الملك يمنح مهلة إضافية لمسـؤولي البيضاء

اكتفى خلال أول زيارة رسمية للعاصمة الاقتصادية بعد خطاب أكتوبر بتدشين مشروعين وطنيين أعطى الملك محمد السادس مهلة إضافية للسلطات الإدارية والمنتخبة بالدار البيضاء، للوقوف على حصيلة تفاعلها مع مضامين الخطاب الملكي لـ11 أكتوبر الماضي، الذي وجه فيه الملك انتقادات حادة إلى المسؤولين عن تدبير شؤون العاصمة الاقتصادية ، وطلب الإسراع بتجاوز عدد من الاختلالات وسوء الحكامة التي لا تتناسب على مدينة يراهن عليها المغرب، اليوم، قاطرة لمشروع التنمية الجهوية الموسعة، وقاعدة للإقلاع الاقتصادي والمالي المنفتح على القارة الإفريقية والاستثمارات الخارجية.واكتفى جلالة الملك، خلال الزيارة التي انتهت أمس (الخميس)، بإعطاء الانطلاقة لمشروعين كبيرين بصبغة وطنية، ويتعلق الأمر بالمشروع العملاق المتعلق بإحداث مركز حضري جديد منفتح على جزء من ميناء الدار البيضاء تتكلف مجموعة «وصال كابيتال» الخليجية بتنفيذه بغلاف استثماري يناهز 6 ملايير درهم، إضافة إلى 300 مليون درهم تخصص لتنفيذ المراحل اللاحقة من مشروع تأهيل المدينة القديمة. كما أعطى جلالة الملك في الزيارة نفسها الانطلاقة مخطط التنمية الصناعية التي قدمها أمام جلالته مولاي عبد الحفيظ العلمي، ويتعلق الأمر باستراتيجية تغطي الفترة ما بين 2014 إلى 2020 رصد لها حوالي 20 مليار درهم، ومن شأنها توفير نصف مليون منصب شغل خلال ست سنوات.إعطاء مهلة جديدة للإطلاع على الحصيلة الأولية للمخطط الاستعجالي للدار البيضاء، أو مخطط تغطية الأولويات، الذي دعمته الدولة، في شخص وزارة الداخلية، بغلاف مالي استثنائي وصل إلى 116 مليار سنيتم، من أصل 228 مليار سنتيم، فسره منتخبون بمثابة غضبة ملكية على منتخبي الدار البيضاء، مستندين في ذلك على عدد من المشاريع كان من المفروض أن يطلع عليها الملك، أو يقوم بتدشينها إلى زيارته للعاصمة الاقتصادية بداية الأسبوع الجاري. تحدثت المصادر نفسها عن مشاريع جاهزة، مثل نفق "شيميكولور"، أو نفق دكار، الذي يعتبر ثاني نفق في الدار البيضاء، أنجز في إطار المشاريع المهيكلة الخاصة بمخطط النقل والتنقلات لتخفيف العبء والضغط على عدد من المحاور الطرقية التي تشهد اختناقات رهيبة طيلة أيام الأسبوع، إضافة إلى مشاريع أخرى كانت تنتظر فقط التأشير عليها، مثل تدشين مركز جديد لتصفية الدم بمقاطعة ابن امسيك تابع لجمعية أمل. وشهدت الدار البيضاء، مباشرة بعد الخطاب الملكي، نقاشا واسعا تطور، في عدد من لحظاته، إلى تشنجات وصراعات حادة بين عدد من المسؤولين وصلت أصداؤه إلى الصحافة الوطنية.وكاد المخطط الاستعجالي أن يتوقف في منتصف الطريق بسبب اللغط الذي رافقه منذ انطلاق اللقاءات التشاورية حوله، مباشرة بعد تعيين وال جديد بجهة الدار البيضاء الكبرى، إذ ظل عدد من المنتخبين يعيبون على رئيس مجلس الجماعة الحضرية وأعضاء مكتبه والسلطات الإدارية استفرادهم بالمشاورات، وإقصاء باقي المنتخبين المطلوب منهم، بعد ذلك، أن ينفذوا قرارات وإجراءات لا علم لهم بها.وازداد الوضع سوءا بالدار البيضاء، وكاد ينسف جميع الجهود التي توجت بمخطط لتغطية الأوليات وإيجاد التمويلات اللازمة له، مع اقتراب دورة فبراير الخاصة بالحساب الإداري برسم السنة المالية 2013 وبرمجة الفائض الحقيقي، إذ تفرقت أحزاب الأغلبية إلى ممل ونحل، تسبب في تأجيل الدورة، وسط متابعة إعلامية مكثفة، ظلت تشير إلى بواطن الضعف والحكامة وتدبير الاختلاف وسط أحزاب وتحالفات كان من المفروض أن تأخذ العبر والدروس من الخطاب الملكي، لكن فعلت عكس ذلك.والأكثر من ذلك، أن الخلاف تأجج بين مكونات داخل الأغلبية الجماعية نفسها، حول تقدير المرحلة وتسطير برنامج العمل وتقييم التجربة السابقة، إذ اختار حزب العدالة والتنمية، المكون الأساسي في الأغلبية، موقف الحياد السلبي، واعتراضه على عدد من التوجهات، منها المخطط الاستعجالي نفسه الذي قال إنه لم يشارك في صياغته وغير موافق على مشاريعه، ثم موقفه من الحساب الإداري نفسه، والنقطة الخاصة بإحداث مشاريع شركات جديدة للتنمية المحلية.يوسف الساكت

الملك يمنح مهلة إضافية لمسـؤولي البيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال سبعة "مشرملين" بالبيضاء

اختطاف زوجة بآسفي واحتجازها بغابة ستة أشهر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات