تختلف الألقاب، وتتوالى الجوائز، ويظل امبارك بوصوفة واحدا، ذلك الفتى الصحراوي النحيف، ذو 26 ربيعا، مسعد جماهير كونستونت فيندين ستوك، معقل أندرلخت، ومقبرة المنافسين... وإذا كان الصحرايون معروفين بعشقهم للفضة وتفضيلها على الذهب، فإن فتى كلميم المدلل، المولود بالأراضي المنخفضة، خرج عن القاعدة، وعشق المعدن النفيس، من كثرة الجوائز التي حازها في السنوات الأخيرة.فمن أفضل لاعب، إلى هداف للدوري، مرورا بأفضل أجنبي، ووصولا إلى الحذاء الذهبي في مناسبتين، جمع بوصوفة المجد من أطرافه، وسجل اسمه بمداد من ذهب في سجلات الكرة العالمية، وبات أكثر اللاعبين المغاربة شهرة، وحيازة للألقاب، وتتويجا بالذهب.يعتقد بوصوفة، الملقب ب»مارادونا الصحراء»، أن الفضل في ما هو عليه الآن يعود إلى رضى الله والوالدين، مؤمن بالأسرة ومدى تأثيرها في حياة أي رياضي، يفتخر بمغربيته، ويناضل من أجل إعلاء علم بلاده في أي مناسبة يكون عريسها، وما أكثر هذه المناسبات.بسيط وهادئ، ولم تنل منه النجومية، متواضع وصديق للجميع، عاشق لأكلة السمك، أسعد لحظات حياته، حينما تكون الأسرة ملتفة حول «براد مشحر»، في أمسية هادئة، هناك حيث جذوره، في باب الصحراء، مدينة كلميم التي لا يتأخر بوصوفة عن زيارتها كلما سمحت له الظروف، وينوي الاستقرار بها بعد نهاية مسيرته الكروية. كل هذه الصفات تختفي في لمح البصر، حينما تطأ قدماه أرضية الميدان، فيتحول إلى وحش كاسر، شبح للمدافعين ومرعب للحراس، ومشاكس رغم قصر قامته، عملاق بآدائه، مبدع في مراوغاته. عاشق للفوز ويرفض الخسارة حتى في لعب الورق. هكذا إذن بوصوفة، خريج مدرسة أجاكس امستردام الهولندي، المدرسة التي أنجبت كريف وفان باستن وريكارد، فكيف له ألا يكون مبدعا؟ ن.ك