تسلم عمر هلال السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، من يد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ميدالية داغ همرشولد، باسم جنود حفظ السلام المغاربة الشجعان، اعترافا بتضحياتهم وشجاعتهم ونكرانهم للذات وحسهم العالي بالمسؤولية. وخلال حفل أقيم بمناسبة اليوم الدولي لحفظ السلام، كلف غوتيريش هلال بنقل تعازيه القلبية إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، معربا له عن خالص امتنان الأمم المتحدة على دعم المملكة المغربية المتواصل لعمليات حفظ السلام. وتضطلع القوات المسلحة الملكية منذ 1960 بدور كبير في عمليات حفظ السلام، إذ ينشر المغرب حاليا أكثر من 1700 فرد من الجيش والشرطة المغاربة في عمليات الأمم المتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والسودان وجنوب السودان. ومن الأمور التي تؤكد أهمية القوات المسلحة الملكية المغربية في الحفاظ على السلم العالمي، ما كشفه ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، من خلال إعلانه أن المملكة المغربية تعتزم مواصلة عملها لتعزيز وتكييف حفظ السلام مع سياقات العمليات للقرن الحادي والعشرين. وأكد بوريطة، في مداخلة له عبر تقنية التناظر المرئي في المؤتمر الوزاري الرابع حول حفظ السلام الذي نظم العام الماضي بسيول والمنظم من قبل وزارة الشؤون الخارجية ووزارة الدفاع الوطني بجمهورية كوريا الجنوبية، على أن التزام المغرب بحفظ السلام "دائم وثابت" منذ استقلاله، مشددا على أنه "تماشيا مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ساهمت المملكة منذ عام 1960 في خمس عشرة عملية حفظ سلام بتفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتنشر حاليا حوالي 1700 عنصر من القبعات الزرق في إطار ثلاث عمليات". وأشار وزير الشؤون الخارجية إلى أن "المملكة المغربية مصممة على مواصلة عملها لتعزيز وتكييف حفظ السلام، معلنا أمام مؤتمر سيول عن التزامات المملكة في خمسة مجالات عمل. ويتعلق المجال الأول، بالميدان الطبي، إذ أكد الوزير أن المغرب يتعهد، وفقا لتعليمات جلالة الملك، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، بوضع رهن إشارة الأمم المتحدة، مستشفى من المستوى الرابع، مخصص لعمليات الإجلاء الطارئة في مناطق عمليات حفظ السلام، مع الحرص على تبادل الخبرات في مجالات التطبيب عن بعد والأمراض الاستوائية والمعدية. وعلى مستوى أمن وسلامة الأفراد النظاميين: يضيف بوريطة، ستوفر المملكة للأمم المتحدة، وفقا للتعليمات الملكية، فرقا للكلاب المدربة وشركة هندسية مختلطة. وفي مجال الرقمنة وفي مواجهة التطورات المذهلة لتكنولوجيا المعلومات الجديدة، سيواصل المغرب المساهمة في تنفيذ إستراتيجية التحول الرقمي للأمم المتحدة، وذلك من خلال التكوين وتبادل الخبرات. وفي ما يخص الالتزام الرابع، الذي يتعلق بالتكوين، فيتعهد المغرب بالمساهمة في ترجمة الوثائق وتزويد الأمم المتحدة بالخبراء لتطوير ومراجعة كتيبات الأمم المتحدة. كما ستواصل المملكة استقبال المتدربين من البلدان الإفريقية ومن البلدان الناطقة باللغة الفرنسية، في إطار التكوين ما قبل التوظيف داخل مراكز تكوينه. أما الالتزام الخامس الذي يهم أجندة المرأة والسلام والأمن، فإن المغرب يعتزم مواصلة إستراتيجيته الهادفة إلى زيادة عدد النساء ضمن وحداته، ومكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتعزيز حماية المرأة من العنف. م. ب