المعلوميـات… جـواز الشغـل

مدير المعهد العالي للهندسة التطبيقية أكد أن مقاولات تعرض فرص عمل على الطلبة خلال سنة التخرج اعتبر محمد الزودي، مدير المعهد العالي للهندسة التطبيقية (IGA)، في حوار مع «الصباح»، أن الرقمنة جعلت الطلب يتزايد على التخصصات ذات الصلة، مثل البرمجة المعلوماتية وتأمين المعطيات، والتسويق الرقمي والهندسة المعلوماتية، مشيرا إلى أن هناك مقاولات تعرض فرص عمل على الطلبة، خلال سنة التخرج. وأرجع الصعوبات التي يواجهها التلاميذ خلال اجتياز امتحان الباكلوريا، إلى عدم الإعداد بالشكل المطلوب، إذ أن بعض التلاميذ لا يشرعون في التهيؤ للامتحان إلا في اللحظات الأخيرة، ما يجعل المأمورية صعبة عليهم، مضيفا أنه من الناحية البيداغوجية يتعين على مؤسسات التعليم تعويد الطالب على العمل طيلة السنة. في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: عبد الواحد كنفاوي < يعتبر الامتحان، بصفة عامة، ملخص لما تم تدريسه خلال السنة، وهكذا، فإن الطالب الذي يشتغل ويستعد طيلة السنة، سيتمكن، في أسوأ الظروف، من الحصول على المعدل، لأن الامتحان يعد حصيلة لما تم تلقينه، خلال الموسم الدراسي. والملاحظ أن بعض التلاميذ لا يشرعون في الإعداد إلا في المراحل الأخيرة، ما يجعل المهمة صعبة بالنسبة إليهم. ويرتبط هذا الأمر بالجانب البيداغوجي، إذ أن هناك مؤسسات تشتغل مع التلاميذ طيلة الموسم الدراسي، ما يجعل الإعداد للاختبارات عملية مستمرة ومتواصلة، دون أن يشكل ذلك إرهاقا للتلميذ. وهكذا يتمكن الطالب من الاستعداد الجيد، وغالبا ما تكون النتيجة حسنة. وهناك ضعف، أيضا، في التواصل بين مؤسسات التعليم والأطر التربوية المكلفة بوضع مواد الاختبار، ما يتسبب في بعض الأحيان في وجود أسئلة يمكن أن تكون صعبة على بعض التلاميذ. كما أن الأجيال التي تجتاز حاليا، امتحانات الباكلوريا، كلهما عانت بسبب الجائحة وإجراءات الوقاية المعتمدة، ما كان له الأثر الكبير على نفسية التلاميذ. < لا يفكر التلميذ في الغش إلا عندما يكون غير مستعد بما فيه الكفاية لاجتياز الامتحانات، خاصة أن عدم الحصول على شهادة الباكلوريا، يوصد عددا من الأبواب في وجه الذين لم يتمكنوا من اجتياز هذه العتبة، ما يدفع التلاميذ الذين لم يستعدوا بالشكل المطلوب إلى اللجوء للغش أملا في النجاح، وبحكم انتشار أجهزة تكنولوجية كثيرة تيسر عملية الغش، فإن ذلك شجع على انتشار الغش والتطبيع معه، إذ يكفي التوفر على هاتف ذكي واقتناء بعض التجهيزات الأخرى المتوفرة في السوق للتوصل إلى الأهداف المحددة. والغريب في الأمر أن بعض الطلبة أصبحوا يبتكرون أساليب جديدة كلما تم اكتشاف الوسائل التي يتم الغش بواسطتها، فلو خصصوا كل هذه المجهودات لمراجعة دروسهم لتمكنوا من التفوق في مسارهم الدراسي. وبطبيعة الحال، فعندما يحصل الطالب على دبلوم أو شهادة باستعمال الغش، فإن ذلك سيكون له انعكاس على أدائه ومردوديته في سوق الشغل، ويجد صعوبة في الاندماج، ما يفرض معالجة هذا الإشكال بشكل عميق. < هناك حاجيات في قطاعات مختلفة ومتنوعة، خاصة في بلد مثل المغرب الذي يعرف ديناميكية اقتصادية خلال السنوات الأخيرة، لكن هناك بعض أصناف التكوينات التي يكون الطلب عليها مرتفعا في سوق الشغل، مثل التخصصات المتعلقة بتطوير البرامج المعلوماتية (لوجيسييل)، وتأمين المعطيات، بفعل الرقمنة التي تعرفها قطاعات عديدة، فهناك احتياجات كبيرة في هذا المجال، ما يدفع أرباب مقاولات إلى اللجوء للمعاهد التي تؤمن هذا الصنف من التكوينات، مثل معهد الهندسة التطبيقية، من أجل عرض فرص عمل على الطلبة الذين لم يتخرجوا بعد، ما يعكس أهمية هذه التخصصات، إذ يعرضون على الطلبة الذي يهيئون بحوث تخرجهم، إجراء تداريب بهدف التشغيل بعد التخرج. كما أن القطاع الصناعي، أيضا، يعاني خصاصا في بعض التخصصات، مثل المعلوميات الصناعية والإلكترونية (Informatique industrielle et électronique)، ومراقبة التدبير والجودة، ما يجعل فرص العمل كبيرة على الطلبة الحاصلين على دبلومات في هذا المجال. وهناك قطاعات أخرى، مثل البنوك، التي تبحث عن تخصصات أخرى، مثل التسويق الرقمي (MARKETING DIGITAL)، والهندسة المالية وغيرها من الشعب ذات الصلة. وينظم المعهد العالي للهندسة التطبيقية كل سنة ملتقى «أيام الشغل» (JOB DAYS)، يشارك فيه ما بين 30 مديرا للموارد البشرية و40، ويتحول المعهد بأكمله إلى مكاتب للتشغيل مفتوحة في وجه الخريجين، سواء من المعهد أو خارجه. < هناك، بطبيعة الحال، مستجدات، على غرار كل موسم جامعي جديد، إذ تقرر اعتماد أربعة تخصصات جديدة لنيل دبلوم مهندس الدولة، المعترف به من قبل الدولة، بالإضافة إلى دبلومات الماستر في تدبير الموارد البشرية والتسويق الرقمي، كما نعزز، أيضا، التخصصات التي يؤمنها المعهد، سنويا بمستجدات. وتجدر الإشارة، بهذا الصدد، إلى أن كل الدبلومات الممنوحة من قبل المعهد العالي للهندسة التطبيقية معترف بها ومعادلة للدبلومات التي تمنحها مؤسسات الدولة. منح الاستحقاق والتميز تظل الكلفة في مؤسسات التعليم الخاصة عائقا، بالنسبة إلى عدد من الأسر، علما أن نسبة كبيرة منها تأثر دخلها بفعل الجائحة، ويعمل المعهد العالي للهندسة التطبيقية على تقديم خمسة أصناف من المنح، اثنان منها خاصان بالتميز والاستحقاق، وتمنح للمتوفقين في الباكلوريا، بغض النظر عن الوضعية المالية لأسرة التلميذ، إضافة إلى منح أخرى، بناء على الوضعية المالية للأسرة ومكان الإقامة. ونطالب الجهات المسؤولة ببذل مجهودات في هذا المجال، مثل الإعفاء الضريبي لتكاليف التمدرس، واستفادة بعض التلاميذ من المنح التي تمنحها الدولة.

المعلوميـات… جـواز الشغـل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حاضنات الأعمال الجامعية... دعم حاملي المشاريع

4 خطوات لتشخيصها

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات