القزابري… واسطة العقد

تربع على إمامتها بمسجد الحسن الثاني لـ 17 سنة ومصلون يفدون قبل الفطور لم تخفت جاذبية صلاة التراويح بمسجد الحسن الثاني، أكبر مسجد بالمملكة، بل ازداد الإقبال وظلت سمة الحضور قبيل صلاة المغرب، وتناول وجبة الفطور في الفضاءات المطلة على المحيط الأطلسي، ميزات أخرى تضيف روحانية على الشهر الفضيل، وتمزج بين متعة التقرب إلى الله بهذا الفضاء الفسيح الرحب الجميل، ومتعة الإصغاء إلى كلام الله بصوت شجي يزيد المصلين خشوعا ويضعهم في درجات التعبد الفضلى. عمر القزابري، الإمام المقرئ، الذي جذب المصلين وذاع صيته بين الناس ليصبح واحدا من نجوم القراءة القرآنية، تربع على عرش إمامة تراويح رمضان بمسجد الحسن الثاني لمدة 17 سنة. وكان قبلها يصلي بالناس في مساجد أخرى، ضمنها مسجد الريان بالألفة، حيث ذاع صيته للمرة الأولى هناك بعد أن تحول المسجد إلى قبلة لآلاف المصلين. توقفت صلاة التراويح لسنتين لسبب الإجراءات الوقائية ضد «كوفيد 19» التي اتخذتها الحكومة، وفرح المصلون عند الإعلان عن الإذن بالصلوات الجماعية بالمساجد وفتحها للتروايح، وعادت العادات التي ألفها الناس بمسجد الحسن الثاني، ومنها أنهم يفدون قبل الأذان وينتشرون على ضفاف الشاطئ ويستمتعون بأمواجه المزبدة، متأملين عظمة الخالق، في انتظار الأذان لتكسير الصيام بتمرة أو ثلاث ورشفة ماء تحيي العروق، قبل الانضمام إلى صفوف المصلين خلف إمام المسجد المقرئ عمر القزابري. تنتهي الصلاة ليعود المصلون إلى أماكنهم الأولى يكملون الإفطار ثم يجمعون بعد ذلك الأواني والأفرشة، وينتظرون حلول أذان العشاء. جماعات أخرى تلتحق بعد الإفطار في بيوتها، نساء ورجال يفدون إلى المسجد منذ السابعة والنصف لأخذ أماكنهم في انتظار صلاة العشاء، وبعدها التراويح. تحول مسجد الحسن الثاني إلى قبلة للراغبين في أداء صلاة التراويح منذ أن حل به الشيخ عمر القزابري إماما، ويزداد عدد المصلين كل سنة، إذ عددهم يقترب في ليلة الختم وليلة القدر من نصف مليون، قادمين من كل ربوع المغرب. الشيخ عمر القزابري الذي يلقبه البعض بنجم المقرئين، ذاع صيته بين الناس وأصبح محبوبا، ليس فقط لشذاوة الصوت والنغم وحسن الأداء والانضباط إلى قواعد التجويد، بل كذلك لمشاركته المغاربة في كل كبيرة وصغيرة، إذ أصبح يحل ضيفا على الإعلام المرئي والمسموع للإدلاء بدلوه في أمور الحياة والدين، ويتعداها في بعض الأحيان إلى المجالات المختلفة في المجتمع، واعظا ومرشدا ومستئنسا بشهادات من الحديث والسنة قصد الإقناع. وكما أن صوت القزابري عند تلاوة القرآن جذاب لما يصدر عنه من أنغام، فإن حديثه في الحوارات والمقابلات يشد الناس لانسيابيته، وحسن أدائه وتواضعه وغير ذلك من الصفات، التي تجعل الصوت يستقر في الأذن والمعنى يصل إلى القلب. الشيخ عمر الذي يبلغ من العمر اليوم 48 عاما، أصبح من المشاهير، كما أنه بين الفينة والأخرى يخرج بكتابات عبارة عن مقالات تعرف متابعات كثيرة، ضمنها تلك التي عنونها بـ"كورونا... جنازة التفاهة". المصطفى صفر

القزابري… واسطة العقد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الكوشي ... مزمار من ذهب

صدمة جديدة لنادال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات