150 طفلا قدموا مشروعا غنائيا ومسرحيا تحت إشراف الودغيري أفرج الفنان رشيد الودغيري، أخيرا، عن مشروع فني غنائي ومسرحي اختار له عنوان "ملحمة تراثية بلغات العالم" قدمها على خشبة مسرح محمد السادس بالبيضاء رفقة كورال "أزهار الأندلس" الذي يرأسه ويشرف عليه. الملحمة الغنائية التي استمر عرضها زهاء ساعتين من الزمن، اشتملت على لوحات غنائية أداها كورال مكون من مائة فرد، كما تخللتها مشاهد مسرحية من تنفيذ خمسين فردا من تلاميذ المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية بالعاصمة الاقتصادية. وكشف الودغيري، في حديث مع "الصباح"، أن هذا المشروع الفني استغرق أزيد من عشرة أشهر من التحضير، وتكلف بالإشراف الفني عليه وصياغة الألحان، فيما شارك في كتابته عدد من الأساتذة بينهم عبد الكريم رزقي وعبد الصمد خنجر. وأضاف الودغيري أنه اختار الاشتغال، رفقة طاقم العمل، على عدة محاور ضمن موضوع الملحمة تتراوح بين استعراض جانب من تاريخ ملوك الدولة العلوية، والتحسيس بأهمية المواطنة، ثم التعريف بحضارة المغرب وتعدده الثقافي من خلال تقديم نماذج من الأنغام والإيقاعات التي تمثل جهات مختلفة من بلادنا. وتابع الودغيري أنه حرص من خلال "ملحمة تراثية بلغات العالم" استعادة جنس الملاحم الغنائية التي تراجعت من المشهد الفني، كما أكد على الطابع التربوي والإبداعي في المشروع والذي يروم غرس ثقافة الارتباط بالوطن وتاريخه وحضارته، وتبليغها إلى العالم عبر لغات مختلفة قدمت بها الملحمة وهي العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والإيطالية. ويذكر أن مشروع "كورال أزهار الأندلس" الذي بدأه الودغيري منذ سنوات بتنسيق مع مجموعة مدارس مؤسسة لحلو الخاصة، يروم تكوين أطفال المدارس وتوطيد علاقتهم بالتراث الغنائي المغربي، عبر برنامج دقيق للتأطير خاضع للضوابط العلمية والتقنية. وجدير بالإشارة إلى أن الودغيري من مواليد فاس، وبها درس الموسيقى والآلة الأندلسية خلال فترة الراحل عبد الكريم الرايس، كما تدرج منشدا في عدد من الزوايا الصوفية وتمرس بأداء فن المديح والسماع، وتوج ضمن مسابقة للإنشاد والطبوع، إضافة إلى مشاركته منشدا وباحثا في أعمال وبرامج تلفزيونية. عزيز المجدوب