تجرى بالمحكمة الابتدائية بسلا، محاكمة فلاح يتحدر من الزمامرة انتحل هوية عميد شرطة "كوميسير"، وأوهم ضحاياه بارتكاب أقاربهم جرائم ترتبط بالخيانة الزوجية والمشاركة فيها والفساد، وتسلم منهم مبالغ مالية، مدعيا لهم أن صفته الأمنية ستمكنه من إبعاد الشبهات عنهم وإخلاء سبيلهم بعيدا عن أعين النيابة العامة، وحير مصالح فرق الشرطة القضائية بالجديدة والرباط وسطات ومراكش وبنكرير والخميسات وتيفلت، ليطيح به تنسيق بين أمن العاصمة والأمن الإقليمي بالجديدة، واضطرت النيابة العامة بسلا إلى عرضه على قاضي التحقيق بسبب ذكائه في "فبركة" ملفات قضائية وهمية، ورفض الإدلاء بهويتي شريكيه بمنطقة الحوزية. وفي تفاصيل النازلة فجر الضحية الأول شكاية مفادها أنه تعرض للنصب من قبل شخص مجهول ربط به الاتصال هاتفيا، وأشعره أنه عميد شرطة بولاية أمن أكادير، وأن شقيقه جرى إيقافه بتهمة الفساد، مؤكدا أن "الكوميسير" أخبره بأن شقيقه محتجز لديه بمخفر أمني، وبإمكانه التفاوض معه لإخلاء سبيله قبل وصول الأمر إلى يد النيابة العامة، طالبا منه إرسال 8000 درهم، لكن الضحية شك في الأمر، وحول "الكوميسير" المكالمة الهاتفية للشخص المحتجز الوهمي، فاعتقد الضحية بأن الموقوف شقيقه، فاضطر لإرسال 6000 درهم لـ "العميد"، عبر وكالة دولية لتحويل الأموال، وبعدها مكنه في مرحلة لاحقة من 2000 درهم، مؤكدا أن شقيقه تعرض للنصب بالطريقة نفسها. وأوضح مصدر "الصباح" أن الضحية الثاني يتحدر من مراكش، وتلقى مكالمة هاتفية من العميد المزور تفيد أن ابنه الموجود بالبيضاء، معتقل على ذمة قضية تتعلق بالخيانة الزوجية وألح عليه بضرورة الحضور إلى مكتب الأمن قصد تسوية الأمر، فأخبره الضحية بأنه موجود بمراكش رفقة زوجته، لكن الفلاح الداهية طلب منه إرسال 11 ألف درهم لإخلاء سبيل ابنه، قبل إحالته على وكيل الملك، كما أقر ضحية ثالث بأنه تلقى مكالمة هاتفية ادعى فيها المتصل بأنه شرطي وبأن شقيقه معتقل بتهمة الفساد مع خليلته، من قبل أمن سطات، وما عليه سوى إرسال مبلغ مالي، وأنجزت الشرطة القضائية بسطات محضرا للضحية في الموضوع. وأمرت النيابة العامة بإجراء خبرة تقنية مكنت من رصد صاحب المكالمات الهاتفية الذي تبين أنه يتنقل بين الزمامرة والجديدة وسيدي بنور والحوزية وزاوية سيدي إسماعيل، وفي الوقت الذي كانت فيه مصالح أمن مدن مختلفة تبحث عن العميد المزور، عممت ولاية أمن الرباط إخبارية تفيد سقوط النصاب في حالة تلبس بالنصب على ضحايا بمدن الخميسات وتيفلت وسلا بالطريقة نفسها، بالتنسيق مع أمن الجديدة ليتم نقله إلى ولاية أمن الرباط وسلا، وعرضه على وكيل الملك لدى لمحكمة الابتدائية بسلا، الذي قرر إحالته على قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها، والذي تابعه بجريمتي النصب والتدخل بغير صفة في وظيفة عامة، كما توصلت التحقيقات إلى أن "الكوميسير" المزور حاول إبعاد التهمة عن شريكيه الملقبين بـ "لومو" و"امبيريك". عبد الحليم لعريبي