fbpx
ملف الصباح

سباب وشتائم نابية 

لم يسلم رمضان، الشهر الفضيل، من سلوكات مشنية وخادشة تعكر صفو الأجواء الروحانية، التي يفترض أن تقوي الإيمان والتدين لدى الأفراد، بدل أن يطغى “النفاق” والعدوانية، اللذان يفسدان الألفة والتضامن والرحمة بين عموم المواطنين.
ويبدو أن هذه الظاهرة في تنام غير مسبوق، في غياب الوازع الديني، الذين يتخذه البعض مجرد واجهة، ونفاق اجتماعي لا غير، فيكثر انفلات الأعصاب وفقدان السيطرة على النفس، إلى حد تبادل السباب والشتائم أمام مرأى ومسمع المارة، دون أدنى اعتبار للصيام والصائمين.
ويكاد يرتبط شهر رمضان بالانفعال والغضب وتبادل السباب والاعتداء الجسدي في أحايين كثيرة، إذ تستعمل فيه الأسلحة البيضاء، وقد تترتب عن ذلك جرائم وضحايا، تحت ذريعة الصوم وتداعياته.
ولم تنفع التعزيزات الأمنية بمختلف الأسواق، وأماكن التبضع، من أجل الحد من حدة غضب بعض، ممن يسمون أنفسهم “مقطوعين”، فمع أي احتكاك بسيط تكثر عبارات نابية مخلة للحياء، وربما يتطلب الأمر إلى توقف الحركة كليا، عندما تتدخل أطراف متعددة في النزاع.
إن رمضان شهر التسامح والمغفرة والإخاء والتضامن والتآزر والتشبع بالأخلاق الإسلامية النبيلة، لكنه عكس ذلك بالنسبة إلى مجموعة من الأشخاص، بمن فيهم مستعملو الطريق، الذين ينشرون أجواء غير صحية في الشارع، ويقومون بتصرفات غير مقبولة، ومنافية لروح التسامح، فقط لأجل أسبقية المرور، أو لمجرد خلاف بسيط.
وعاينت “الصباح” حدة الغضب، الذي ينتاب بعض البائعين الجائلين، الذين لا يترددون في إهانة المتبضعين، واستفزازهم، لأجل إرغامهم على شراء سلعهم المعروضة، وتهديدهم أحيانا.
ويرى (ع.د) أستاذ، أن النفاق في رمضان ظاهرة مجتمعية يتخذها البعض، لتبرير ممارساتهم غير المقبولة، إذ يتذرعون بالصيام للقيام بسلوكات لا تمت للتدين بصلة، وتتنافى مع الأخلاق العامة.
وأضاف المتحدث نفسه ل”الصباح”، أنه لا ينبغي اتخاذ الإمساك عن التدخين والإدمان، على السجائر والمخدرات والقهوة، مطية للنهش في أعراض الناس، والنيل منها، أو تهديدهم، وهي تصرفات مجانبة لمبادئ الإسلام وقدسية هذا الشهر الفضيل، على حد تعبيره.
من جانبها ذهبت باحثة تحدثت إليها “الصباح”، أن كل الانفعالات السائدة في رمضان مبالغ فيها من الناحيتين العلمية والدينية، وأن التصرفات اللا أخلاقية شائعة، حتى إنها كسبت شرعية من خلال ترويج أوصاف مثل “ترمضينة” و”مقطوع” و”الإدمان” وغيرها، التي تبرر مثل هذه السلوكات المشينة، بدل اتخاذ هذا الشهر فرصة لترسيخ قيم التسامح والمحبة ومحو الذنوب والمعاصي، وعدم الانسياق وراء مظاهر وسلوكات مشينة وغير أخلاقية.
عيسى الكامحي


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.