وشساعته المنبسطة على ساحل طوله ما يناهز خمسة كيلومترات من الرمال والأمواج الذهبية الهادئة، ليتقاطع مع شاطئ تغازوت العالمي، وبين مزار "صخرة الشيطان"، التي تستقطب آلاف الزوار من مناطق سوس، على طول السنة، وخاصة خلال موسم "إيموران" المرتبط بالحب والعشق، حيث تتبرك الفتيات ذوات الحظ السيء في الزواج ببركة أمواج الصخرة من أجل الزواج. وصار الشاطئ في السنوات الأخيرة موقعا عالميا لممارسة "الركمجة" (رياضة ركوب الموج)، إذ تنظم به منافسات دولية في ركوب الموج. تفصل الطبيعة منتجع إيموران إلى ثلاثة شواطئ، يوجد الأول جنوب صخرة الشيطان، وهو ما شكل الميناء التقليدي لقرية تامراغت، حيث يستقر به الصيادون، لما توفره لهم الصخرة من أمان أثناء ولوجهم للبحر أو خروجهم منه، أو رسوهم على جنبات الساحل. هذا بينما توجد المنطقة الثانية من الشاطئ شمال الصخرة المباركة، وتحده شمالا زاوية طبيعية شكلها أحد الأودية الموسمية، التي تخترق قرية تامراغت. هذا بينما يمتد الشاطئ الثالث على طول أربعة كيلومترات، لتجعل حدود الجماعة الترابية تغازوت نهايته التي فرضها مصب وادي تغازوت الذي يفصل تمراغت عن تغازوت. ويستقبل منتجع إيموران على مدار السنة الآلاف من السياح المحليين والوطنيين والأجانب من المولعين بعشق الشاطئ وما يوفره من مناظر طبيعية خلابة تصنعها زرقة السماء وتقاطعها مع زرقة مياه البحر وجودته ونظافته، ورمال الشاطئ الذهبية. هذا فضلا عما يوفره الشاطئ من خدمات الاستجمام والسباحة الآمنة، وممارسة رياضة ركوب الأمواج وركوب الخيل والصيد بالقصبة، وما يعرضه مركز تامراغت من خدمات متنوعة للسكن والإقامة في الشقق أو الفنادق أو الاقامات السياحية والمطاعم الشعبية، وما يمنحه الشاطئ من فرصة ممارسة الرياضة والمشي على طول خمسة كيلومترات فوق رمال الشاطئ. صخرة العشاق يقع شاطئ إيموران قبالة مركز تمراغت الذي يوفر البنية التحتية للسياحة، وهي قرية تاريخية يعود حضورها السياسي والتاريخي إلى 1531، حين أقام بها السلطان محمد الشيخ السعدي معسكرا لمحاصرة أكادير لإجلاء البرتغاليين منها. ويرتبط اسم شاطئ إيموران باسم قرية تامراغت، نظرا لما توفره من مساكن وفنادق وإقامات للسكن، ومطاعم ومقاه. ويعتبر شاطئ إيموران الذي تحرسه صخرة الشيطان، أو صخرة العشق والحب، قبلة للراغبات في الزواج على مدار السنة. وتشكل الصخرة التي هي عبارة عن شبه جزيرة، تمتد في عمق البحر إلى مسافة حوالي 50 مترا، نقطة جذب سياحية لما لها من رمزية تاريخية، ترتبط بالحب والعشق، حيث تروي الأسطورة أن هناك رجلا وامرأة، كانا يحبان بعضهما، وكانت الصخرة الشيطان، هي مكان لقاءاتهما الدائمة، لتشهد بذلك على حبهما الخالص وزواجهما الخالد، في تحد منهما لأعراف وتقاليد تلك الحقبة التاريخية، لتحمل الصخرة اسمهما "إيموران"، التي تعني حسب الخبراء في اللغة الأمازيغية العاشقين. ومازال الاعتقاد بأن الصخرة هي مصدر للحب والزواج. ويقول المؤرخ أحمد صابر، بأن موسم إيموران يقام منذ مئات السنين، فيه تحدث اللقاءات بين الذكور والإناث، بهدف التعارف والزواج. وتستمر الصخرة في توفير أجواء البوح بالغرام والعشق لزوارها من السياح المغاربة والأجانب، حيث يصعد إليها عند غروب الشمس أغلب المحبين والعشاق للاستمتاع بما تمنحه من أجواء رومانسية تختلط فيها أنوار غروب الشمس وموسيقى أمواج البحر التي تلتطم بالصخرة التي قاومت ضراوة الموج لعدة قرون. محمد إبراهمي (أكادير)

إيـمـوران… “من كـل فـن طـرب”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رئيـس سلـة تـازة يشتكـي الجامعـة

العرس الفاسي... تقاليد راسخة

مقالات ذات صلة