غرباء أبطال عمليات سطو بالجديدة

شهدت الجديدة خلال السنوات الست الأخيرة عمليات سرقة استهدفت بنوكا ووكالات تحويل أموال. ونفذت كل العمليات ليلا بطريقتين، الأولى الولوج عنوة وبالكسر، واقتحامها من الجوار عن طريق التسلل من منافذ جرى حفرها في بناياتها. ولم يقتصر الأمر على الجديدة، بل تعداها إلى سرقات بكل من أزمور والبئر الجديد. وفي معظم السرقات لم تكن الجريمة تامة، واستغلت الأدلة الجنائية المرفوعة من مسارح الجريمة، للوصول إلى الفاعلين وهم شباب لهم سوابق، وأعمارهم لا تتجاوز العقد الثالث . واتجهت أنظار الأمن بداية إلى مشكوك فيهم من الجديدة، قبل أن تقود مسارات بحث إلى وضع اليد على فاعلين يتحدرون من مدن أخرى، ضمنها فاس وأكادير والبيضاء . ومن تلك العمليات المثيرة التي عرفتها الجديدة، تلك التي حدثت قبل ست سنوات والمتعلقة بتعرض وكالة لتحويل أموال بحي السلام إلى السرقة من قبل مجهول، بعثر كل محتوياتها واستولى على مبلغ مالي ناهز سبعة ملايين سنتيم. وفي صباح اليوم الموالي، اكتشف عاملون بالوكالة، اختفاء المبلغ المالي المذكور، وجرت العادة أن الشبهات تتجه دائما نحو المقربين من المؤسسة المالية، موضوع السرقة إلى أن يثبت العكس. وبحضور عناصر من الشرطة القضائية الإقليمية بالجديدة، تمت معاينة كسر على زجاج الواجهة الأمامية للوكالة، وتم الاستئناس بأقوال صاحب دكان لبيع المواد الغذائية، الذي أفاد بأنه لم يقفل محله إلا في منتصف الليل، وأن الأمور كانت عادية ولم يشاهد أي متربص بالوكالة، ما ولد قناعة بأن السرقة نفذت في الساعات الأولى من فجر اليوم الموالي. وسلك التحقيق مسالك متعددة، وتمت الاستعانة بكاميرات بالجوار التقطت صورا للجاني، الذي نفذ عمليته ولكن ملامحه لم تكن واضحة. وكانت نتيجة خبرة البصمات المرفوعة من مسرح السرقة، مسلكا صائبا للتأكد من هوية السارق المتحدر من فاس والقاطن بحي النجد المجاور لحي السلام، وأنه صهر رجل سلطة بإحدى المقاطعات الإدارية السبع بالجديدة. واستجمعت عناصر من الشرطة القضائية، حوله كل المعطيات، وباغتته في عز نومه وحجزت معه ما تبقى من المبلغ المسروق. واسترسالا في كشف ملابسات هذه السرقة، وبتعليمات من النيابة العامة لدى استئنافية الجديدة، تمت عملية إعادة تمثيل فصولها في ثلاثة مشاهد رئيسية، تتعلق بكسر البوابة الزجاجية للوكالة بطريقة احترافية، لم تثر انتباه المارة لحظة التنفيذ، وتفتيش كل الوكالة بحثا عن أموال بطابقيها الأرضي والعلوي، ثم التحوز بالمبلغ المسروق، وذلك كله لم يتعد نصف ساعة. ولدى الاستماع إليه من طرف محققين في محضر رسمي، أفاد أنه صهر قائد وأن سبل العيش ضاقت به في فاس لأنه رب عائلة، فخطط لسرقة الوكالة المذكورة، وزاد أنه زارها نهارا وكون عنها فكرة كافية، وتأكد خلال معاينة ليلية سابقة من خلو محيطها من حارس ليلي، ووقوعها في ركن منزو يحــجب رؤية المارة، كلـــــها معطــيات مشجعة ومواتية لتنفيذ السرقة . عبد الله غيتومي (الجديدة)

غرباء أبطال عمليات سطو بالجديدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

6 علامات

غيث‭ ‬تطلق‭ "‬تامغرا‭"‬

مقالات ذات صلة