خـوف يتـربـص بالمـغاربـة

عادوا إلى استعمال المعقمات وارتداء الكمامات والتوقف عن المصافحة والابتعاد عن الأماكن المزدحمة مازال أغلب المغاربة يحاولون الخروج من دائرة الخوف التي تسبب فيها انتشار جائحة "كورونا" ويسعون إلى "تناسي" جراحها، التي كانت سببا في معاناة صحية أو فقدان أشخاص أو عمل إلى غير ذلك من انعكاساتها السلبية، حتى كانت المفاجأة من خلال ظهور الفيروس الجديد المتمثل في "جدري القرود". ويطرح كثير من المغاربة مجموعة من التساؤلات حول هذا الفيروس، الذي أحيى داخل أغلبهم شعورا بالخوف مما ستؤول إليه الأيام المقبلة، خاصة مع الإعلان عن أول حالة إصابة به. ولم تخف فتيحة، موظفة بإحدى المؤسسات العمومية، حالة الخوف التي تشعر بها، مؤكدة أنها منذ تفشي الجائحة أصبح وضعها النفسي سيئا إلى درجة أنها تفكر حاليا في زيارة طبيب نفسي لمساعدتها على استرجاع حالة الهدوء، التي كانت تعيشها قبل الجائحة. "قد يعتبر البعض أن خوف كثير من المغاربة من هذا الفيروس مبالغ فيه، لكن تجربة كورونا والمرحلة الصعبة التي تقاسم أحداثها الجميع تمنحنا هذا الحق، وكما يقول المثل المغربي اللي عضو الحنش يخاف من الحبل"، تقول فتيحة، مؤكدة أنها عادت إلى ارتداء كمامتها الواقية واستعمال المعقم كلما تعلق الأمر بلمس أمور مشتركة سواء في مقر العمل أو خارجه، خاصة في الفضاءات العمومية وعند استعمال وسائل النقل. ووافقت فردوس فتيحة الرأي قائلة "مر الكثير من المغاربة من أزمات نفسية حادة بسبب جائحة فيروس كورونا وخوفهم من الإصابة، وهي مشاعر استطاعت أن تقلب حياة الكثيرين، رأسا على عقب، لكن للأسف الشديد عادت هذه المشاعر مرة أخرى إلى الواجهة، بعد الحديث عن فيروس جديد وتسجيل حالة مصابة به، في انتظار تسجيل أخرى". واسترسلت فردوس قائلة "أعتقد أن جدري القرود، لا يمكن أن يكون بالشكل الذي كان عليه فيروس كورونا، باعتبار أن المغرب، اكتسب خبرة كبيرة في طرق التعامل مع الأوبئة، ووجد الكثير من الحلول للتخفيف من حدة الأزمة"، مشيرة إلى أنه قد يكون الخوف من هذا الفيروس أقل حدة، لأنه، على الأقل، كان موجودا منذ سنوات، لكنه يبقى فيروسا يمكن أن يؤثر مرة أخرى على اقتصاد العديد من الدول، ويحول دون تجاوز تداعيات أزمة كورونا، التي مازالت مستمرة إلى اليوم. ونتيجة الخوف من الفيروس الجديد أصبحت المحلات شبه الطبية "بارافارماسي" وغيرها تعرف إقبالا كبيرا من الزبائن لاقتناء المعقمات في إطار التدابير الاحترازية، حسب ما أكدته نادية، عاملة بأحد هذه المحلات، مضيفة "لا يقتصر الأمر فقط على بيع المعقمات، بل يلاحظ أن كثيرا من الأشخاص عادوا لارتداء كماماتهم وأنهم يضعونها دون أن يطلب منهم توفرهم عليها عند دخول فضاءات معينة، إلى جانب التوقف عن المصافحة". واعتبرت نادية أن اتخاذ مثل هذه التدابير بمبادرة فردية لا يمكن أن يعكس سوى الخوف، الذي بات يتربص بشريحة واسعة من المغاربة. أمينة كندي

خـوف يتـربـص بالمـغاربـة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يقظة بالمغرب وتخوف عالمي

في زمن قياسي ... دائرة لارميطاج تطيح بشاب حاول هتك عرض مسنة

مقالات ذات صلة