عاشقات قاصرات … استجمام بزرهون وتحقيق بمكناس
تحول اختفاء القاصرات في ظروف غامضة، إلى ظاهرة اجتماعية خطيرة، يزيد استفحالها أكثر مع ارتفاع الحالات، وتصاعد الشكوك والجدل حولها، إذ أن نسبة كبيرة من القاصرات اللواتي يتم إعلان اختطافهن، إنما يغادرن عائلاتهن بمحض إرادتهن، وفي بعض الأحيان بتحريض من شبكات للدعارة والاتجار في المخدرات، من خلال استدراجهن عبر وسائط التواصل الاجتماعي.
ومثال على ذلك، ما حدث للفتاة القاصر (س.ع)، لا يتجاوز عمرها 15 عاما، اختفت عن الأنظار في ظروف غامضة، وأطلقت عبر صفحات على «فيسبوك» نداء للبحث عنها، من خلال تصريح والدها الذي ناشد فيه المواطنين والمسؤولين للعثور عليها قبل فوات الأوان.
ورجح الأب المكلوم في تصريحه أن واقعة اختفاء ابنته قد تكون بدافع جرمي في ظل طرحه فرضية تفيد تعرضها لاختطاف من قبل مجهول أو مجهولين على حد تعبيره، مضيفا أنه قام بإخطار السلطات المحلية والأمنية بواقعة الاختفاء، وتقدم بشكاية في الموضوع إلى النيابة العامة.
واستنفرت المصالح الأمنية والشرطة العلمية عناصرها، التي باشرت حملات أمنية بحثا عن خيط رفيع يقود إلى العثور عن القاصر، والكشف عن أسباب وحيثيات اختفاء التلميذة القاصر.
ورجحت نتائج البحث الأولية فرضية أن يكون ابن عمها (ر.ع) العشريني متورطا في استدراجها أو اختطافها، خاصة أن اختفاءه عن الأنظار تزامن مع الفترة التي كان فيها البحث جاريا عن القاصر (س.ع) طيلة أسبوع كامل، إذ اعتقل احتياطيا بالحاجب حيث يشتغل، وبوشر البحث معه للتأكد من عدم تورطه في هذه القضية.
وتعززت شكوك المحققين في تورط ابن عم المختفية التي تتحدر من المنطقة القروية «البريدية» التابعة لبوفكران ضواحي مكناس، بعدما تأكد لها أن المعني بالأمر معروف بانحرافه وإدمانه المخدرات، خاصة أنه يقيم في بيت عمه.
وخلص تعميق البحث الذي باشرته العناصر الأمنية مع المتهم إلى براءته من المنسوب إليه، قبل أن يؤكد والد القاصر أنها عادت إلى بيت العائلة وفي صحة جيدة، أكدتها شهادات طبية، فتبين أنها استغلت العطلة المدرسية لقضاء أسبوع لدى صديقتها بمنطقة مولاي إدريس زرهون ضواحي دون علم والديها بدافع «القنط»، على حد تعبير المختفية.
وهكذا تبقى عودة القاصرات المختفيات إلى أحضان العائلة سالمات، بعد غياب أيام أو شهور، ظاهرة يشوبها شيء من الغرابة والغموض، ويكن ضحايا اتهامات تمس شرفهن من قبيل هروبهن مع عشاقهن، وفقدانهن عذريتهن.
حميد بن التهامي (مكناس)