صحراويون يرفضون الإحالة على التقاعد

كشفت مصادر «الصباح» أن عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، وقع على قرار يقضي بإحالة الموظفين المتحدرين من الأقاليم الجنوبية على التقاعد عند وصول سن التقاعد، وهو ما خلق موجة غضب واستياء في صفوفهم، إذ اعتبروا أن القرار ستكون له تبعات سيئة على الحياة الاجتماعية والاقتصادية لسكان هذه الأقاليم ، وتهديدا للوحدة الترابية.وأكدت مصادر «الصباح» أن العديد من الصحراويين الذي وصلوا سن التقاعد تفاجؤوا بوقف أجرتهم الشهرية، وعندما انتقلوا إلى الرباط للاستفسار عن الأمر، أخبروا أن رئيس الحكومة وقع على القرار، وبالتالي لم يعد بإمكانهم الاستفادة من الأجرة كاملة وإنما من معاش شهري.وأكدت المصادر نفسها أن لهذا القرار، تداعيات خطيرة على الشريحة العريضة من هؤلاء الموظفين، الذين كان منهم من يشتغل مع الإدارة الإسبانية خلال الفترة الاستعمارية، أو الذين عادوا إلى أرض الوطن بداية التسعينات استجابة لنداء «إن الوطن غفور رحيم»، بحكم أنهم لم يستوفوا الشروط الضرورية المطلوبة للحصول على تقاعد مريح يؤمن لهم العيش بكرامة. وبررت المصادر هذه الغضبة بأن غالبية الصحراويين الذين كانوا في الإدارة الإسبانية، رغم أنهم عينوا في مناصب مهمة من قبيل قياد في عهد الإدارة الإسبانية، أقحموا في الإدارة المغربية دون سلالم إدارية، ما يعني أن أجرتهم الشهرية ضعيفة، وهو الأمر الذي انتبهت إليه الحكومة المغربية وقتها، ودفعت الوزير الأول الأسبق، أحمد عصمان، إلى توقيع مرسوم وزاري، سنة 1976، يستثنيهم من الإحالة على التقاعد.كما أوضحت أن الأمر نفسه يتعلق بالعائدين من مخيمات تندوف، إذ أن أقدم موظف في الإدارة المغربية لم يتجاوز بعد 14 سنة من العمل، وبالتالي فإحالته على التقاعد سيضعه أمام معاش هزيل حسب أنظمة التقاعد المعمول بها في المغرب.وأوضحت المصادر أن الصحراويين المتضررين من هذا القرار، أكدوا أن بنكيران ارتكب خطأ كبيرا بتوقيع القرار، سيما، توضح المصادر، أن القرار نفسه، سبق أن عرض على عبد الرحمن اليوسفي عندما كان وزيرا أول خلال حكومة التناوب، إلا أنه تصرف بحكمة، ورفض توقيعه، بعد أن وضعه في رفوف وزارته، وهو الموقف نفسه الذي تبناه خلفه إدريس جطو الذي تفادى التوقيع عليه، والأمر أيضا بالنسبة إلى عباس الفاسي خلال ولايته الحكومية، إلى أن وقع عليه بنكيران. أوضحت المصادر أن هذا القرار، سيكون له انعكاسات سلبية مستقبلا على ملف الصحراء إذ سيثير ردود فعل عنيفة لدى الصحراويين أهمها انعدام الثقة بمؤسسات الدولة، وإهانة للصحراويين العائدين، الذين قدموا تضحيات من أجل العودة إلى الوطن الأم.كما أن هذا القرار سيجعل العديد من الأسر الصحراوية بمخيمات تندوف تتردد في العودة إلى المغرب، وهي النقطة التي ستراهن عليها قيادة بوليساريو في الترويج لإشعاعات تسيء إلى الوحدة الترابية للمغرب، وتشهرها في وجه كل من آمن بالعودة إلى وطنه والمصير الذي ينتظره هناك.مصطفى لطفي

صحراويون يرفضون الإحالة على التقاعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المدن الفرنسية تسقط الحزب الحاكم

جطو يكشف خطته لتخفيف أزمة المقاصة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات