اعتماد الفيول في إنتاج الكهرباء يكلف ثمنا باهظا

تأخر المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب في إنجاز استثماراته يكلف الدولة 46 مليار درهم ستتجاوز كلفة دعم الفيول المستهلك من قبل المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب منذ بداية 2008، مبلغ 46 مليار درهم إلى حدود سنة 2017، و54 مليار درهم في أفق 2022، حتى مع افتراض إنجاز المخطط الاستثماري الجديد للفترة ما بين 2013 و2020، الذي يرتكز على الفحم والطاقات المتجددة. وعزا تقرير المجلس الأعلى للحسابات حول منظومة المقاصة، ارتفاع هذه الكلفة إلى التأخير الذي سجله المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب في تنفيذ برنامجه الاستثماري لفترة 2006/2009، في عهد مديره السابق يونس معمر. وكشف تقرير المجلس الأعلى للحسابات أن مبلغ الدعم المخصص للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ما فتئى يعرف تسارعا ملحوظا بسبب هذا التأخير. وقال التقرير إن المكتب أطلق منذ سنة 2005 برنامجا للتجهيز للفترة الممتدة ما بين 2006 و2012، يتضمن عدة مشاريع، أنجز منها أربعة مشاريع على رأسها المحطة الحرارية الشمسية عين بني مطهر، والمركب الريحي أموكدول، والمركب الريحي طنجة، فيما تعثرت ستة مشاريع أخرى. وتقدر قيمة الدعم المخصص للفيول المستعمل من طرف المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بمبلغ 5.1 ملايير درهم سنة 2013، فيما وصلت سنة 2012 إلى 7.2 مليار درهم، أي حوالي 13 في المائة من المبلغ الإجمالي لنفقات المقاصة، وهو ما يفوق قيمة الدعم المخصص لكل من السكر والدقيق خلال السنة نفسها.ومن أجل تلبية الطلب المتزايد وتفاديا لمخاطر انقطاع التيار الكهربائي، أكد التقرير أن المكتب اعتمد في غياب محطات حرارية جديدة، حلا مبنيا على استعمال الفيول من أجل تشغيل مجموعة من العنفات الغازية الموجودة، بل ضاعف الطاقة المولدة بواسطة وسيلة الإنتاج هاته في إطار المخطط الاستعجالي الثاني المبني على محطات الفيول.وأبرز التقرير أنه من أجل تغطية الطلب خلال الفترة الممتدة من 2008 إلى 2011، تم إطلاق وحدات إنتاج بقدرة 416 ميغاواط تتكون من ثلاث عنفات غازية ذات قدرة أحادية تصل إلى 100 ميغاواط بالمحمدية، بالإضافة إلى محطة بالكازوال بقدرة 116 ميغاواط بطانطان. وبعد ذلك وحتى تتم تغطية الطلب خلال سنتي 2012 و2013 ، تم إنجاز ثلاث عنفات غازية بقدرة أحادية تبلغ 100 ميغاواط بمدينة القنيطرة سنة 2009.وأشار التقرير إلى أن المبلغ الاستثماري للعنفات المنجزة بكل من المحمدية والقنيطرة وصل إلى 4.44 ملايير درهم دون احتساب الضريبة على القيمة المضافة ومصاريف الربط بالشبكة.وسجل التقرير أنه في ظل غياب استثمارات جديدة والتأخير الحاصل في إنجاز المشاريع المبرمجة، تحولت العنفات الغازية المفترض أن تُستعمل كحل إضافي لتلبية الطلب على الكهرباء أوقات الذروة فقط، إلى وسيلة دائمة للإنتاج الطاقي، كما يتضح ذلك من خلال ارتفاع كميات الفيول المستهلك من طرف المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.وقال التقرير استنادا إلى إحصائيات صندوق المقاصة، أن المبالغ الإجمالية التي خصصها الصندوق لدعم الفيول الموجه إلى المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب خلال الفترة الممتدة ما بين 2008 و2013، مجموعها 23.7 مليار درهم، وقد سجل المبلغ السنوي الأعلى لهذا الدعم سنة 2012 بما يناهز 7.2 ملايير درهم. وخلص التقرير إلى أن الحل الذي اعتمده المكتب باللجوء إلى الفيول من أجل إنتاج الكهرباء كان باهظ الكلفة، رغم أنه مكن المكتب من تفادي انقطاع التيار الكهربائي.وقال التقرير إنه باستثناء المحطتين الكهربائيتين بالجرف الأصفر المرتقب شروعهما في الإنتاج السنة الجارية، ومحطة آسفي المبرمجة سنة 2017، لا يرتقب إحداث أي محطة أخرى للإنتاج انطلاقا من الفحم أو الغاز.ج . ب

اعتماد الفيول في إنتاج الكهرباء يكلف ثمنا باهظا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السكر كلف 19.5 مليارا في 4 سنوات

ثلثا الدعم يذهب إلى المنتجين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات