مراكشيون يشترون ملابس أطفالهم من "الفراشات" بعد أن أرهقتهم مصاريف رمضان يستعد المغاربة على غرار كل المسلمين ببقاع العالم، للاحتفال بعيد الفطر السعيد، وهي مناسبة دينية تحظى بمكانة خاصة لدى سكان مراكش، إذ يستعد لها المراكشيون بشكل خاص من خلال تحضير الحلويات واقتناء ملابس جديدة للأطفال، وتبادل الزيارات، ما يتطلب مصاريف إضافية، تختلف طرق تدبيرها من أسرة إلى أخرى. وأظهرت جولة قامت بها "الصباح"، ببعض أسواق المدينة الحمراء، أن الأثمنة مرتفعة خلال السنة الجارية، بسبب عدة عوامل، جعلت الأسر الفقيرة والمتوسطة الدخل، تجد صعوبة في تدبير مصاريف العيد، فيما تشكل عطلته مناسبة للسفر، بالنسبة إلى الأغنياء. تأثير الجائحة يعد الاحتفال بعيد الفطر خلال السنة الجارية، أول مناسبة دينية يحتفل بها المراكشيون، بعد تخفيف القيود التي كانت مفروضة بسبب جائحة كورونا، والتي كان تأثيرها كبيرا على مدخول الأسر التي يرتبط جلها بالنشاط السياحي الذي عاش فترة ركود لما يفوق سنتين. ورغم بداية انفراج الأزمة التي عاشها قطاع السياحة، في الفترة الأخيرة، إلا أن تأثيرها ما زال جليا على وتيرة العيش لدى أغلب الأسر المراكشية، ما شكل عائقا أمام تدبير مصاريف العيد، التي تأتي بعد أزمة، وفي ختام شهر رمضان الذي تطلب بدوره مصاريف إضافية مقارنة بالأيام العادية. نفسيات محبطة أبدى العديد من المواطنين والمواطنات الذين التقتهم "الصباح"، بأسواق مراكش، استياءهم من ارتفاع الأثمنة، سيما تلك الخاصة بالملابس، ما عبرت عنه إحدى النساء، بالقول "وا الشياط نايض أوليدي"، إذ أكدت أنها وجدت صعوبة في تلبية رغبات أبنائها الثلاثة، واقتناء ملابس حسب طلبهم، مضيفة أنها تحاول إيجاد صيغة كي ترضي أبناءها وفق ميزانيتها الضعيفة والتي قالت إنها دبرتها رفقة زوجها، بشق الأنفس. ومن جانبه، أكد أحد الباعة أن ارتفاع أثمنة الملابس، مرده إلى ارتفاع مصاريف النقل التي عرفت زيادة بسبب ارتفاع سعر المحروقات، "راك عارف ملي غلا المازوط، كلشي تزاد"، حسب قوله. وكشف بعض الذين التقتهم "الصباح"، أنهم اضطروا إلى الاقتراض أو بيع قطع من أثات المنزل، من أجل تدبير مصاريف لباس العيد، وإدخال الفرحة على نفوس أبنائهم، كي لا يحسوا بالدونية أمام أقرانهم، "كي يخرجونا غير لوليدات، تسلفنا باش نكسيوهم"، يقول أحد الآباء وهو يتحدث بنفسية محبطة. أسواق للمساكين أمام ارتفاع الأثمنة، اضطر أغلب المراكشيين إلى اقتناء ملابس العيد من عند أصحاب "الفراشة"، الذين تعرف تجارتهم رواجا كبيرا بمناسبة العيد، سيما بالمناطق التي تشهد توافد الزبناء بشكل كثيف، من قبيل شارع "الأحباس" بحي المسيرة، وشارع "التقدم" بحي "الداوديات" وشارع "القواس" بحي "المحاميد"، وغيرها. وتلجأ بعض الأسر، سيما بالمدينة العتيقة، إلى أسواق تعرف ببيع الملابس بالجملة والتقسيط، من قبيل سوق "دفة أو ربع"، من أجل اقتناء الملابس بثمن منخفض، مع تنوع الاختيارات وأشكال الألبسة. البحث عن "الصولد" يختار أغلب الأسر متوسطة الدخل، التوجه إلى محلات بيع الملابس، سيما تلك التي تعرض السلع التركية، وتشهد رواجا كبيرا منذ منتصف شهر رمضان، إذ يبحث روادها عن "الصولد"، والعروض الإستثنائية من أجل اقتناء ملابس بجودة مقبولة وأثمنة مناسبة. وأكد بعض زوار مركز تجاري بشارع محمد السادس، أنهم يقصدون محلات بيع الملابس، من أجل اقتناء "حوايج العيد" لأبنائهم، رغبة في استغلال التخفيضات وكذا البحث عن "موديلات" تجعل أبناءهم يحسون بالتميز بين أقرانهم. "المهم لوليدات يفرحو، أما نحن الآباء فيمكن نقضيو الغرض بلباس تقليدي بثمن أقل". رواج الفنادق في وقت "تتقاتل" أسر من الطبقة الفقيرة والمتوسطة، من أجل التغلب على مصاريف العيد، وإرضاء رغبات الأبناء، تشكل عطلة العيد مناسبة للسفر، بالنسبة لأسر الفئات الغنية، وتكون الوجهة في أغلب الأحيان، خارج أرض الوطن. وتشهد فنادق مراكش، سيما المصنفة منها، رواجا كبيرا، تزامنا مع عطلة العيد، إذ تختار الأسر "اللي مسك عليها الله"، من مدن أخرى، السفر إلى مراكش والإقامة في فندق فخم، بحثا عن قضاء أوقات ممتعة، سيما أن الفنادق توفر صبيحة يوم العيد، أجواء الاحتفال لهذه المناسبة الدينية، بتقديم الحلويات بمطاعمها، على نغمات الموسيقى الأندلسية، في أجواء عائلية. عادل بلقاضي (مراكش)