أم آدم تتحول إلى جلادة

المجاطي... من الملالي إلى البغدادي 5 مراقبة وتجسس ورفع تقارير واعتقال وتعذيب تفتح "الصباح" من خلال هذه السلسلة قصة أم آدم المجاطي وابنها إلياس، وتتعقب "مغامراتهما" بعد التحاقهما بالتنظيم الإرهابي داعش من خلال كتاب "رحلتي مع آل المجاطي من إمارة الملالي إلى خلافة البغدادي" للباحث والإعلامي مصطفى الحسناوي. السلسلة ترصد مسار الأم وابنها، وتجعل قصتهما، مدخلا لمقاربة ورصد أساليب الاستقطاب والتجنيد والدعاية لدى التنظيمات الإرهابية،كما أن السلسلة مساهمة في تسليط الضوء على الإرهاب بصيغته الأنثوية. إعداد: عزيز المجدوب حين زار "أبو حفص"، أمير هيأة الهجرة، ووالي الرقة السابق،"أم آدم" وطلب منها الاشتغال مع هيأة الهجرة، أعطاها صلاحيات واسعة بالتحقيق والاعتقال والسجن والتعذيب لمن تشك أو تشتبه بها. فرضت على كل امرأة تريد أن تخرج أو تدخل إلى المضافة، أن تجلب وثيقة موقعة من الوالي. قرر أبو حفص، بالاتفاق مع أم آدم، إنشاء مكاتب سرية للتحقيق والتعذيب والاعتقال، داخل المضافات، بل طورا معا مضافات أسمياها "مضافات العقوبات"، هي سجون حقيقية. كانت أولى ضحايا أم آدم في السجن الذي أنشأته، هي "أم أسماء الفرنسية"، ثم تلتها "أم خديجة الشيشانية». اتهمت أم آدم، أم أسماء الفرنسية بالتحريض على الهروب من المضافة وبمحاولة الهرب، وبإخفاء هويتها الحقيقية، ففي الوقت الذي تقول أم أسماء، أنها من أصول جزائرية، تتهمها أم آدم بأنها يهودية لأن أخاها اسمه "شولومون دافيد". في حين اتهمت "أم خديجة" بأنها سويدية وليست شيشانية، تشتغل لصالح مخابرات دولة أوروبية، وأم خديجة طبيبة جراحة أعصاب، خرجت من مناطق سيطرة التنظيم لمرات عديدة، فأثارت شكوك ديوان الأمن العام، فطلب من أم آدم مراقبتها، لتكتشف علاقة غير شرعية بينها، رغم أنها متزوجة، وبين أمير معسكر الأشبال، الذي عوض معاقبته ترقى لأمير هيأة الهجرة لاحقا. أصبحت لأم آدم سلطات وصلاحيات واسعة، كانت تعاقب وتعذب وتأمر وتنهى، فأصبحت مهابة الجانب، يذكر اسمها فترتعد فرائص النساء في المضافات، لأجل ذلك طلبها ديوان الأمن العام، الأشبه بوزارة الداخلية، لتشتغل في مكتب التحقيقات المركزي التابع للديوان. جاء الأمر من اللجنة المفوضة، ثاني سلطة بعد الخلافة، بنقل "أم آدم" وامرأة أخرى تدعى "أم ياسر" وهي مغربية أيضا، من هيأة الهجرة إلى ديوان الأمن العام، وكان ذلك يوم 19 دجنبر 2015. استمرت "أم آدم" في ممارسة سلطتها، تراقب وتتجسس وتعاقب وترفع التقارير وتعتقل وتحقق وتعذب، الغريب أنها رغم اشتغالها في مكتب التحقيقات المركزي، فإنها كانت تتجاوز مسؤوليها في المكتب، بل وفي ديوان الأمن العام، وكانت تتواصل مباشرة مع اللجنة المفوضة، متجاوزة الكل، معتبرة نفسها أعلى من الكل وأفضل من الكل، أو ربما لانعدام ثقتها بالكل. وهكذا وبعد تقرير رفعته للجنة المفوضة، بحق سيدتين واحدة بلجيكية وأخرى ألمانية، جاء الأمر نهاية 2015، من اللجنة المفوضة إلى هيأة الهجرة، بمحاكمة أم نائلة البلجيكية وأم سلمة الألمانية. في 8 يناير 2016، راسل مركز الأمن بولاية حمص، ديوان الأمن العام، بخصوص امرأة تدعى، "أم بكر اليونانية" تتبع لولاية حمص لكنها تقطن بمضافة في الرقة، لظروف ما، مركز الأمن اشتبه بزيارات زوجها لها المتكررة، وهو يقيم باليونان، فراسل ديوان الأمن العام للاستفسار بخصوص هذا الشأن، فلم يكن من ديوان الأمن العام، إلا انتداب "أم آدم" للقيام بتلك المهمة. فأرسل ديوان الأمن العام بتاريخ، 10 يناير 2016، رسالة لمسؤول مضافة حمص بالرقة، بالسماح لأم آدم باستجواب أم بكر اليونانية، في المضافة. ثم في 19 يناير 2016 ، تم إرسال رسالة لمسؤول مضافة حمص، بالسماح لأم آدم، بتفتيش محل أم بكر اليونانية، وحجز مايثير الشبهة، واعتقالها للتحقيق معها، في مقر الأمن.

أم آدم تتحول إلى جلادة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إحباط عملية "حريك" بالبيضاء

"سوق الفيلم" بمهرجان طنجة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات