الانتحار… حل ينهي حياة رجال المستقبل

14 في المائة من الشباب حاولوا الانتحار و20 في المائة يعانون أمراضا نفسية الهروب من المشاكل، ووضع حد للاكتئاب والاضطرابات النفسية التي يعانيها بعض شباب اليوم، غالبا ما يكون بشق طريق الانتحار. 14 في المائة من التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و15 سنة، حسب آخر أرقام كشفتها وزارة الصحة، حاولوا مرة أو أكثر من ذلك وضع حد لحياتهم، من أجل، على حد اعتقادهم، الخروج من دوامة مشاكلهم الاجتماعية والنفسية والمالية... وأزيد من 20 في المائة، يعانون اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب واضطراب المزاج والاضطرابات السلوكية والمعرفية، والتي غالبا ما تدفع إلى التفكير في الانتحار. أرقام لا يمكن الاستهانة بها، علما أنها من الممكن أن تكون غير دقيقة 100 في المائة، باعتبار أن حالات كثيرة تفضل إبقاء محاولات الانتحار سرا، نظرا لحساسية الموضوع لدى المجتمع المغربي، الذي يصر أن يجعل الانتحار من الطابوهات، التي لا يجرؤ على الاقتراب منها.يعتبر الباحثون أن مرحلة المراهقة، هي أكثر المراحل التي تشهد ظاهرة الانتحار نظرا لحالة عدم الاستقرار في هذه المرحلة على مستويات عدة اجتماعية ونفسية، وتزايد الضغوط الاجتماعية، والإخفاق في الحصول على إنجازات أكبر في المدرسة، والصعوبات الاقتصادية، فضلا عما يعانيه الشاب من تغييرات سيكولوجية وجسمانية وأسرية، إذ يتسبب في كثير من الحالات، إعطاء المراهق حريته في اتخاذ القرارات وبناء شخصيته المستقلة تحت ذريعة ضرورة دخوله العالم المحيط به من تلقاء نفسه وبقرار منه، في اتخاذ قرارات سلبية في بعض الحالات. انطلاقا، دائما، من الأرقام التي كشفتها الوزارة، والتي أكدت أن 16 في المائة من نساء ورجال المستقبل، تتراوح أعمارهم ما بين 13 و15 سنة يدخنون، و30 في المائة منهم كانوا ضحية عنف، و 6 في المائة من التلاميذ البالغين ما بين 13 و15 سنة سبق أن تناولوا مشروبات كحولية، و4 منهم سبق لهم تناول مواد مخدرة، يتضح أن شباب المغرب في دوامة خطر، من السهل أن تؤدي بهم إلى وضع حد لحياتهم، سيما أن كل تلك الأرقام من الممكن أن تساعد على إصابتهم باضطرابات نفسية، وبالتالي التفكير في الانتحار، باعتبار أن التعاطي للمخدرات، حسب المختصون، غالبا ما يحاولون وضع حد لحياتهم، أو يعانون مشاكل أخرى من قبيل، المشاكل الاجتماعية والنفسية، ويتعرضون إلى حوادث مميتة. في المقابل، نجد أن وزارة الصحة، أبدت تخوفها مما يتعلق بالصحة النفسية للشباب المغربي التي غالبا ما تؤدي به إلى الانتحار، إذ أكد الحسين الوردي أن وزارته خصصت للموضوع حيزا مهما في خطة العمل الخماسية لوزارة الصحة 2012-2016، وذلك من خلال مواصلة تفعيل الإستراتيجية الوطنية للصحة المدرسية والجامعية وتعزيز صحة الشباب ورصد الإمكانيات المتاحة لذلك، حتى تعزز الخدمات الوقائية والتربوية والفحوصات الطبية، وكذا خدمات الإنصات والدعم النفسي، وخلق بيئة صحية وداعمة للسلوكات السليمة، وإشراك الأطفال والشباب وحثهم على تبني سلوكات آمنة ومسؤولة في المجال الصحي. وكشف الوزير أنه من أجل تحقيق تلك الأهداف عمل قطاع الصحة وبتعاون مع الشركاء على إرساء مقاربة متكاملة للإجراءات الهادفة إلى تعزيز الصحة النفسية للأطفال والشباب، وتوفير خدمات ومؤسسات تهدف إلى النهوض بالصحة ب النفسية، إذ تم إحداث 32 فضاء لصحة للشباب و20 مركزا مرجعيا للصحة المدرسية والجامعية و30 مركزا للصحة الجامعية، وتعزيز التربية الصحية وتوفير المعلومات في المجال الصحي، ومحاربة الإدمان عن طريق إنجاز دلائل تربوية ووسائط تثقيفية وموقع إلكتروني، وتطوير مقاربة التربية الوالدية إطارا يمكن الأبوين من الاضطلاع بدورهم في تعزيز النمو النفسي الاجتماعي، وتطوير خدمات الإنصات والمشورة والدعم النفسي عن طريق تأهيل مهنيي الصحة والمربين في هذا المجال، ووضع خدمات ومصالح مختصة في الصحة النفسية ومحاربة الإدمان خاصة إدماج العيادات النفسية في 83 مؤسسة للرعاية الصحية الأولية وإحداث تخصص الطب النفسي للأطفال في المستشفيات الجامعية وإحداث 6 مراكز لعلاج الإدمان مع تخصيص 52 مليون درهم لشراء الأدوية، إلى جانب تحيين ظهير1959 المتعلق بالوقاية وعلاج الأمراض العقلية والنفسية من أجل ملاءمته مع منطوق الدستور الجديد للمملكة. 52 مليون درهم سنويا لأدوية الأمراض النفسية أكد الوردي خلال الملتقى الوطني الثاني للصحة المدرسية والجامعية وتعزيز صحة الشباب أن أهم توجهات برنامج العمل البين قطاعي لسنة 2014 والذي سيجعل من تعزيز الصحة النفسية موضوعه المركزي، تتجلى أساسا في تقوية الشراكة بين قطاعاتنا وجعلها أكثر دينامية من خلال دعم عمل اللجان البين قطاعية على المستوى الجهوي والإقليمي، وكذا من خلال تظافر وتكامل الجهود والموارد البشرية والمادية، ومواصلة المجهودات الرامية إلى حماية الوسط المدرسي من خلال تحسيس التلاميذ حول آفة التدخين والمخدرات والعنف وغيرها من السلوكات الخطيرة وكذا من خلال تعزيز آليات المراقبة والحماية. وأوضح الوزير أن توجهات ترتكز أيضا على توسيع ودعم شبكة المؤسسات الرامية إلى تعزيز صحة الأطفال والشباب، ومواصة مجهودات قطاع الصحة الرامية إلى إدماج العيادات النفسية بمؤسسات الرعاية الصحية الأولية لتشمل 260 عيادة، والعمل على تقوية التأطير الصحي في مجال الصحة النفسية عن طريق ضمان تخرج 30 طبيبا للأمراض العقلية والنفسية و100 ممرض مختص كل سنة، إذ سيتم تخصيص ما يفوق 2 في المائة من ميزانية الدواء لأدوية الصحة النفسية والعقلية (52 مليون درهم سنويا)، إلى جانب العمل على تقوية الخدمات والمؤسسات الشبابية خاصة دور الشباب والنوادي النسوية وملاعب القرب وغيرها، ودعم قدرات المربين، خصوصا في مجال الوقاية من الإدمان. وتعهد الوزير بمواصلة وضع وتنفيذ الأنشطة والمقاربات اللازمة لنشر الوعي الصحي بين صفوف التلاميذ والطلبة والشباب، وتنظيم الأسبوع الوطني للصحة المدرسية خلال شهر ابريل 2014 حول موضوع الصحة، وكذا توسيع مجال خدمات الصحة المدرسية والجامعية ودعمها لتشمل الطلبة الأجانب، إلى جانب تقوية خدمات الصحة المدرسية والجامعية في المجال القروي من خلال توسيع ودعم الوحدات المتنقلة لصحة الفم والأسنان ومحاربة قصر النظر، والعمل على زيادة الاهتمام بالتلاميذ في حالة إعاقة، وتعزيز التتبع والتقييم والدراسات في مجال الصحة المدرسية والجامعية وصحة الشباب. إيمان رضيف

الانتحار… حل ينهي حياة رجال المستقبل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

3 أسئلة : الربيع العربي عرى واقع الشباب

إستراتيجية وطنية لإدماج الشباب في 190 كلمة!!

مقالات ذات صلة