قمة الأعمال الأمريكية الإفريقية… تسويق نموذج المغرب

المغرب أضحى منصة لتشجيع الاستثمارات الخارجية ببلدان القارة شكلت قمة الأعمال الأمريكية الإفريقية 14، التي احتضنتها مراكش، تحت الرئاسة الملكية، أكبر منصة اقتصادية حضرها أزيد من ألف مشارك من أمريكا والمغرب وبلدان إفريقية، وتميزت بإلقاء عروض سلطت الضوء على المؤهلات الاقتصادية التي تتوفر عليها الدول الإفريقية، وفرص الاستثمار والتعاون الممكنة بين الولايات المتحدة وبلدان القارة الإفريقية. بات المغرب حلقة وصل وجسرا اقتصاديا كبيرا بين رجال الأعمال والمستثمرين الأمريكيين والأوربيين على حد سواء ونظرائهم بإفريقيا، بفضل حضوره الإفريقي القوي، وسياسته الإفريقية القائمة على سياسة تعزيز تعاون جنوب- جنوب، من خلال حضور الشركات والبنوك المغربية في بلدان القارة، ومشاريع التنمية المشتركة التي كرستها الزيارات الملكية لبلدان القارة. ويعتبر مشروع أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب، أكبر مشروع استثماري سيعود بالنفع على بلدان القارة التي سيعبرها الأنبوب. وشكل موضوع مستقبل المبادلات التجارية والاستثمارية بين أمريكا وإفريقيا، أحد المحاور التي اشتغلت عليها القمة، إذ أكد وامكيلي ميني، الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، على الدور الذي تلعبه التجارة الدولية لتسريع تعبئة وانتشار الرساميل الخاصة في إفريقيا، قبل أن يرسم بعد ذلك لوحة إيجابية لأوضاع التجارة الدولية في القارة. وقال المسؤول الإفريقي "توجد العديد من المؤشرات التي تظهر أن التجارة الدولية ستعرف نموا مطردا خلال السنوات المقبلة في إفريقيا"، مشيرا إلى أن بلدانا كالمغرب نجحت في إقامة سلاسل قيمة حقيقية في بعض القطاعات كصناعة السيارات، ما يؤهل القارة الإفريقية للقيام بتنشيط صادراتها. و قال أرون فنكاتارامان، من وزارة التجارة الأمريكية "إن ما نحتاج إليه هو أن نتكلم اللغة نفسها التي تتكلمها إفريقيا وتجاوز كل الصور النمطية، التي يمكن أن تقدم لنا هذه القارة على أنها تشكل خطرا بالنسبة للأعمال، مشيرا إلى أن في إفريقيا، ما زال الكثير من المستثمرين الأجانب يشعرون أنهم ضحايا في مواجهة هشاشة التوازنات، التي ما زالت موجودة في مكان ما بين المخاطرة والمرونة. وأكد عبدو ديوب، عضو لجنة إفريقيا لدى الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن القانون الأمريكي حول فرص النمو في إفريقيا الذي صودق عليه في ماي 2000 من قبل الكونغرس الأمريكي، خلال رئاسة بيل كلنتون يعفي صادرات بلدان الإفريقية جنوب الصحراء إلى السوق الأمريكية من أداء رسوم جمركية. كما فتح هذا القانون تطلعات الولايات المتحدة الأمريكية وإفريقيا جنوب الصحراء، فرصا مهمة للبلدان التي تستجيب لشروط محددة ويفسح المجال أمام تغيير أساسي لهيكلة الاقتصاديات المستفيدة. واشاد المشاركون في القمة بالنموذج المغربي، الذي استطاع وضع الأسس الضرورية التي تمكنه من تعزيز تجارته الدولية، وأيضا من أن يكون متنافسا وتمكين منتجاته من الولوج بسهولة إلى الأسواق. كما استعرض المشاركون وضعية قطاع الموانئ الإفريقية، التي تفتقد إلى الكثير من المؤهلات، خاصة ضعف عدد الموانئ التي توفر عمقا كبيرا يمكنها من مسايرة تطور قطاع النقل واللوجستيك، إضافة إلى ضعف اندماج العديد من الموانئ في محيطها وضعف البنيات التحتية الطرقية والسككية التي تربطها بخلفيتها القارية، ناهيك عن انعدام الربط بين الموانئ الإفريقية وتفاوت مستوى تطورها وبيئاتها القانونية. ورغم أن الواجهة الساحلية الطويلة للقارة تضم العديد من الاقتصاديات الإفريقية الكبرى، إلا أن حصة إفريقيا في سوق النقل العالمي لا تتجاوز 4%، مقابل حصة 60 % بالنسبة لآسيا. و قدمت سناء العمراني، مديرة قسم الموانئ لدى وزارة التجهيز والماء، التجربة المينائية المغربية التي اعتبرتها قصة نجاح حققت العديد من الإنجازات المهمة، مبرزة أن سر النجاح يكمن في توفر المغرب على رؤية إستراتيجية واضحة وبعيدة المدى لتنمية القطاع، والتي ترتكز على دراسة واستشراف التوجهات المستقبلية وآفاق التنمية الاقتصادية للبلاد واستباقها، إضافة إلى اتخاذ المغرب لقرارات جريئة وإرادية. منظومة مينائية قوية أكدت المسؤولة في وزارة التجهيز أن المغرب أصبح يتوفر على منظومة مينائية ذات تنافسية عالية على المستويين الإقليمي والدولي، والتي تتميز بموانئ متخصصة ومندمجة في بيئتها، مشيرة إلى ميناء طنجة المتوسط، الذي يلعب دورا أساسيا في التجارة الدولية، والميناء الصناعي الكيماوي في الجرف الأصفر، والميناء التجاري الضخم في البيضاء الذي يمتد على مسافة 4000 كيلومتر، وميناء أكادير المتخصص في تصدير المنتجات الفلاحية. كما أشارت إلى العديد من الموانئ التي توجد في طور الإنشاء على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، منها على الخصوص ميناء الداخلة الضخم في أقصى جنوب البلاد والموجه لخدمة غرب إفريقيا. من جهته، دعا أوبويو أوفوريوكوما، مدير شريك صندوق إفريقيا 50 لتسريع تمويل مشاريع البنيات التحتية، إلى ضرورة وجودة مخطط إفريقي لتنمية القطاع المينائي، وقال "إذا كانت الرؤية الإستراتيجية طويلة المدى أساسية على مستوى كل دولة، فبالأحرى أن تكون لدينا إستراتيجية طموحة، بعيدة المدى، منسقة وموحدة على الصعيد الإفريقية. برحو بوزياني

قمة الأعمال الأمريكية الإفريقية… تسويق نموذج المغرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

توصيـات الماريشـال ليوطـي

لعبـة "رايتـس ووتـش" بلا قواعـد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات