أعــــراف الــــزواج

يهود الأندلس والمغرب ... قصة تعايش 7 العادات لم تخرج عن التقاليد المغربية المعروفة اليوم نقدم لكم في هذه السلسلة من الحلقات، تاريخا من التعايش بين اليهود والمغاربة، تحدث عنه حاييم الزعفراني، ابن الصويرة، الذي اعتبر من أشهر الكتاب في عهده. من أصل 15 كتابا نشره حول علاقة اليهود والعرب، اعتبرت جلها وثائق تاريخية عن التعايش السلمي والفكري والثقافي السليم بين الديانتين، يعتبر كتاب “يهود الأندلس والمغرب” من أشهرها، إذ تحدث فيه عن طريقة عيش اليهود في المغرب، وكيف وجدوا فيه بيئة هادئة ومتينة لربط علاقات مهمة، والنجاح في مهن مختلفة. توفي في 2004، لكنه ترك خلفه إرثا لن يموت، وكتبا سلطت الضوء على حقبة من التعايش السلمي الجميل بين “الإخوة”. العقيد درغام من بين الأمور والطقوس التي جمعت اليهود والمغاربة في تلك الحقبة، هي الزواج والخطبة، إذ لم تخرج العادات عن التقاليد المغربية المعروفة في يومنا هذا. "يسمى حفل طلب يد الزوجة بالعبرية "شيدوخينن"، وهو "الخطبة" بالعربية، ويليه حفل "العروسين" أو الخطوبة، التي تسمى باللهجة "ملاك" أو "رشيم"، ويصادق على الخطبة بما يقدمه الخطيب لخطيبته من "سابلونوت" أو هدايا، حين تلفظه بعبارة طلب الزواج الرسمية". وحسب الزعفراني دائما، "تتضمن هذه الهدايا حليا وهي سبعة أساور، ترمز لأيام الأسبوع، وخاتما به جوهرة ثمينة، وخمارا من الحرير، ويقدم في "صينية الخطوبة"، زيادة على ما سبق، خمسة "قوالب" من السكر والحناء والعطور والحلويات والفواكه المجففة، كاللوز والتمر والتين، كما يخضع عقد الزواج لأعراف ومواثيق يتسبب خرقها في منازعات تضطر السلطات القضائية الدينية إلى معالجتها بالفتاوى وإصدار الأحكام الشرعية". وأعطى الزعفراني بعض النماذج التي وجدها في سجلات الطرائف اليهودية خلال القرون الأربعة الأخيرة، منها، "رفض خطيب بعد مدة من الخطبة، لأنه لم يسدد إلا جزءا من "السابلنوت"، أو هدايا الخطوبة، قدر بخمسين أوقية فضة، من عملة مملكة فاس، وعزم أهل الخطيبة لذلك، فصلها عن خطيبها وتزويجها بغيره، إلا أن القاضي أدان هذا العمل وهدد أصحابه "بالحرم" أو اللفظ من الجماعة". ومن بين الأحكام أيضا، أنه "يسمح بفسخ الخطوبة لأسباب ذات خطر، مما من شأنه أن يمس بشرف العائلة ومن ذلك، اعتناق فرد من أفراد الأسرة الإسلام". ثم "اتفاق أسرتين على تزويج وليديهما مستقبلا، وبعد أن كبر الولدان لم ترق الفتاة الولد، وعليه فإن المحكمة الربية بفاس تعتبر وعد هذا الزواج لاغيا وكأنه لم يكن". وقدم الزعفراني أيضا أحكاما أخرى، على غرار "إذا توفي الخطيب قبل الزواج فإن لأبويه أو أقربائه الحق في استعادة هدايا الخطوبة، أو أي شيء آخر له علاقة بهذه الخطوبة". وجرت العادة في المجتمعات اليهودية حسب الزعفراني، "بأن يختار الآباء لأبنائهم زوجات منذ الصغر، وعندها كان الفتى يساير اختيار ذويه في الغالب، ويحدث أحيانا ألا تتوافق رغبة هذا الأخير مع رغبة الوالدين، لذلك كانت تحدث منازعات مثل الحالة السابقة التي نظرت فيها محكمة فاس". يقول الزعفراني إن "مجتمعات أخرى بعيدة تعرف الشيء نفسه، إذ "تحدث ميلان كونديرا عن الأمر نفسه في كتابة "لا بليزونتري"، بعبارة "لم يكن الشاب المقبل على الزواج أبدا هو صاحب الاختيار، وإنما هو من يختار له، فهو يتزوج وإنما يزوج، وعليه أن لا يبدي أي رد فعل، أو يتكلم، وعوضا عنه، يتحدث كبير العائلة". ومن بين الأحكام التي وردت في تلك الحقبة أيضا، أنه لا ينبغي للخطيبين أن يلتقيا أثناء فترة الخطوبة، أو أن يرى أحدهما الآخر، ولا ينبغي للبنت تحت أي عذر كان أن تظهر خارج البيت. أما العائلتان، فهما منشغلتان في تحضير الزفاف، من ذلك إعداد جهاز العروس وما يحتاج إليه من المربى والمعلبات التي تفرغ في القارورات الزجاجية والجرات. نافذة من بين الأحكام التي وردت في تلك الحقبة أيضا، أنه لا ينبغي للخطيبين أن يلتقيا أثناء فترة الخطوبة، أو أن يرى أحدهما الآخر، ولا ينبغي للبنت تحت أي عذر كان أن تظهر خارج البيت

أعــــراف الــــزواج

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فرق موت عسكرية

الحبس لموظفين سهلوا تهريب مخدرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات