90 في المائة من المقاولات تواجه صعوبات في التمويل

التكوين ودراسة السوق ومخطط الأعمال تأشيرة عبور المقاولة إلى بر الأمان تمثل المقاولات الصغرى والمتوسطة نسبة 75 في المائة من النسيج الاقتصادي المغربي، الذي يشهد يوميا ميلاد مقاولات وموت أخرى، إذ تتحكم مجموعة من العوامل في مصير المقاولة، التي يرتبط بعضها بالمقاول مباشرة، وكذا بالمحيط الخارجي. ويؤكد عبد الخالق التهامي ، أستاذ في المعهد الوطني للاقتصاد والإحصاء التطبيقي، وباحث في مجال التشغيل والمقاولة، على أهمية التكوين كعامل حاسم في نجاح المقاولة، إذ يفترض في المقاول التوفر على مستوى معين من التكوين، الذي يساعده على تدبير المقاولة ومواجهة مشاكلها اليومية.ويضيف التهامي بالقول، إن «هذا العامل غير متوفر لدى أغلب المقاولين، الذي تتراوح أعمارهم اليوم بين 20 و40 سنة، رغم حيازة عدد كبير منهم لشهادات علمية كبيرة، ذلك أن خريج الجامعة اليوم يفتقر إلى حس المبادرة، ولا تحذوه الرغبة في التجارة، بقدر اهتمامه بالانخراط في سلك الوظيفة العمومية، التي تمثل بالنسبة إليه بر الأمان والاستقرار».إلى ذلك، تلعب الفكرة دورا محوريا في نجاح المقاولة، التي تنشط استجابة لحاجة المستهلك، وبالتالي فالفكرة يجب أن توجه إلى سوق معين ومستهلك محدد، قبل أن تتم ترجمتها إلى مشروع أو مقاولة، وهي العملية التي تتطلب كثيرا من الصبر والمثابرة، خصوصا في ظل العراقيل التي تواجهها مبادرة إنشاء مقاولة، خصوصا على مستوى التمويل.وبهذا الخصوص، يؤكد الباحث في مجال التشغيل والمقاولة، أن 90 في المائة من المقاولين يواجهون صعوبة في الولوج إلى التمويلات، إضافة إلى العقبة التي تمثلها البيروقراطية، الشيء الذي يقلص من فرص عيش المقاولات الصغيرة جدا، التي تؤسس في أغلب الأحيان وفق أسس غير علمية، مشيرا إلى التأثير السلبي لإنهاء أنشطة المقاولة على المقاول ومحيطه، إذ يرسخ نموذجا للفشل لا يشجع الشباب على المبادرة.وفي السياق ذاته، تحدد السنة الأولى والثانية من عمر المقاولة مصيرها، سواء بالنجاح أو الفشل، إذ يتعين على المقاول بذل قصارى جهده من أجل ترسيخ مكانة المقاولة في السوق، وربطها بالموارد التي تضمن استمراريتها، خصوصا من خلال الحرص على توازنها المالي، من خلال ضبط النفقات والعمل على تقليصها.ومن جهة أخرى، تشير الإحصائيات إلى أن 70 في المائة من المقاولين الشباب لا يتوفرون على دراسة السوق أو الجدوى الخاصة بمشروعهم، الشيء الذي يعرضهم لخطر الخسارة خلال الأشهر الأولى من عمر المقاولة، وهو الأمر الذي يمكن تجنبه منذ البداية، بما في ذلك الإحاطة بالتكاليف الثابتة للمشروع، التي تتمثل في الأجور ونفقات كراء المقر الاجتماعي وتأمينات العمال إلى غير ذلك من النفقات، إلى جانب التكاليف المتغيرة، كمصاريف النقل والكهرباء والنفقات المختلفة.وتتيح دراسة السوق للمقاول تحديد قاعدة زبنائه المحتملين بشكل دقيق، بعد دراية بسلوكهم الاستهلاكي وطبيعة احتياجاتهم، وكذا إمكانية التعرف أكثر على طبيعة المنافسة في السوق، وتكييف المنتوج أو الخدمة حسب طبيعة هذه المنافسة التي تفرضها حقيقة السوق، مما يتيح للمقاول تحديد مستوى أسعار مقبول من طرف الزبناء المحتملين، مع المحافظة على هامش ربح قادر على ضمان استمرارية المقاولة الناشئة.وفي السياق ذاته، يلعب مخطط الأعمال دورا مهما في نجاح المقاولة، إذ يتم تحديده بناء على خلاصات مخطط دراسة السوق، فهو يعمل على توسيع أفق المقاول ومده برؤية واقعية حول السوق، التي تشهد تنافسية متواصلة تقضي على المقاولات الهشة كل يوم. ويتم إعداد هذا المخطط بعناية، ويضم كافة الجوانب المتعلقة بمجالات نشاط المقاولة، سواء تعلق الأمر بالمنتوجات أو الخدمات التي توفرها، وكذا الزبناء المستهدفين والشريحة العمرية التي يمثلونها.بدر الدين عتيقي

90 في المائة من المقاولات تواجه صعوبات في التمويل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الرياضة غير مرسخة في أعراف المجتمع

ارتفاع البطالة في صفوف حاملي الشهادات العليا

مقالات ذات صلة