الرودانـي: أدلـة تـورط الميليشيـات

الباحث أكد أن 3 آلاف عنصر نشيط في شبكات وارتباطات إرهابية بالساحل والصحراء قال الدكتور الشرقاوي الروداني، خبير معهد الدراسات الإستراتيجية لمحاربة الإرهاب، إن التحريات الميدانية أكدت وجود علاقة وطيدة بين منظمات إرهابية ، وميليشيات بوليساريو، عبر منظمات متطرفة جزائرية. وأكد الشرقاوي الروداني في حوار مع « الصباح» أن أغلب المنتسبين من ميليشيات بوليساريو، إلى الجماعات الإرهابية كانوا ضمن كيان يدعى «اتحاد الشباب الصحراوي» المعروف أيضا باسم «أوزاريو» في أكتوبر 2011 و بعد مروره من موريتانيا، وشمال مالي أسس عمر الصحراوي « حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا «، والتي أصبحت لها أوراق اعتماد القاعدة من خلال التنسيق، وضرب المصالح الإستراتيجية لمجموعة من الدول . أجرى الحوار: أحمد الأرقام < هناك عدة محددات تظهر الارتباط الواضح بين بوليساريو و الإرهاب. في أول الأمر كان الإرهاب مناورة جيوسياسية، من قبل بوليساريو من أجل الضغط، وفي فرض أمر واقع للاحتواء واستقطاب عناصر تابعة لبعض الإثنيات في شمال مالي. وبعد ذلك تطور الأمر إلى محاولة التأثير على دول غرب إفريقيا خاصة دول الساحل الإفريقي و جنوب الصحراء، من خلال نسج علاقات مع مهربي المخدرات الآتية من أمريكا الجنوبية، وبعض تجار السلاح الذين ينتمون إلى بعض العرقيات و الإثنيات. كما أن إحداث ارتباطات مع بعض الإثنيات في شمال مالي والنيجر، وبوركينافاسو خاصة عناصر تنظيم حركة «الجهاد» في غرب إفريقيا، وتنظيم جبهة «ماسينا»، وحركة «أنصار الدين»، تؤكد وجود صلة. وتفرعت كل التنظيمات الإرهابية من الجماعات المتطرفة الجزائرية، مثل الجماعة السلفية للدعوة والقتال، والتي انشقت عن الجماعة الإسلامية المسلحة في 1997، وليست صدفة أن يتم بعد ذلك بسنة، استهداف سفارتي الولايات المتحدة الأمريكية بتنزانيا، وكينيا من قبل عناصر القاعدة. < عمل عدنان أبو وليد الصحراوي، واسمه الحقيقي، ولد الحبيب، ولد عبدي، ولد سعيد، ولد البشير، ومجموعته من بوليساريو، تحت لواء مختار بلمختار الجزائري. ومن ثم نجد أن أغلبية المنتسبين من الجبهة إلى الجماعات الإرهابية كانوا ضمن كيان يدعى «اتحاد الشباب الصحراوي» المعروف أيضا باسم UJSARIO. في أكتوبر 2011 ، وبعد مروره من موريتانيا، وشمال مالي أسس عمر الصحراوي « حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا «، والتي أصبحت لها أوراق اعتماد القاعدة من خلال التنسيق، وضرب المصالح الإستراتيجية لمجموعة من الدول وكانت أولى عمليات مجموعة البوليساريو التابعة للحركة هو اختطاف ثلاثة أجانب عاملين في المجال الإنساني بتندوف. واستطاعت الحركة أن يكون لها دور كبير في السيطرة على شمال مالي، بعد ذلك، وبتوالي الضربات الإرهابية وتمدد جغرافية الإرهاب في غرب إفريقيا وتطور مجال تأثير تنظيم «داعش» من خلال إستراتيجية محكمة جعل الساحل الإفريقي و جنوب الصحراء مركز ثقل عملياته، تم تأسيس تنظيم «الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى «، من قبل عدنان أبو وليد الصحراوي، والذي في ظرف وجيز أصبحت جماعته، وموالوه من بوليساريو من أكثر الجماعات دموية في منطقة لبتاكو غورما، أو الحدود الثلاثة بين مالي، والنيجر وبوركينافاسو. ومن ثم، حاول التنظيم ضرب مناطق الجنوب المغربي، وإحداث فراغ أمني. كما أن استهداف قوات المينورسو كان يسعى لزعزعة الاستقرار، وهذا التنظيم الإرهابي تعمل فيه عناصر بوليساريو. < تعتبر بوليساريو قوى محدثة للفوضى دون الدولة، وهي مناورة جيوسياسية جزائرية أخذت منحى آخر، بعد سقوط نظام القذافي، في اتجاهات أخرى متطرفة، يأكل شبابها من تهريب الأسلحة، والمخدرات و الاتجار في البشر، من خلال استغلال الهجرة غير الشرعية للدول غرب إفريقيا. و من تم فإن وجود أكثر من 3 آلاف شخص لهم علاقة مباشرة بالتنظيمات الجهادية ليس مبالغا فيه. أمام الحالة الاجتماعية والسيكولوجية لشباب المخيمات، الذين يعيشون أوضاعا اجتماعية ونفسية صعبة جدا، وأمام انسداد الأفق، واستغلالهم من قبل الجزائر في مناورة جيوسياسية، جعلهم عرضة للاستقطاب الكثيف لحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، وتنظيم الدولة في الصحراء الكبرى، وهناك عناصر أخرى انخرطت إلى جانب «إياد اغ غالي» زعيم تنظيم «نصرة الإسلام والمسلمين «، وكذلك مع جبهة «ماسينا للامادو كوفا». وفي قراءة للفراغات الجيوسياسية داخل القارة الإفريقية، نلاحظ بأن أغلب الحركات الانفصالية خاصة البوليساريو أصبحت لها خطوط تماس مع التنظيمات الإرهابية لعدة اعتبارات، منها لوجستيكية مرتبطة بتجارة الأسلحة، وتهريب المخدرات الصلبة، وتكتيكيا محاولة الضغط لإضعاف الحكومات المركزية و التأثير على محددات القوة الإستراتيجية. ولاحظنا هذا الأمر في شمال مالي، وبوركينافاسو، والكاميرون، ونيجيريا، والنيجر، والمملكة المغربية. واليوم وأمام المعطيات المتاحة للمنتظم الدولي، فإن بوليساريو والإرهاب أصبحا وجها لعملة واحدة. < في قراءة لبداية تشكل التنظيمات الإرهابية في الجزائر، خاصة في السياقات «الزمكانية»، يلاحظ أن الجماعة الإسلامية المسلحة، و التي سعت حسب بياناتها آنذاك إلى إسقاط الحكومة الجزائرية، لم تولد إلا في سياق يدعو إلى الريبة والشك. ومباشرة بعد أحداث 1988، والتي عرفت خروج الآلاف من الشباب الجزائري للاحتجاج على حزب جبهة التحرير الوطنية، وبعد إطلاق الرصاص من قبل الجيش على المظاهرات، التي أوقعت أكثر من 500 قتيل وآلاف الجرحى، لم يكن أمام السلطة المركزية إلا اتباع إستراتيجية محكمة تشرب من تكتيكات استخبارات الحرس الثوري الإيراني، والتي ساعدت الاستخبارات الجزائرية لاعتبارات إستراتيجية وجيوسياسية إيرانية، من أجل إحداث قوة مضادة للاحتواء رغم وجود دعم إيراني للجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية وزعيمها عباس مدني. ومن خلال الجزائر ومنذ ذلك الوقت، كانت هناك إشارات واضحة على أن جهاز الحرس الثوري الإيراني، سيكثف من نشاطاته في مسرح إستراتيجي مهم هو شمال إفريقيا، ويخلق عبر ذلك سياسة احتواء نفوذ القوى الدولية المنافسة. والأهمية الإستراتيجية للتحولات البنيوية التي عرفتها البنية الأمنية الجزائرية سهلت اختبار الإرهاب مناورة جيوسياسية، وكان من بين الشخصيات التي طبقت هذه الوصفة، محمد تواتي احد الجنرالات الذين أسسوا للفكرة ولإستراتيجية «الأمن أولا». في سطور - حاصل على الدكتوراه في جامعة بواتيي بفرنسا في 2008 - خبير معهد الدراسات الإستراتيجية لمحاربة الإرهاب - خبير إستراتيجي في الشؤون الإفريقية - له عدة مؤلفات في مجالات علمية متخصصة ومقالات منشورة في مجلات بأمريكا باللغة الانجليزية.

الرودانـي: أدلـة تـورط الميليشيـات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تفضيل الشركات الكبرى يغضب مقاولين

الخطر القادم من الجارة الشرقية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات