زواج القاصرات والهدر المدرسي أبرز معاناة الأطفال

كشفت رجينا دو دومنيسيس، ممثلة منظمة اليونيسيف، وادريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، مؤشرات قوية عن واقع الأطفال في دول العالم، ضمنها المغرب الذي يعاني عدد كبير من أطفاله عدة ظواهر، أبرزها الهدر المدرسي والتشغيل وزواج القاصرات ، ووفاة الأطفال أقل من خمس سنوات، مقابل ضعف الحماية المخولة للطفل، التي تعكس استمرار العنف الذي يستهدف هذه الفئة، والذي قدر تقرير اليونيسف، عددها إلى حدود نهاية 2012 بـ 32 ألفا و521 طفلا.ووقف التقرير الذي قدمت ممثلة اليونيسكو، أمس (الأربعاء) بالرباط، محاوره الكبرى، على انخفاض عدد الأطفال الذين يتوفون، قبل إتمامهم خمس سنوات من 80 سنة 1999 إلى 31 في الألف سنة 2012، وكذلك نسبة وفاة الأطفال أقل من سنة، انخفضت من 63 سنة 1999 إلى 27 في الألف سنة 2012، اعتبر رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان هذه النسبة ما تزال تخلق مشكلا حقيقيا، وتساءل عن الحق في الحياة والصحة، الذي يفترض أن يتمتع به كافة المغاربة، "حتى وإن كانت نسبة تلقى التلقيحات لدى الأطفال تقارب 100 في المائة، فالحق في الصحة مازال لم يتم تأمينه بالشكل الكافي"، يضيف اليزمي.وكشف التقرير أن الأطفال المغاربة يتلقون 99 في المائة من التلقيحات الأساسية، الأمر الذي ثمنته دو دومنيسيس التي قالت إن المغرب يتصدر قائمة دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".كما وقف تقرير المنظمة الأممية على مشكل آخر يكمن في الهدر المدرسي، فمن أصل 73 في المائة من الأطفال الذكور الذين يلجون المدرسة الابتدائية، 39 في المائة فقط منهم يتمكنون من ولوج التعليم الثانوي، مقابل 36 في المائة من الإناث ممن يلجن المدارس الثانوية من أصل 53 في المائة ولجن المدرسة الابتدائية، وفق إحصائيات منظمة اليونيسيف، وهو ما أكده ادريس اليزمي، الذي قال إن المجلس الوطني بصدد تنقيح تقرير عن أطفال المغرب، سيتم تقديمه في الأيام القليلة الماضية، مشيرا إلى أن السنة الماضية عرفت نسبة بلغت 90 في المائة من تمدرس الأطفال، دون أن يعني ذلك في المقابل أن الهدر انخفض. ودق وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، الذي تدخل بعد انتهاء عرض التقرير، ناقوس الخطر، حول استمرار الهدر المدرسي، مبرزا أن التعليم يواجه صعوبات ليست فقط مادية، بل ذات صبغة ثقافية واجتماعية. وأشار بهذا الخصوص إلى أن المرصد الوطني للتنمية البشرية قام بدراسة في الموضوع على عينة من 8 آلاف أسرة، كانت نتائجها مخالفة للأسباب المتداولة للهدر المدرسي، فـ"عكس التوقعات القائلة إن انعدام وسائل النقل تعد السبب الرئيس في الهدر المدرسي بالعالم القروي، تبين أن السبب الأول هو رفض الأطفال في سن 15 سنة الذهاب إلى المدرسة، بنسبة 32 في المائة، تليه مشاكل النقل الذي يساهم في الهدر المدرسي بنسبة 18 في المائة، ثم رفض الأسر بنسبة 13 في المائة، والزواج بنسبة 12 في المائة"، يشرح بلمختار الذي أكد أن تشغيل الأطفال وزواج القاصرات، مرتبط بظاهرة الهدر المدرسي، التي تؤدي إلى نوع من استعباد الأطفال الذين يشتغلون في خدمة المنازل أو الصناعة التقليدية، مذكرا بأنه كان سنة 1996 اقترح مشروع قانون يهم تجريم العائلات التي لا تحترم إجبار أطفالها على ولوج المدرسة، لم تتم المصادقة عليه.وبخصوص زواج القاصرات، قال بلمختار إن أعداد الزيجات ارتفعت منذ إقرار مدونة الأسرة، "فالطفلات يتم تزويجهن حتى لا يذهبن إلى المدرسة"، متسائلا عن دور القانون قبل أن يؤكد "يجب فرض التمدرس إلى حدود 15 سنة، ومنع زواج القاصرات، فهذه المعركة تستلزم في البداية تطبيق القانون والقطع مع حالات الاستثناء". ومن جهته، وقف تقرير اليونيسف على ظاهرتي تشغيل الأطفال وزواج القاصرات، الذي كشفت إحصائيات المنظمة الأممية، أن 3 في المائة من الأطفال تزوجوا قبل 15 سنة في الفترة الممتدة من سنة 2005 إلى 2012، و16 في المائة من المراهقين الذين لم تتجاوز أعمارهم 18 سنة، فيما عرفت الفترة ذاتها زواج 1 في المائة من الذكور المتراوحة أعمارهم بين 10 و19 سنة و11 في المائة من الإناث من الشريحة العمرية ذاتها. وفيما قال تقرير اليونيسيف إن 8 في المائة من الأطفال كانوا يشتغلون في الفترة ذاتها، أكد اليزمي أن عدد الأطفال الذين يعملون، وفق آخر الإحصائيات بلغ 100 ألف طفل، محرومين من الحق في الحماية ويتعرضون شأنهم شأن العديد من الأطفال إلى العنف في مختلف أشكاله.هجر المغلي

زواج القاصرات والهدر المدرسي أبرز معاناة الأطفال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عامل متورط في تفويت عقارات مرافق عمومية

واشنطن تعرض "دفعة جديدة" لملف الصحراء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات