«أمنيستي» و»هيومن» «تبيعان» تقاريرهما تحت شعار «لحم الذئب حلال / حرام» كشفت الانتقادات الموجهة للتقارير الأخيرة الصادرة عن منظمات حقوقية دولية، النقاب عن حقائق صادمة بخصوص طريقة اشتغالها وموالاتها لجهات اتضح أنها "مانحة"، إذ في الوقت الذي ما زالت فيه ارتدادات حملة ضد المغرب من قبل "هيومن رايتس ووتش" وعملائها في الداخل كشفت وكسانا بوكالتشوك، رئيسة فرع "أمنستي" في أوكرانيا المستور، عندما أعلنت استقالتها، السبت الماضي، احتجاجا على تقرير متحيز لروسيا. سقــوط أقنعــة العمــلاء طابور خامس من الخبراء في الوشاية تحركهم نزعة الفساد والانتقام أحيى سقوط المنظمات الحقوقية الدولية في مستنقع المصالح ما نشره روبرت برنشتاين، مؤسس منظمة "هيومن رايتس ووتش"، على أعمدة صحيفة "نيويورك تايمز" في مقال سيبقى محفورا في سجلات التاريخ، انتقد فيه بكلمات لا لبس فيها تنطبق أيضا على منظمة العفو الدولية، مسؤولي "هيومن رايتس ووتش" لتضليلهم المهمة الأساسية التي رسمها للمنظمة والتي قادها لمدة 20 عاما، واصفا إياها بالفاسدة أخلاقيا. وتؤكد كلمات برنشتاين حقيقة الحملة التي تشن منذ مدة على المغرب باستعمال عملاء من الداخل وفق خطة استهداف بطابور خامس في خدمة "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة العفو الدولية، خبراء في الوشاية تحركهم نزعة الفساد و الانتقام، يرددون الاسطوانة المشروخة نفسها في غياب تام للحجج، ويكلفون أنفسهم عناء تقديم الأطباق ذاتها التي أعيد تسخينها، جزءا من عملية احتيال فكرية ملفوفة بأخلاق مزيفة. لا تكثرت المنظمات الحقوقية الدولية ومن يحرك خيوطها بالمواطنين المغاربة والأوكرانيين وحتى الروس، لأن الأمر يتعلق بوسيلة ضغط على الأنظمة التي ترفض الانحناء عندما تطمح إلى تعزيز سيادتها السياسية والاقتصادية والثقافية و تأبى إلا أن تختار تعددية موسعة. وأظهرت ردود فعل "مطبلة" صادرة عن جهات معادية، أن التقرير الأخير لـ "هيومن رايتس ووتش" انخرط في حرب بالوكالة وكشف سقوط المنظمة في مستنقع الإساءة مع سبق الإصرار والترصد في حق المغرب ومؤسساته، إذ كرر المزاعم نفسها التي تروج لها منذ مدة بطريقة مشبوهة في توزيع أدوار الضحايا، لابتزاز مؤسسات دستورية مغربية وفي مقدمتها القضاء. وكشفت الحرب الروسية الأوكرانية حقيقة منظمة العفو الدولية "أمنستي"، التي وجدت نفسها في ورطة كبيرة غداة نشر تقرير مؤيد لموسكو وينتقد أوكرانيا بسبب تكتيكاتها القتالية التي تعرض السكان المدنيين للخطر، وتسبب ذلك في استقالة أوكسانا بوكالتشوك، رئيسة فرع المنظمة في كييف، السبت الماضي احتجاجا على الموالاة لروسيا، في وقت ذهب فيه الرئيس الأوكراني حد اتهام "العفو الدولية" بمحاولة تبرئة روسيا ووضع "الضحية والمعتدي على قدم المساواة". وأماط التقرير اللثام بجلاء عن المقاربات المتحيزة للمنظمة المذكورة، كما هو شأن "هيومن رايتس ووتش"، في تعاطيها مع أوضاع حقوق الإنسان في بعض البلدان، بما في ذلك المغرب على وجه الخصوص، كما تبرز ذلك تحيزات صارخة لهذه المنظمة غير الحكومية، و ذلك وفقًا للمصالح اليومية. وتعرضت "أمنستي" للقصف في مواجهة الصحافة والإعلام وهي وسائل الإعلام نفسها التي كانت قد أقعدت هذه المنظمة غير الحكومية على برج عاجي عندما تعلق الأمر بمهاجمة دول مستهدفة، مثل المغرب، وكما هو الحال بالنسبة إلى "هيومن رايتس ووتش"، المسألة ليست إلا مصالح مع بلدان من أجل تدمير أخرى، باستغلال حقوق الإنسان بأبشع طرق ممكنة. ولم تقتصر الردود المنددة على الجبهة الوطنية إذا تعددت الأصوات الآتية من الخارج التي تكشف مستور التقارير المنحازة، كما هو الحال بالنسبة إلى المرصد العربي لحقوق الإنسان، الذي أدان ما تضمنه التقرير الذي أصدرته منظمة "هيومن رايتس ووتش" من أكاذيب ومعلومات مضللة بشأن المغرب، إذ أكد في بيان أصدره، الجمعة الماضي أن "مثل هذه التقارير المسيسة لن تثني المملكة المغربية عن مسيرتها الرائدة في مجال الحريات والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير، مستمدة ذلك من دستورها الذي يكفل الحريات للجميع، ومنظومتها التشريعية التي تعزز مبادئ العدالة والمساواة واحترام الحقوق". وانتقد المرصد "البيان المغرض" ل "هيومن رايتس ووتش" واعتبره "سقطة جديدة للمنظمة التي دأبت على إصدار بيانات بهدف تبني مواقف مسيسة ومغرضة ولا تمت للعمل الحقوقي بصلة، وإصرارها على تشويه صورة الأوضاع الداخلية للبلدان العربية، دون أن تقدم دلائل حقيقية على ما تدعيه من اتهامات قائمة على الكذب والتضليل وابتعاد المنظمة عن المصداقية في إعداد تقاريرها". درس أوكسانا عكس أوكسانا بوكالتشوك التي استقالت احتجاجا على استهداف بلدها أوكرانيا، فإن تقارير الجمعية المغربية لحقوق الإنسان قاسية بشكل لا يصدق ولا أحد ينتفض حيال هؤلاء المغاربة المزعومين الذين أصبحوا مصدر معلومات مضللة لجميع المنظمات غير الحكومية الدولية، من خلال مدهم بمعلومات مغلوطة بشكل ممنهج، أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها متحيزة بغرض استعمالها لتشويه صورة المملكة دوليا. وتهدف مقاربة هذا الطابور الخامس إلى تقويض المشاعر الراسخة للوطنية التي تحرك المغاربة حيال مؤسساتهم المقدسة وجعلها متجاوزة، لدرجة أن الدفاع عن الوطن ضد الأطماع الخبيثة لمن ينتقص من المملكة، أصبح بالنسبة إلى أعداء الداخل هؤلاء بمثابة انحراف. ياسين قُطيب