الخطيب والإمام بن الطاهر أكد أن العادة أوجبتها وليست العبادة أكد العلامة عبد الله بن الطاهر، خطيب وإمام بأكادير، أن أضحية العيد ليست واجبة، وهي سنة مؤكدة، أي أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، داوم عليها، ولم ينكر على من يفعلها، وأن رأي الدين في هذا الأمر واضح، ومن لم يقدر عليها فلا تجب عليه. وأوضح بن الطاهر، في تصريح ل "الصباح"، أن الأضحية ليست واجبة شرعا، ولكن أوجبها الوضع الاجتماعي للناس، وأوجبتها العادة ولم توجبها العبادة، وأن الناس سواء في الأزمة أو غيرها، يتحدثون عن أنه من لم يضح فلم يحتفل بالعيد، بينما العيد هو الصلاة وصلة الرحم، حتى إن لم يرتد ملابس العيد أو ينحر فيه الأضحية. وقال بن الطاهر إن عمر بن الخطاب عندما كان أميرا للمؤمنين وخليفة لهم، لم يضح في إحدى السنوات، بحكم أنها كانت سنة فقر، لكي يخفف عن الناس، وفي السنة ذاتها اشترى ابن العباس لحما، وقال إنها أضحيته، وقال بلال بن رباح "لا أبالي إذا ضحيت بديك"، وهذه المعطيات تجد تأصيلها في كتاب "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" لسراج الدين المعروف بابن الملقن في الصفحة (26/575). وأضاف بن الطاهر أنه لا يجوز على الإنسان أن يكلف نفسه من أجل شراء أضحية العيد، وأن يدخلها في متاهات القروض الحلال أو الربوية، لشراء الأضحية، ويمكن للعامل أو الموظف أو المستخدم أن يقترض لشراء أضحية العيد، في حال تأخر أجره، وبإمكانه أن يرده دون أن يوقع نفسه في مشاكل الاقتراض. وصرح بن الطاهر أن الإنسان الذي ليس له أي دخل مالي، ولا يملك أي شيء، ويسعى لشراء الأضحية عن طريق الاقتراض أو غيرها من المعاملات الأخرى، لا يجوز له ذلك، وكذلك مسألة اشتراك سبعة أشخاص في البقر، فهذا أمر لا يجوز أيضا حسب المذهب المالكي، لأنه يعتبر الأضحية سنة عين، أي أن كل إنسان ملزم بشرائها لأسرته، ولا تشترك فيها عدة أسر. ونبه ابن الطاهر الأسر إلى عدم الضغط على أربابها، من أجل شراء أضحية العيد، خاصة الأزواج والأولاد، عليهم أن يتحلوا بدورهم بالمسؤولية، وألا يدفعوا الآباء والأمهات إلى اقتناء الأضحية، من أجل المظاهر والتباهي أمام الجيران، لأن هذه المظاهر أساءت إلى الإسلام كثيرا. وكشف ابن الطاهر أن التعامل مع أضحية العيد يجب أن يكون في إطار ما يوصي به ديننا الحنيف، وأن يتفادى الجميع إفقاد هذه السنة عمقها الوجداني والرباني الموجود في القلب، وأن يراعي الظروف الاجتماعية التي يعيشها الإنسان، لأن غلاء الأسعار وتزامن العيد مع العطلة، وبعد ذلك يجب التفكير في الدخول المدرسي، كلها أمور يجب أن تحظى بالاهتمام أكثر. صلاح الدين محسن