تستقطب ملايين الزائرين وتساهم في الرواج الاقتصادي وتشكل مورد رزق لـ «النقاشات» و»الشيخات» وبائعي الشموع إلى جانب طبيعتها "الدينية" التي تثار حولها العديد من الأسئلة والنقاشات، تلعب "المواسم" في بلادنا، أدوارا اقتصادية وسياسية هامة، تجعل العديد منها يحظى بدعم كبير من السلطات وتشجيع المستشهرين و"السبونسور"، الذين يجدون فيها فضاء في غاية الأهمية، من أجل الترويج لعلاماتهم، بحكم الأعداد الهائلة من الأشخاص الذين تستقطبهم، والذين يصل عددهم إلى الملايين، سواء من داخل المغرب أو خارجه. ويعتبر تنظيم "الموسم" بمثابة عرس سنوي ينتظره المواطنون، على أحر من نار الجمر، خاصة في المداشر والقرى والمناطق المهمشة، لأنه يشكل بالنسبة إليهم الفرصة الوحيدة طيلة السنة، من أجل ترويج منطقتهم، وبيع سلعهم وعرض خدماتهم أمام الزائرين المتوافدين، وادخار القروش البيضاء للأيام السوداء، حين تعود المنطقة، بعد ذلك، إلى ركودها المعهود. وإذا كان البسطاء والفقراء يستفيدون من انعقاد "المواسم"، حيث يقدمون خدمات "جليلة" إلى الوافدين، الذين لا تحلو لهم "الزيارة"، بدون التصدق على المساكين وأكل "الشواء" وشرب "براد أتاي سواقي" ونقش الحناء وإشعال الشموع بالأضرحة، و"ضريب الكارطة" واقتناء الحلويات والسكاكر و"الجلالب" و"التشاميرات" ومشاهدة عروض "التبوريدة" وحضور حفلات "الشيخات" ومشاهدة "الحلايقية"، فهناك جهات أخرى، تستفيد من "الكعكة" بطريقة مختلفة، سواء تعلق الأمر ببعض الجهات التي توكل إليها مهمة الإشراف على تنظيم بعض الأنشطة والسهرات التي تقام بالموازاة مع انعقاد "الموسم"، أو توظيف هذا الحدث الاحتفالي، من أجل الحصول على أصوات الناخبين والتحضير لحملات انتخابية سابقة لأوانها، و"كل حاجة وثمنها". في الملف التالي، محاولة لرصد مختلف مظاهر "بيزنس" البركة، الذي أصبح مرتبطا بمواسم أشهر من نار على علم، تستقطب آلافا مؤلفة من المريدين، من مختلف الفئات الاجتماعية والسوسيو ثقافية، وعلى رأسها موسم مولاي عبد الله أمغار، أكبر وأغنى وأشهر المواسم في المغرب، الذي تم تسجيله أخيرا ضمن التراث اللا مادي للمملكة، لدى منظمة "الإيسيسكو"، والذي ينظم كل سنة لمدة 15 يوما، بمركز مولاي عبد الله، القريب من الجديدة ومنطقة سيدي بوزيد، والمعروف تاريخيا برباط تيط. نورا الفواري