محكمة مولاي التهامي

مسار قاضية 1 القاضي الشاب في حاجة إلى تأطير وتشجيع ومنحه الثقة لا يختلف اثنان على أن المرأة المغربية، والقاضية على وجه الخصوص، استطاعت أن تنزع حقوقها من يدي زميلها الرجل وقاسمته المسؤولية عائشة الناصري، المستشارة الحالية بمحكمة النقض، والعضو السابق بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية، مثال للمرأة القاضية التي استطاعت أن تحقق ذاتها سواء في المجال القضائي أو الجمعوي، وأن تناضل من أجل زميلاتها. عائشة الناصري فتحت قلبها لـ"الصباح" وتحدثت عن مسار 35 سنة من العمل القضائي. كريمة مصلي 1988 سنة ليست كمثيلاتها، بالنسبة لعائشة الناصري الشابة التي ولجت مع سبع زميلاتها مجال القضاء في المغرب ضمن الفوج 14، الذي كان يضم 100 قاض. فالمرأة المغربية رغم أنها كانت من الأوائل اللواتي ولجن على الصعيد العربي مجال القضاء، منذ 1963، إلا أن عددهن إلى غاية التسعينات كان لا يجاوز العشرات، وبمؤهلات عالية، حطت عائشة الناصري الرحال في بداية مشوارها القضائي، بالمحكمة الابتدائية بابن مسيك، التي صادف تخرجها من المعهد صدور المرسوم المؤسس لتلك المحكمة في العاصمة الاقتصادية قبل التوحيد. محكمة ابن مسيك التي كانت تعد أكبر محكمة بالعاصمة الاقتصادية بضمها كثافة سكانية، في المقابل كانت توجد في عمارة لا تزيد مساحتها عن 120 مترا مربعا، شرعت الناصري القاضية الشابة في ممارسة مهامها بتلك المحكمة بحماس زائد، وكانت البداية مع قضايا الحالة المدنية، وهي قضايا كثيرة وتعد بالآلاف رغم أنها تخص في أغلبها أخطاء بسيطة وتستنزف طاقات مهمة، فما العمل للسيطرة عليها، تقول القاضية" أهمية تلك القضايا بالنسبة للمواطنين الذين يلجون المحكمة من مناطق بعيدة، دفعتني إلى البحث عن حلول تمكن من الحد من معاناتهم في المجيء والذهاب للمحكمة لأجل إصلاح خطأ مادي بسيط أو التصريح بالازدياد، كنت أعمل قبل عقد الجلسة على مراجعة جميع الملفات وتنظيمها لمعرفة إن كانت مستوفية لجميع الوثائق أم لا، وإشعار المتقاضين بذلك، بل إنه في أغلب الحالات كان المتقاضون يحصلون على الحكم في الجلسة نفسها، في إطار الإيمان بضرورة تقريب القضاء من المواطن، ويتسلم نسخة الحكم في الأسبوع نفسه". خلال حديثها عن السنوات الأولى في القضاء تعترف الناصري، بأهمية التأطير بالنسبة للقاضي وزرع الثقة فيه والتشجيع، من قبل المسؤول القضائي، وهو ما لمسته منذ اليوم الأول في محمد السقاط الذي كان يرأس المحكمة الابتدائية بابن مسيك، فحينما لمس فيها حبها وشغفها للعمل والإبداع، انتقلت إلى شعبة الاستعجالي والمدني المتنوع، ورغم أن ظروف العمل في تلك البناية التي كانت تعرف باسم محكمة مولاي التهامي المتواضع، وكيل الملك ساعتها، الرجل الطيب والذي يشهد له القضاء بالنزاهة والحكمة في تدبير القضايا، فلم تكن للقضاة مكاتب خاصة بهم، وكانت الكتابة الخاصة لرئيس المحكمة في مطبخ بتلك البناية، وهي التي يضع فيها القضاة بذلهم، إلا أن ذلك لم يكن يشكل نوعا من التذمر بالنسبة للقضاة في تلك المحكمة، حيث كان همهم الوحيد والأوحد هو خدمة المتقاضي. السنوات التي قضتها الناصري بمحكمة مولاي التهامي مارست خلالها اختصاصات عدة في القضاء وتكونت في جميع المساطر القضائية في القضاء الجالس، وما كان يساعدها كثيرا هو شغفها بالاجتهادات القضائية لمحكمة النقض التي كانت تتبناها في العديد من الأحكام التي تصدرها وتعتبرها إلى جانب النصوص القانونية مؤطرا مهما في الممارسة القضائية، وجزءا هاما في تكوين القاضي. واستطاعت رغم صغر سنها أن تضع لنفسها موقع قدم من خلال الأحكام التي كانت تصدرها، والتي اعتبرت اجتهادات قضائية، خاصة في الشق المتعلق بالأحوال الشخصية.

محكمة مولاي التهامي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحت الدف

علاقة متوترة بالحكم المريني

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات