fbpx
ملف الصباح

أثريـاء “ديجيتـال” … “من ربح المليون”؟

شركات حصدت الملايير من تطبيقات لم تستعمل وظلت بعيدة عن المساءلة

غيرت جائحة كورونا، الكثير من المفاهيم والتعاملات، وفرضت على الجميع التأقلم، سواء في العمل أو في المدرسة، إذ بعد فترة غير يسيرة من الحجر الصحي، تطلب الأمر إعادة النظر في طريقة تدبير الحياة اليومية بشكل يحمل نوعا من التأقلم مع الوضع غير العادي والذي تبين بعد الأشهر الثلاثة الأولى للجائحة أنه مستمر.

الوضعية المبهمة دفعت إلى اعتماد التعليم عن بعد، عوض ضياع سنة دراسية للتلاميذ والطلبة، وهو ما يعني بالنسبة للأساتذة والمشرفين العمل عن بعد، والشيء نفسه بالنسبة للشركات التي فرض عليها الوضع الاقتصادي العمل عن بعد أيضا. تلك الإستراتيجية المفروضة تطلبت وسائل عمل خاصة من برمجيات تمكن من تطبيقها على أرض الواقع، فظهرت في الساحة شركات ومؤسسات متخصصة في هذا النوع من البرمجيات، استطاعت أن تجني من عملها الملايين وتحقق أرباحا لم تكن متوقعة في الأيام العادية قبل الجائحة، أرباح جعلتها تتصدر قائمة الشركات من خلال تطبيقات استعملت للتواصل.

ويرى المهتمون أن مصائب الجائحة شكلت فأل خير على تلك الشركات وعلى البرمجيات، التي بيعت لعدد من المؤسسات التعليمية والمؤسسات، رغم أنها لم تحقق الغاية منها، فبعضها ظل في العديد من الإدارات والمؤسسات حبيس الأدراج لصعوبة التأقلم مع الوضع الجديد بالنسبة للعديد، وهو ما ظهر من خلال النتائج الأولية لدراسات خصت التعليم عن بعد، إذ أكدت تلك التقارير أنه رغم ما صرف عن التعليم عن بعد إلا أنه لم يرق إلى نتائج التعليم الحضوري، بسبب عدم إمكانية تطبيقه بشكل سليم في جميع المناطق، إذ بقيت أغلب القروى والمناطق، التي لا يصل إليها صبيب الأنترنيت بعيدة عن اعتماده، أضف إلى ذلك ضعف تلك البرمجيات، التي صرفت عليها مئات الملايين لتظهر التجربة أنها غير مجدية، وأن ما سوق له لا يوجد أصلا في الواقع، والغريب في الأمر أنه رغم ذلك لم يتم اتخاذ أي إجراء في مواجهة تلك الشركات التي نصبت بتلك البرمجيات واستغلت الجائحة لتزيد من أرباحها.

كريمة مصلي


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى