أمرت النيابة العامة بالمحكمة المركزية بقرية با محمد، أخيرا، بالتحقيق في ظروف وفاة طفلة عمرها ثماني سنوات، نتيجة الإهمال والتراخي في إنقاذها وعدم تقديم المساعدة اللازمة لها، إثر شكاية تقدم بها والدها. وعهد للضابطة القضائية للدرك بالبحث والاستماع إلى أقوال المشتكي واستنطاق كل من له صلة بوفاتها بشكل مباشر أو غير مباشر. وحسب مصادر «الصباح»، اتهم والد الطفلة، سائق سيارة الإسعاف التابعة لجماعة مولاي عبد الكريم، بالتراخي في القيام بواجب نقلها بالسرعة اللازمة إلى مستشفى قرية با محمد، بعد إصابتها بمضاعفات صحية ليلة الثلاثاء 31 ماي الماضي، ما سبب في تأزم وضعيتها قبل وفاتها لاحقا، بعد نقلها على متن سيارة خفيفة خاصة. وأوضح أنه اتصل بالسائق نحو 11 ليلا، لكنه لم يجبه رغم أن الهاتف الذي بحوزته، مخصص له من الجماعة القروية لمثل هذه الظروف الطارئة، قبل أن يتوجه إلى منزله، لكن «أخاه صدنا بطريقة لا أخلاقية»، مشيرا إلى أنه بعد 4 ساعات وفقدان الأمل في حضور سائق الإسعاف، استعان بسائق سيارة خاصة لنقلها للقرية. وأبرز أن ابنته ظلت تصارع الموت طيلة ساعة بمستشفى قرية با محمد، رغم حاجتها إلى تدخل طبي عاجل، إذ «لم تصمد أكثر من 6 ساعات لتوافيها المنية، مباشرة بعد وصولها إلى مستعجلات المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس»، ملتمسا التحقيق في ظروف وفاة ابنته وترتيب الجزاءات القانونية عن ذلك. وأغضبت وفاة الطفلة سكان دوار مرجانة من الذي تتحدر منه، الذين وقعوا عريضة استنكار وتضامن مع والدها، استغربوا فيها الإهمال المتعمد لسائق سيارة الإسعاف الذي اتهموه ب»رفض القيام بواجبه، ما كان سببا مباشرا في وفاتها»، مطالبين الجهات المعنية بمحاسبة من كان سببا في وفاتها و»عبث بروحها». وراسل مستشار الدائرة في الموضوع، عامل إقليم تاونات ورئيس دائرة قرية با محمد، فيما استنجد الأب بفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي تبنت ملفه وأصدرت بيانا تضامنت فيه مع عائلة الضحية، مستنكرة «الطريقة غير المسؤولة واللا إنسانية التي تم التعامل بها مع الطفلة في مرحلة حاجتها للمساعدة». حميد الأبيض (فاس)