دعوة ود ملكي للجيران
الملك يتطلع للعمل مع الرئاسة الجزائرية لإقامة علاقات طبيعية بين شعبين شقيقين
حمل الخطاب الملكي الموجه إلى الأمة لمناسبة عيد العرش، دعوة ود للجيران، إذ قال جلالته “إننا نتطلع، للعمل مع الرئاسة الجزائرية، لأن يضع المغرب والجزائر يدا في يد، لإقامة علاقات طبيعية، بين شعبين شقيقين، تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية، والمصير المشترك”.
وأكد أنه “بالنسبة للشعب المغربي، فنحن حريصون على الخروج من هذا الوضع، وتعزيز التقارب والتواصل والتفاهم بين الشعبين”.
وشدد الملك مرة أخرى، “بأن الحدود، التي تفرق بين الشعبين الشقيقين، المغربي والجزائري، لن تكون أبدا، حدودا تغلق أجواء التواصل والتفاهم بينهما”، معربا عن أمله في أن تكون هذه الحدود “جسورا، تحمل بين يديها مستقبل المغرب والجزائر، وأن تعطي المثال للشعوب المغاربية الأخرى”، مهيبا بالمغاربة “لمواصلة التحلي بقيم الأخوة والتضامن، وحسن الجوار، التي تربطنا بأشقائنا الجزائريين، الذين نؤكد لهم بأنهم سيجدون دائما، المغرب والمغاربة إلى جانبهم، في كل الظروف والأحوال”.
وأكد الملك أنه في ما يخص الادعاءات، التي تتهم المغاربة بسب الجزائر والجزائريين، “فإن من يقومون بها، بطريقة غير مسؤولة، يريدون إشعال نار الفتنة بين الشعبين الشقيقين”، وخلص إلى أن “ما يقال عن العلاقات المغربية الجزائرية، غير معقول ويحز في النفس”، مؤكدا جلالته أنه “لـم ولن نسمح لأي أحد، بالإساءة إلى أشقائنا وجيراننا”.
وتضمن الخطاب تذكيرا لجيراننا بالقيم التي تقوم عليها المملكة المغربية منذ فجر التاريخ، أي مبادئ احترام الجوار والروابط الإنسانية والثقافية والتاريخية والمصيرية والدينية، التي يسهر عليها جلالته.
ومن جهته، أكد محمد بنحمو، الأستاذ الجامعي، مدير المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية، أن خطاب العرش، حمل دعوة أصيلة ومتجددة لإقامة علاقات طبيعية بين المغرب والجزائر، تنتصر للروابط التاريخية والإنسانية، والمصير المشترك، مسجلا أن هذه الدعوة هي تأكيد آخر على “رغبة المغرب في بناء علاقات الأخوة مع الأشقاء في الجزائر، ورفض أي خطاب يحمل نفحة عدائية وصدامية مع الشعب الجزائري الشقيق”.
وكرس الملك موقف حسن الجوار الذي عبر عنه في خطاب السنة الماضية عندما وجه رسالة سلام إلى حكام الجارة الشرقية، داعيا إياهم إلى تغليب منطق الحكمة والمصالح العليا بين المغرب والجزائر، من أجل تجاوز الوضع المؤسف الذي يضيع طاقات البلدين، الذي يتنافى مع روابط المحبة والإخاء بين الشعبين المغربي والجزائري، وليس في مصلحة الشعبين وغير مقبول من قبل العديد من الدول.
ياسين قُطيب