خيوط الدمى الواهنة

لا تصدأ آلة "هيومن رايتس ووتش"، حين تستهدف المؤسسات المغربية، فإغراءات وتواطؤ المنظمة "الحقوقية" وتحالفاتها تجعلها تشن حربا بلا هوادة، سواء في بعض المناسبات الدولية، أو دون مناسبة، فالأهم بالنسبة إليها جعل المغرب أمام مدافع الحقوقيين، تحقيقا لمصالح من يمسك بدفة تسييرها. من يطالع آخر تقرير للمنظمة يتصور المغرب بلدا ينتمي إلى عالم آخر، إذ سعت جاهدة إلى النهل من معجم البؤس والجرائم البشعة وتحميل المؤسسات الوطنية المسؤولية عنها، رغم أن تقارير دولية أخرى تفند كل ادعاءاتها والواقع كذلك. لم تتوقف المنظمة عن استهداف القضاء بنية مبيتة ومقصودة، فهدفها من سرد أحداث قديمة وتوجيه أصابع الاتهامات إلى المؤسسة ضرب عصفورين بحجر واحد، بالتشكيك في نزاهة القضاء وتشويه سمعة رجاله وتصدير صورة سيئة عنه إلى العالم، خدمة لأجندة اقتصادية وسياسية، لكن، في كل مرة، يخيب أملها، فتقاريرها أصبحت مثل ورق المنديل يرمى بها في سلة المهلات، حتى قبل استعمالها. لن تنطلي محاولة المنظمة على الرأي العام لتغليطه، وتكوين الانطباع لديه بعدم استقلالية النظام القضائي الوطني، لمجرد نشرها كلمات توافق بالضرورة استنتاجاتها وأهواء داعميها، أو تبنيها للروايات المناصرة لطرف واحد، دون باقي الأطراف، كما هو الأمر، على الأقل، في ملفات تتعلق بالاغتصاب وهتك العرض، بل إنها سقطت في المحظور، مرة أخرى، بانتهاكها مبدأ عالميا في احترام استقلالية القضاء، ما يدحض صفتها المهنية في الدفاع عن حقوق الإنسان والفصل بين السلطات. ما يغضب المنظمة أكثر، أن المغرب اكتسب مناعة ضد الابتزاز الحقوقي، فهو ليس ضد تقييم منظومة حقوق الإنسان، وتصحيح أي أوضاع خاطئة إن وقعت، لكنه ضد النهج المغلوط والمشبوه الذي تتبناه "هيومن رايتس ووتش" في تناولها لحالة حقوق الإنسان اعتمادا على تسييس ملفات وقضايا حقوق الإنسان وتوظيف هذه القضايا في ابتزازه سياسيا، علما أن الدفاع عن حقوق الإنسان يجب أن يتم وفق ضوابط مهنية تستند إلى المعايير الدولية المتعارف عليها والمعتمدة من قبل منظمة الأمم المتحدة حتى يكتسب المنظمة المصداقية، لا أن تخضع لأهواء بعض الأشخاص وأحلامهم. في تقريرها الأخير كشفت المنظمة عن بؤس علمها، بدءا من عنوان "فيك فيك"، الذي يكشف هوية كاتبه، الذي يكن حقدا على للمغرب، بعد فشله في كل المشاريع الإعلامية فيه، ويحقد على القضاء الذي وقف أمامه أكثر من مرة، فالمنظمة الحقوقية ليست إلا كراكيز تتحكم في حركاتها أكثر من جهة. خالد العطاوي

لعبـة "رايتـس ووتـش" بلا قواعـد

بوعياش تترافع من أجل شراكة شمال-جنوب

مقالات ذات صلة

مانع إعلانات!!!