يحتضن رواق "لاتوليي 21" بالبيضاء، في الفترة ما بين 10 ماي الجاري إلى 30 منه، معرضا فنيا للكاتب المغربي الطاهر بن جلون، الذي يقدم نفسه في هذا المعرض فنانا تشكيليا بعيدا عن صفة الروائي والمترجم التي اشتهر بها. المعرض يحمل شعار "لون الكلمات" سيكون فرصة للزوار لاكتشاف لوحات حديثة من توقيع صاحب رواية "طفل الرمال". ومنذ أن قدّم رسوماته الأولى التي لقيت استحسان الجمهور ونقاد الفن في فرنسا، وفي بعض البلدان الأوروبية، يعود الكاتب والروائي والمترجم المغربي الطاهر بن جلون مجدداً ليقدم للزوار وعشاق الفن أعماله التشكيلية التي تكشف عن قوة جمالية وحس بصري مرهف، لا يقل عن حسّه الأدبي الذي لمسه القارئ العربي والعالمي في أعماله الروائية الكثيرة التي ذاع صيتها، وترجمت إلى عدد كبير من لغات العالم. وهو الذي فاز بواحدة من أرقى الجوائز الأدبية التي تمنحها فرنسا هي جائزة غونكور عن رائعته وتحفته الروائية "ليلة القدر". وتتسم لوحات الطاهر بن جلون، حسب الكتابات النقدية التي واكبت تجربته الصباغية، بقوة ألوانها الفاتحة من خلال تموجات لونية يغلب عليها الأزرق، لون البحر في مدينة طنجة التي عاش فيها لعقود من الزمن وفيها كتب بعض أعماله وترجم الكثير من الروائع الأدبية لعدد من الكتاب المغاربة وعلى رأسها رواية "الخبز الحافي" لصديقه ورفيق دربه الراحل محمد شكري. واحتك الروائي الطاهر بن جلون بالتشكيل المغربي وكتب الكثير عن أعمال كبار الأسماء التي صنعت تاريخ التشكيل المغربي أمثال محمد المليحي ومحمد القاسمي والجيلالي الغرباوي وفريد بلكاهية وآخرين. ويعد كتابه المعروف والصادر بالفرنسية تحت عنوان "رسالة إلى ماتيس ونصوص أخرى" من أهم الكتب التي أصدرها في النقد الجمالي، وفيه يعرف القارئ والمهتم الفرنسي والأوروبي بتاريخ التـشكيل المغربي ومدارسه المتنوعة. عزيز المجدوب الطاهر