مباراة الرباط… هي فوضى!

أخطاء تنظيمية كادت تتسبب في كارثة وانفلات أمني وخدمات معطلة والتذاكر تشعل الاحتجاجات طبع سوء التنظيم مباراة المنتخب الوطني المغربي ونظيره الجنوب إفريقي، التي احتضنها المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، مساء أول أمس (الخميس)، لحساب الجولة الأولى من مباريات المجموعة 11، ضمن مسابقة كأس إفريقيا للأمم، المقرر إجراؤها بكوت ديفوار السنة المقبلة. وخلف سوء التنظيم استياء الجمهور المغربي، الذي عانى كثيرا بسبب الارتباك الحاصل داخل الملعب وخارجه، نتيجة الإجراءات الأمنية المشددة، والمبالغ فيها، في الوقت الذي سجلت حركة المرور اختناقا كبيرا، عطل حركة السير قبل المباراة وبعدها. ورغم الحرص الكبير من قبل السلطات الأمنية، إلا أن اختلالات كبيرة عرفتها عملية ولوج الجمهور إلى الملعب، ما تسبب في احتجاجات كثيرة من جهة، وتسلل جماهير لا تتوفر على تذاكر من جهة ثانية، ما زاد من حدة التوتر بين الجمهور والأمن. غضب الجمهور أثار سوء التنظيم غضب الجمهور، الذي حج بكثرة إلى مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، لمتابعة مباراة المنتخب الوطني أمام نظيره الجنوب إفريقي، قبل ولوجه محيط الملعب، من خلال حركة السير المختنقة، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة على جميع الطرق المؤدية إلى الملعب، ومنع السيارات من استعمال الطريق الوطنية رقم واحد الرابطة بين الرباط وتمارة، حتى على المواطنين، الذين لا علاقة لهم بالمباراة، ذنبهم الوحيد أن مرورهم إلى منازلهم تزامن مع اقتراب موعد المباراة. وعرفت حركة السير قبل انطلاق المباراة بثلاث ساعات، ازدحاما كبيرا، بسبب قطع جميع الطرق المؤدية إلى الملعب، وإرغام أصحاب السيارات على سلك الطريق السيار بين الرباط والبيضاء، أو إدخالهم في مرأب السيارات الشمالي للملعب، ما تسبب في ارتباك كبير، بسبب ازدحام السيارات على طول بلغ أزيد من كيلومترين من الملعب. واضطر العديد من المواطنين إلى وضع سياراتهم في الأحياء المجاورة لمركب الرباط، بسبب عدم تمكنهم من المرور إلى المرآبين الشمالي والجنوبي، خاصة مع الحواجز الأمنية الموضوعة بالقرب من المركب، والتي تسببت في اختناق حركة المرور، إذ لم يسمح رجال الأمن إلا لمن يتوفر على بطاقة المرور والأعيان والشخصيات النافذة، في الوقت الذي كان على المواطنين العاديين أن يجدوا مكانا لركن سياراتهم خارج الملعب، وإلا تعرضوا للمضايقات من قبل المنظمين ورجال الأمن. توتر لقجع تابع فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مباراة المنتخب الوطني أمام جنوب إفريقيا بغضب شديد، رفقة هشام آيت منة، رئيس شباب المحمدية، وشكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بإحدى المقصورات الموجودة بمركب الرباط. وتفاعل لقجع مع جميع محاولات المنتخب الوطني، وتابعها بتوتر شديد، وعبر عن غضبه بسبب تضييع كرات سهلة أمام مرمى جنوب إفريقيا، خاصة من قبل يوسف النصيري وطارق تيسودالي وأيمن برقوق وسليم أملاح. ولم يتنفس لقجع الصعداء إلا عندما سجل أيوب الكعبي هدف الفوز في المباراة، في الوقت الذي أبدى قلقه على مستوى دفاع المنتخب الوطني، الذي وجد صعوبة في إيقاف بيرسي تاو، لاعب الأهلي المصري، في الكثير من الكرات. وفي الوقت الذي ظهر القلق أيضا على آيت منة، الذي تفاعل مع تضييع الفرص بكثرة، قبل أن يعبر عن فرحه أثناء تسجيل الهدفين، بدا الوزير بنموسى هادئا وراء كمامته، ولم يبد أي ردة فعل سواء مع هجمات لاعبي المنتخب الوطني أو منافسه، بل حتى أثناء تسجيل هدفي النصيري والكعبي. تذاكر واحتجاجات عاد العديد من المواطنين أدراجهم، وفضلوا عدم متابعة المباراة من الملعب، والبحث عن أقرب مقهى أو العودة إلى البيت لمشاهدة المباراة، رغم توفرهم على تذاكر من جميع الأصناف، وأن العديد منهم لديهم تذاكر مخصصة لكبار الضيوف. واحتجت بعض الجماهير على منعها من ولوج المنصة الرسمية، رغم توفرها على التذاكر، بداعي امتلائها عن آخرها، قبل دقائق من انطلاق المباراة، الشيء الذي تسبب في سخط كبير على السلطات الأمنية، التي لم تستطع حصر المد الكبير للمواطنين، الذين حجوا إلى مركب الرباط، دون توفرهم على تذاكر. وعجت المنطقة المؤدية إلى المنصة الشرفية والمنصات الجانبية، خاصة الباب 24 بالكثير من الجماهير الغاضبة على عدم تمكنها من ولوج الملعب، في الوقت الذي تتوفر فيها على التذاكر، رغم أنها حجت إلى الملعب بساعة على الأقل، الشيء الذي يعيد إلى الأذهان الوضع لما كان عليه الأمر قبل سنوات، وقبل وضع البوابات الإلكترونية، التي كانت معطلة في هذه المباراة، ولم تستعمل في ولوج الجمهور، ما استغلته العديد من الجماهير في الدخول دون تذاكر، من خلال تجاوز الحواجز الحديدية في غفلة من الأمن. وسجلت عملية ولوج الجمهور إلى الملعب بالطريقة التقليدية العادية، مراقبة التذاكر من خلال رجال الأمن وبعض المستخدمين، الكثير من الاستياء، سيما أنها سهلت مرور مشجعين دون توفرهم على تذاكر، ولم يفطن الأمن إلى عملية الاحتيال التي وقعوا فيها من قبل بعض الجماهير، التي تمكنت من الدخول في غفلة منهم، حتى امتلأت المدرجات، ولم يجد أصحاب التذاكر مقاعدهم. خدمات معطلة عانى الجمهور كثيرا بعد ولوجه المدرجات، بعد اصطدامه بإغلاق المرافق الصحية في وجهه، ما أثار غضبه كثيرا، ودفعه إلى الاحتجاج على المنظمين، الذين اختار الكثير منهم التواري عن الأنظار، خاصة بالمدرجات التي أغلقت مرافقها الصحية في وجه المواطنين. وتسبب إغلاق المرافق الصحية، وعدم توفر المياه في بعضها، في ارتباك كبير بالمدرجات، سيما أن العديد من الجماهير أطفال صغار السن ونساء، إضافة إلى أن مجموعة منها تعاني أمراضا مزمنة، وتحتاج إلى استعمال المرافق الصحية، وهو ما دفع البعض إلى الاحتجاج على المنظمين، سيما أن بعض المرافق غير صالحة للاستعمال، بالنظر إلى عدم صيانتها. واضطرت بعض الجماهير إلى الاكتفاء باقتناء بعض الأطعمة والمأكولات غير الصحية، من أجل سد جوعها، بسبب عدم توفر الملعب على محلات لبيع المأكولات بالمواصفات الصحية المتعارف عليها، الشيء الذي قد يشكل خطرا على سلامة المواطنين. وكاد الجمهور أن يكسر باب المدرج رقم 2، بسبب التدافع الذي حصل عند المدخل، بعد رفض رجال الأمن السماح له بالدخول، رغم توفر الجميع على تذاكر، بداعي امتلائه عن آخره، الشيء الذي يثير التساؤلات حول كيفية دخول الجماهير إلى المدرج المذكور، رغم أن عدد المقاعد محدود. ارتباك كبير عرفت المنصة الشرفية ارتباكا كبيرا، بعد أن اكتظت عن آخرها، قبل انطلاق المباراة، إذ عاينت «الصباح»، مجموعة من الجماهير واقفة، بسبب عدم تمكنها من إيجاد مقاعدها، ضمنها اللاعبون الأربعة الذين لم يستدعوا للمباراة، ويتعلق الأمر بنصير مزراوي ومحمد الشيبي ومنير الحدادي وعادل تاعرابت، إذ ظلوا واقفين مدة طويلة، دون أن يتمكن أحد من الاهتمام بهم، قبل أن يتدخل أحد المنظمين ويجد لهم مكانا بين الجماهير. وما زاد من الارتباك بالمنصة، أن العديد من الأشخاص النافذين تمكنوا من إدخال أبنائهم وعائلاتهم، في الوقت الذي اضطرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إلى منح مجموعة من المقاعد للاعبي المنتخبات الصغرى وأطقمهم التقنية والإدارية والطبية، التي تقيم حاليا تجمعات بالمركب الدولي محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة. ورغم التعزيزات الأمنية الكبيرة، التي عرفها محيط الملعب وداخله، إلا أن هناك انفلاتات عرفتها المباراة، بداية بتسلل أحد المشجعين إلى أرضية الملعب، ومعانقته لأشرف حكيمي، قبل أن يسلم نفسه طواعية لرجال الأمن، الذين عجزوا عن اللحاق به، قبل أن يصل للاعب باريس سان جيرمان، في غفلة من الأمن. ورغم إشراف محمد مفيد، والي أمن الرباط سلا الخميسات تمارة، على التنظيم، بعد قيامه بجولات داخل الملعب وخارجه، رفقة مجموعة من الضباط، إلا أن ذلك لم يمنع من وجود انفلاتات في بعض المدرجات، في الوقت الذي جرت فيه عملية إخلاء الملعب من الجمهور بشكل سلس، بعد نهاية المباراة، ولم تسجل أي حوادث، باستثناء اختناق عملية المرور في المخرجين الشمالي والجنوبي للمركب الرياضي. شهب رغم التفتيش حاول رجال الأمن فرض نقط تفتيش عديدة، قبل الدخول لأي مدرج، من أجل منع الجمهور من إدخال القنينات البلاستيكية الخاصة بالمياه المعدنية، بداعي أنها تستعمل في رشق اللاعبين والأمن داخل الملعب، بعد ملئها بالبول، الشيء الذي دفع رجال الأمن إلى وضع خمسة حواجز أمنية أثناء الولوج إلى المدرجات، كلها تعمل على تفتيش الجماهير قبل دخولها للتأكد من عدم وجود أسلحة بيضاء، أو شهب اصطناعية، أو غيرها من وسائل التشجيع المصنفة ضمن المواد الخطيرة. ويعمل رجال الأمن على تفتيش المواطنين بطريقة مهينة، تحت التهديد بسحب التذاكر، وإرغامهم على رمي القنينات سواء كانت خاصة بالماء أو العطر أو حتى الدواء، في حال شكوك حول محتواها، قبل ولوجهم إلى المدرجات، وفي كل مرة يخضع المشجعون للتفتيش عند كل حاجز قبل الوصول إلى الحاجز الأخير الموجود على الباب المؤدي إلى المدرج مباشرة، والذي تراقب فيه التذكرة فقط. وعانت العديد من الجماهير عند الحاجز الأخير الخاص بالتذاكر، بحكم أن عملية التأكد من صحة التذكرة تتم يدويا، وذلك راجع لعدم وجود بوابات إلكترونية، كما أن بعض الحواجز الأمنية تعمد إلى نزع الجزء الخاص للمراقبة في التذكرة، ما سمح للعديد من الجماهير المتسللة بالولوج باستعمال تذكرة واحدة فقط، وهو ما تسبب في اكتظاظ كبير في بعض المدرجات، وأدى إلى الاحتجاجات. ورغم عمليات التفتيش المتعددة، إلا أن ذلك لم يمنع من إدخال الشهب الاصطناعية في جل المدرجات، وإشعالها في توقيت واحد، وتحديدا في الدقيقة 12، الشيء الذي يؤكد أنه رغم المراقبة المشددة، فإن الجمهور استطاع أن يدخل الشهب الاصطناعية في غفلة من الأمن. إنجاز: عيسى الكامحي وصلاح الدين محسن

مباراة الرباط… هي فوضى!

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الإضراب يعمق أزمة برشيد

10 ملايين لكل ذهبية متوسطية

مقالات ذات صلة