عمـرة رمضـان … مشاكـل ما بعـد الجائحـة

قلة الرحلات الجوية نحو الديار المقدسة زادت المنافسة بين وكالات الأسفار إنجاز: العقيد درغام يشتهر شهر رمضان بمناسك العمرة، والتي تعادل حجا بناء على حديث نبوي شريف، إذ تنظمها وكالات أسفار، وتختلف فيها الأسعار من وكالة إلى أخرى. خلال هذه السنة، يطرح مشكل نقص الرحلات الجوية نحو الديار المقدسة، إذ بات على وكالات الأسفار، الراغبة في توفير ظروف مواتية للمعتمرين المغاربة، البحث عن سبيل من أجل إيجاد مقاعد شاغرة، حتى على خطوط جوية أجنبية، متوجهة إلى مكة المكرمة. قلة الرحلات الجوية جعلت التنافس كبيرا على توفير مقاعد حتى على خطوط أجنبية، ما أثار حزازات وصلت إلى حد اتهامات بين الوكالات، بعضها يكون الغرض منه السعي إلى تحقيق الربح ولو على حساب الآخر. هامش الربح ...صراع الكم والكيف إلى جانب تأمين رحلة مريحة وظروف جيدة للمعتمرين، يكون هامش الربح هو غالبا أساس الصراع والتنافس بين وكالات الأسفار، إذ أن منها ما يرفع الأسعار مقابل توفير خدمة جيدة، ويكون بالتالي هامش الربح أكبر، قد يصل إلى 6000 درهم للمعتمر، وهناك وكالات أخرى، تفضل تخصيص أسعار مقبولة مع جلب عدد أكبر من الزبائن، وفي هذه الحالة يتراجع هامش الربح إلى 1000 درهم أو 1500 على الأكثر. في جولة بين بعض وكالات الأسفار في البيضاء، لاحظنا أن الأسعار تختلف بين وكالة وأخرى، إذ ترتفع في بعض الأحيان إلى 35 ألف درهم، وهي أسعار تتقلص بشكل واضح خلال باقي أشهر السنة. وفي هذا النطاق، تشتد المنافسة بين الوكالات، إذ أن الأسعار تختلف بشكل كبير، بناء على عدة معايير، تتحكم فيها عوامل من قبيل الرحلات المباشرة والخطوط الجوية وعدد الأيام، والفنادق المخصصة لإيواء المعتمرين. تنافس على الزبناء حد الاصطدام اصطدمت وكالات الأسفار، خلال تنظيم عمرة رمضان للسنة الجارية، بمشكل قلة الرحلات، خاصة أن هذه الفترة صادفت رفع الدول للإجراءات الاحترازية ضد كورونا تدريجيا، وهو ما أثر على عدد الرحلات المتجهة إلى الديار المقدسة. وبما أن لكل وكالة طريقتها لحل المشكل، فإن بعض وكالات الأسفار لجأت إلى التشويش واتهام أخرى، بتقديم عمولات لشركات خطوط أجنبية، من أجل توفير مقاعد للمعتمرين، في رحلات متجهة إلى الديار المقدسة. بل تطور الأمر إلى توجيه اتهامات لإحدى الوكالات بالبيضاء، والتي تميزت خلال هذا الشهر الفضيل بتوفير مقاعد رفقة الخطوط الجوية المصرية، تبين بعد ربط الاتصال مع صاحبها عبد الإله حمدون، أنها باطلة. وقال المعني بالأمر في تصريح ل»الصباح»، إن وكالته على غرار باقي الوكالات، حاولت إيجاد حل سريع لهذا المشكل، من أجل توفير رحلات للمعتمرين المغاربة، خاصة أن منهم من دفع ثمن الرحلة مبكرا، مضيفا أنه أبرم اتفاقا مع الخطوط المصرية، بشكل قانوني وعادل، من أجل حجز مقاعد للمغاربة على متن الطائرات المتوجهة لمكة المكرمة. وأوضح حمدون أن هذا المجهود الذي قامت به الوكالة، لم يرق لبعض وكالات الأسفار التي عجزت عن تجاوز هذا المشكل، ما دفعها إلى توجيه اتهامات لا أساس لها من الصحة، بشكل مفاجئ وغريب، مشيرا إلى أنه حتى بعض المسؤولين بالخطوط المصرية صدموا لها. ولم يستبعد المتحدث ذاته أن يرفع الأمر للقضاء، إذا تواصلت عمليات التشويش والاتهام، دون دليل، مبرزا أن وكالته تعمل بشكل شفاف وقانوني، وستواصل خدمة المعتمرين بكل مسؤولية وتبصر في ظل احترام القانون. سوق حرة وزارة السياحة لا تتدخل في تنظيم العمرة، وتفتح المجال لوكالات الأسفار، عكس ما يحدث خلال موسم الحج. وتمنح الوزارة حرية اختيار الأسعار لوكالات الأسفار، لكنها بالمقابل مطالبة بتبرير المصاريف وقيمة الرحلة للزبائن، من أجل توضيح كل شيء حول الخدمات المقدمة، وأن تكون ذات جودة. وتنوع وكالات الأسفار في هذا الاتجاه، خدماتها ومعها الأسعار، بناء على تصنيف الفنادق وقربها من الحرم، ثم عدد أيام المبيت والمرافقين وعددهم. وتعتبر وكالات الأسفار المغربية رائدة في هذا التنظيم، باستثناء بعضها التي تجد مشاكل في إيجاد رحلات مناسبة، خاصة في السنوات القليلة الماضية، التي صادفت الأزمة الوبائية.

عمـرة رمضـان … مشاكـل ما بعـد الجائحـة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حجز سجائر "ومعسل" بمكناس

طفل يقود إلى تفكيك عصابة بزايو

مقالات ذات صلة