السل يهدد الحياة المهنية والاجتماعية للشباب

"المحافظة على ثورة البلاد، أي الشباب"، هذا ما تهدف إليه الحكومة، سيما بعد توجيهات الملك محمد السادس الذي شدد على ضرورة النهوض بتربية وتكوين الأطفال والشباب، لكن بالرجوع إلى الأرقام المرتبطة بالأمراض الأكثر انتشارا في صفوف المغاربة، سيما داء السل ، نجد أن فئة الشباب تعد أكبر فئة معرضة للمرض. وقد اعتمدت الحكومات المتعاقبة خططا وإستراتيجيات وطنية، لم تحقق ما يتوخى منها.إصابة الشباب والفئة النشيطة بفيروس السل، لا يعني فقط، احتمال نقل العدوى إلى المقربين منها، بل إن الأمر يتجاوز ذلك ليصل إلى دخولها عالم البطالة، والتشرد، والتخبط في المشاكل الاجتماعية من قبيل الطلاق. تقول زبيدة بوعياد، رئيسة جمعية الإنقاذ من السل والأمراض التنفسية، إن الفئة النشيطة، أي ما بين 15 و35 سنة، أكثر عرضة للإصابة بالسل، الأمر الذي يؤثر عليها اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا. وأضافت بوعياد أن الإصابة بالمرض، لا يعني، فقط إخضاع المريض للعلاج من أجل القضاء على المرض، لكن الأمر يؤثر بشكل كبير على حياته المهنية والاجتماعية، سيما أن داء السل يعد عارا، والمجتمع يؤاخذ المريض بمرضه ويلومه، وبذلك يشعر بالذنب. وأوضحت بوعياد أن الوصم الذي يعيشه مريض السل، سيما الفئة الشابة، يؤدي إلى عزلتها وانهيارها في العديد من الحالات، الأمر الذي ينتج عنه، على حد تعبيرها، فقدان العمل والسكن ورفض المريض من قبل المجتمع والتخلي من قبل شريك حياته.إصابة الشباب بالسل، حسب الاختصاصيين، يقابله نقل العدوى إلى فئة عريضة من المجتمع، وذلك أنها الفئة الأكثر نشاطا، وتختلط مع أكبر عدد من الأشخاص الذين تنقل إليهم العدوى بسهولة، الأمر الذي يجعل وزارة الصحة تحاول التصدي للداء ومحاربته عبر دعم وتعزيز المقاربة المركزية على المريض، والترويج للمقاربة العملية للصحة التنفسية بالمغرب، سيما أنه يسجل في كل سنة، 27 ألف إصابة جديدة، و83 حالة في كل 100 ألف نسمة، 35 حالة في كل 100 ألف نسمة، بالنسبة إلى السل الرئوي المعدي. وما يزيد حدة المرض بالنسبة إلى الشباب الذين يصابون بالداء، أنه غالبا ما يتوقفون عن العلاج، بعد أن تتحسن حالتهم نسبيا، لكن في الواقع أن الفيروس "يختبئ" بعد اتباع العلاج لمدة قليلة، على أن يعود من جديد في حال إذا لم يستمر الشاب في العلاج لأزيد من 6 أشهر "في الوقت الذي يشعر الشاب بتحسن طفيف في حالته الصحية، يتوقف عن العلاج، الذي يتسبب في ظهور السل المقاوم للأدوية، إذ تكتسب عصية السل المقاومة لأقوى دواءين مضادين للسل، وهما الايزونيازيد والريفامبسين"، وتضيف أن المريض يشعر في بداية المرض بتعب شديد وفقدان الشهية، الأمر الذي يجبره على زيارة الطبيب، وعند التأكد من المرض، يتابع العلاج، لكن غالبا ما يتوقف عنه، بعد تحسن حالته الصحية، إذ بلغ معدل الذين توقفوا عن العلاج، حسب الأرقام الرسمية، 9 في المائة، وهذا لا يمكن الاستهانة به.وفي سياق متصل، نجد أن الشباب الذين ينتمون إلى الطبقة الفقيرة، والتي تعيش ظروفا اجتماعية صعبة، من قبيل ضعف المستوى الاجتماعي والاقتصادي، والسكن غير اللائق، والفقر والهشاشة، وسوء التغذية، معرضون أكثر للإصابة بالمرض، الأمر الذي يؤكد أن داء السل مرتبطة بنمط عيش الشباب وظروفهم الاقتصادية والاجتماعية.إيمان رضيف

السل يهدد الحياة المهنية والاجتماعية للشباب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ارتفاع البطالة في صفوف حاملي الشهادات العليا

3 أسئلة : غياب التوعية وراء انتشار المرض

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات