fbpx
خاص

الشواطئ … ملاذ الهاربين من الحرارة

إقبال كبير عليها في أيام ما بعد العيد هربا من درجات حرارة تجاوزت الأربعين

وجد العديد من المواطنين ضالتهم في الشواطئ، بعد أن تجاوزت درجة الحرارة الأربعين في بعض المدن، إذ عرفت الأيام التي تلت العيد إقبالا كبيرا على الشواطئ التي امتلأ بعضها عن آخره.
“الصباح” تنقل قراءها عبر ربورتاجات بمدن البيضاء والقنيطرة والجديدة وتطوان للوقوف على أجواء الشواطئ خلال الأيام الأخيرة.

الحج إلى شاطئ عين الدياب

أسر وشباب غادروا بيوتهم إلى البحر هربا من لهيب جو حار في ثالث أيام العيد

تحول شاطئ عين الذئاب بالبيضاء، زوال أول أمس (الثلاثاء)، الذي يصادف ثالث أيام عيد الأضحى، إلى قبلة لمختلف الشرائح الاجتماعية والعمرية، التي قررت مغادرة البيوت وحمل أمتعتها والاتجاه نحو البحر.

لم يكن الاستنفار غير المسبوق الذي عاشت فصوله مختلف شوارع وأحياء العاصمة الاقتصادية، اختياريا للاستجمام كباقي أيام فصل الصيف، بل كان الإقبال على الشاطئ اضطراريا، هربا من لهيب جو حار لم يعهده سكان البيضاء وزوارها.

ورغم أن الاحتفال بعيد الأضحى يكتسي صبغة خاصة لدى المغاربة الذين يحرصون على الالتزام بطقوس مغربية خالصة تمتد لثلاثة أيام تجتمع فيها العائلات على موائد اللحم والشواء، إلا أن الحرارة المرتفعة وغير العادية التي ميزت المغرب منذ السبت الماضي ألزمت العائلات والأصدقاء على فض تجمعاتهم وترك عادات “المبخر” و”القطبان” جانبا والإسراع إلى الشواطئ للاستمتاع بنسيم البحر والانعتاق من حرارة مفرطة، في مشهد لم يكن مألوفا من قبل، خاصة لدى سكان العاصمة الاقتصادية المعروفة بالرطوبة، وهو ما يجعل من تحمل درجات الحرارة أمرا مستحيلا، مقارنة مع سكان المدن غير الساحلية الذين تكيفوا مع الجو الحار لمواصلة العيش بشكل عاد.

وشكل أول أمس (الثلاثاء) استثناء بعد أن خرج الأزواج مصحوبين بأطفالهم وكذا شباب الأحياء في اتجاه شاطئ عين الذئاب، هربا من موجة الحر غير العادية للترويح عن النفس وقضاء وقت جميل رفقة أفراد الأسرة والأصدقاء.
ولتحقيق غاية الوصول إلى شاطئ عين الذئاب، هناك من ركب سيارته ودراجته النارية، في حين من لا يتوفر على وسيلة نقل خاصة سارع الخطى إلى محطات “الترامواي» وسيارات الأجرة الكبيرة أو الاستعانة بممتهني النقل السري من سيارات الخطافة أو “التريبورتور» للوصول إلى وجهتهم الوحيدة وهي البحر.

وتحت شعار “باغين نتبردو» كشف عدد من مرتادي شاطئ عين الذئاب في حديث مع “الصباح”، أن توافدهم بشكل قياسي على البحر، مرده الرغبة في الهروب من الحرارة المرتفعة، التي سيطرت على المنازل وجعلت الاحتفال بمناسبة عيد الأضحى فيها أمرا صعبا.
وعلق عدد من المصطافين الشباب الذين التقتهم “الصباح”، على موجة الحر الاستثنائية، بالقول “جاب الله كاين بحر عين الدياب، حنا فمدينة ساحلية وعشنا فوق الشواية”، مشيرين إلى أن لهيب الحرارة الذي عاشوه تزامنا مع مناسبة عيد الأضحى يجعلهم يشفقون لحال باقي سكان المدن والأقاليم التي لا تتوفر على الشواطئ، قبل أن ينهوا حديثهم بالتسابق بشكل جماعي والارتماء وسط الأمواج بشكل هزلي، تعبيرا منهم عن انتشائهم ببرودة جسمهم.

غابة “الباراسولات”
على امتدادات شاطئ عين الدياب التي تنطلق من شارع لاكورنيش وصولا إلى ضريح سيدي عبد الرحمان المجاور لـ”موروكو مول»، تحول الشريط الساحلي إلى غابة من المظلات الشمسية، بعد أن توافد العشرات من المصطافين على البحر للاستمتاع ببرودة المياه الزرقاء والارتخاء فوق الرمال الذهبية، مستعينين ب”الباراصول» لتفادي ضربات الشمس الحارقة، التي تتربص بهم بعد قيامهم بالسباحة.

وبمجرد أن تطأ قدما زائر عين الذئاب، يتفاجأ لهول الازدحام الذي يطبع الفضاء، فقاصد البحر سواء للسباحة أو للعب الكرة ما عليه إلا السير بحذر لإنجاح عملية تخطي المظلات الشمسية لتفادي وقوع حوادث اصطدام بها، وهي المظلات التي أكدت أن الإقبال على الشاطئ بلغ ذروته، باعتباره مقصدا لآلاف المصطافين الراغبين في الترويح عن النفس والهرب من الحرارة غير المعتادة.

محمد بها


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى