8000 دعوى لاسترجاع أراض سلالية منهوبة

مديرية الشؤون القروية تسلك طريق القضاء ضد وزراء وعمال سابقين ومنتخبين لم تجد مديرية الشؤون القروية، التابعة للكتابة العامة بوزارة الداخلية، من خيار لاسترجاع الأراضي المترامى عليها من قبل العديد من الأشخاص، ضمنهم وزراء وولاة وعمال سابقون وبرلمانيون ومنتخبون وفلاحون كبار، سوى دق أبواب القضاء. وأفادت مصادر مطلعة "الصباح" من داخل المديرية نفسها، أنها رفعت 8000 دعوى قضائية، يتداخل فيها ما هو عقاري وإداري. وفي ما يخص الملفات العقارية، هناك وعي بالاتجاه القضائي بالنسبة إلى الجماعات السلالية، إذ أصبحت المديرية نفسها، تربح ما بين 60 في المائة إلى 70 من مختلف هذه القضايا، خصوصا الأحكام الصادرة عن محكمة النقض التي باتت تنصفها. وقالت المصادر نفسها إن القاعدة العامة هي كراء الأراضي السلالية من خلال طلبات العروض، وأن أي نائب سلالي استغل وضعيته للتصرف في تلك الأراضي، ببيعها أو كرائها، دون موجب حق، يتعرض للمحاكمة ويسجن. كما أن الذين سطوا على تلك الأراضي ورفضوا التسوية الودية، فقد تمت مقاضاتهم، وتجد مديرية الشؤون القروية صعوبة في استرجاع أراض حصلت عليها الدولة. وتعول المديرية نفسها على الاجتهادات المتواترة، رغم طول البت في الدعاوى، وهذا لا يأتي من فراغ، بل يجب أن تكون حاضرة بقوة لا على مستوى الجلسات، والخبرات العقارية، والوقوف بالمكان على الخبراء القضائيين، وأن تؤطر النواب والشهود، إذ أن موظفيها يتقاسمون هذه المهام يوميا على الصعيد الوطني. وتوقفت عملية الاستفادة من استغلال الأراضي السلالية، بعدما انطلقت في 14 إقليما، بعد تحديد 120 ألف هكتار، في إطار طلبات العروض، ما ساهم في إحداث طبقة متوسطة من النساء والشباب في البوادي لاستغلال الأراضي بشكل أمثل، قبل أن يعكر صفوهم أصحاب «الشكارة»، الذين دخلوا على الخط، وشاركوا في طلبات عروض بأثمنة خيالية، ما شكل ضربة قاصمة لمفهوم الطبقة المتوسطة، التي تنشدها أعلى سلطة في البلاد. وبعدما استشعرت مديرية الشؤون القروية خطورة دخول نافذين على خط الأراضي السلالية، وسعيهم إلى "تبييض" أموال الممنوعات في الأراضي الفلاحية، أعلنت في بعض الأقاليم، وتحديدا بالقنيطرة والعرائش وسيدي سليمان، عن إلغاء صفقات مرت وفق طلبات عروض، وتم النفخ في ثمنها، لقطع الطريق على الطبقة المتوسطة. ويأمل أفراد الطبقة نفسها، أن تنتبه المديرية إلى أن الهدف الأول من تعبئة مليون هكتار، إحداث طبقة فلاحية متوسطة، وليس تفويت الأراضي إلى أصحاب النفوذ والهواتف والأصدقاء. عبد الله الكوزي

8000 دعوى لاسترجاع أراض سلالية منهوبة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البـطالة تـهــدد مدربي الكرة

البيضاء بعد العيد... مدينة أشباح

مقالات ذات صلة