أوامر ملكية لمؤازرة موريتانيا

بنسعيد...أوراق المقاومة 4 جيش التحرير خاض معركة أدرار ضد القوات الفرنسية شكل الاعتراف الإسباني الأخير بجدية مقترح الحكم الذاتي، واعتباره الحل الوحيد لطي نزاع ملف الصحراء، تحولا عميقا في العلاقات بين البلدين الجارين، بالنظر إلى المسؤولية التاريخية لمدريد، باعتبارها البلد المستعمر سابقا للصحراء. ويمثل اعتراف إسبانيا، صحوة ضمير ومصالحة مع التاريخ، وهي التي واجهت قواتها مقاومة من قبل جيش التحرير في الصحراء، دون بعض فصولها المقاوم محمد بنسعيد آيت يدر في مذكراته، التي اختار لها عنوان "هكذا تكلم محمد بنسعيد». وتنويرا لقراء "الصباح" بفصول من ملحمة المقاومة في الجنوب، اخترنا نشر فصول من مذكرات بنسعيد، بعد الحصول على موافقة منه. إعداد: برحو بوزياني أصدر الملك أمره بضرورة تحرك الجيش جنوبا لمؤازرة الموريتانيين ضد الاستعمار الفرنسي...وبالفعل انطلق في أكتوبر 1956 من كلميم، فصيل من جيش التحرير قاطعا الصحراء في ظروف صعبة، دون أن يتوفر على تغطية تحميه أو مراكز عسكرية يأوي إليها أو خريطة للمنطقة تدله على مواقع تمركز الفرنسيين، ومعتمدا فقط على الإبل والدعم المادي للأهالي. وقد أمضى في طريقه إلى الحدود الشمالية مع موريتانيا أربعة أشهر و لم يبلغها إلا في يناير 1957 ، وسيخوض هذا الفصيل معركة أدرار ضد القوات الفرنسية في شروط سلبية للغاية. فكان من الطبيعي أن يهزم في مواجهة غير متكافئة ومباشرة له مع الجيش الفرنسي الذي لم يتفاجأ بالعملية. كان الفصيل محروما من أية خلفية تؤمنه، وبعيدا عن مركز انطلاقه بمسافة 1500 كيلومتر كلها عبارة عن صحراء. وقد زاد من صعوبة مسؤوليته عدم صحة الأخبار التي زوده بها الوفد الموريتاني، الذي أكد له دعم ومساندة المواطنين له، وتعويلهم عليه. وفي غياب مرشدين يهدونه إلى مراكز الفرنسيين بموريتانيا، ودعم مادي ومعنوي من الأهالي، لم يبق أمام هذا الفصيل سوى مواجهة الاحتمالات الأكثر سوءا. ولا يستبعد أن يكون الإسبان قد أمدوا الطرف الفرنسي بمعلومات عن تحرك جيش التحرير على طول الصحراء التي تحتلها إسبانيا، فقد أخذ الفصيل المغربي على حين غرة، ووجد نفسه حتى قبل أن يلتقط أنفاسه ويستخبر عن المنطقة، تحت رحمة نيران طائرات القوات الفرنسية. امتدت معركة أدرار على مدى ثلاثة أسابيع تشتت فيها فصيل جيش التحرير في فيافي منطقة لا يعرف عن جغرافيتها الكثير، إن لم يكن يجهل عنها كل شيء. ومنذ البدء، اتسمت المعركة بالقسوة. لم يكن الجيش المغربي بالهدف السهل للفرنسيين، رغم تفوقهم في العدة والعدد واستعدادهم التام. وقد تمخض عن المعارك سقوط حوالي 190 قتيلا من جانب القوات الفرنسية بالإضافة لثلاث طائرات. أما من جيش التحرير، فقد استشهد ستون مقاتلا واعتقل سبعة وأربعون من أعضائه. وأمام قنبلة الفرنسيين لقافلة إمدادات ومؤن جيش التحرير وقتلها أغلب الجمال التي كان يعتمد عليها في تحركه، فقد كانت عودة الناجين تمثل بالفعل مخاطرة كبيرة جدا في ظل صعوبة الطريق وغياب ما يكفي من مؤونة. وفي طريق الإياب، سيعترض أفراد الجيش الإسباني سبيل من تبقى من الفصيل المغربي وسيجردونهم من أسلحتهم بدعوى مصلحة البلاد والمس بالعلاقات الدولية(..) وفي ظل هذه الظروف، التحقت بجيش التحرير بالجنوب. كان المسار حافلا بالمعارك، من معارك البيضاء ضد الانتهازية والزبونية وضد العنف الذي طبع سلوك بعض المقاومين، إلى معارك الجنوب ضد من حاولوا الاغتناء على حساب جيش التحرير، ضاربين بالمصلحة العامة عرض الحائط، أو ضد من سعوا لنسفه من الداخل، خدمة لجهات معادية له بالمغرب وخارجه... والحقيقة أن التحاقي بقيادة جيش التحرير مباشرة إثر هزيمته في معركة أدرار شكل محكا صعبا لي، فقد كان لابد من عمل ما يمحو الآثار السلبية التي تركها الإخفاق على نفسية أبناء الصحراء المغربية. ولم تكن ثمة آفاق واضحة أمامنا لغياب أية خرائط للمنطقة تتيح لنا تبين مواقع الجيش الفرنسي والتخطيط لعمليات مدروسة ضده، لذلك اعتمدنا على مرشدين من المنطقة وخططنا لأول معركة في 14 فبراير 1957. الجيش الإسباني في طريق الإياب من معركة ادرار سيعترض أفراد الجيش الإسباني سبيل من تبقى من الفصيل المغربي وسيجردونهم من أسلحتهم بدعوى مصلحة البلاد والمس بالعلاقات الدولية (..)

أوامر ملكية لمؤازرة موريتانيا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

زوجات النبي... حكايات متناقضة

فرق موت عسكرية

مقالات ذات صلة