تتعلق قلوب المغاربة بصلاة التراويح، حيث تستقطب آلاف المساجد في مدن وبوادي المغرب ملايين المصلين منذ أول ليلة في رمضان لأدائها. وفــي مدينة المحمدية، وبالضبط بمسجد الأندلس بجماعة بني يخلف التابعة للنفوذ الترابي لعمالة المحمدية، يستقبل المسجد المئات من الناس رجالاً ونساء في كل صلاة تراويح خلال شهر رمضان، حتى أن جنباته تمتلئ عن آخرها في أجواء روحانية استثنائية، يأتيه الناس من الأحياء المجاورة وحتـــى من مدينة المحمدية وأحياء الجماعة، خاصة بعد أن تم الإعلان عن حضور القارئ محمد القصطالي لإحياء ليالي رمضان. يحتشد خلف القارئ المئات من المصلين في صفوف طويلة تصل إلى الشوارع والأزقة المجاورة، للاستماع إلى صوت القارئ في صلاة التراويح. يتداعى المصلون، فور سماعهم أذان العشاء، وذلك طمعا في ضمان مكان يؤمن الصلاة قريبا من إمام المسجد الذي يرسل، عبر المكبرات، صوتا عذبا فيه من رقة الطفولة الشيء الكثير. القارئ القصطالي من مواليد حي سيدي مومن في الدار البيضاء سنة 1990، يعد الابن البكر لأبويه، التحق في صغره بمدرسة "رابعة العدوية"، ودرس توازيا، في كتاب الحي، ملتزما بالاجتهاد في المدرسة والكتاب، حيث تمكن من حفظ ما يفوق عشرة أحزاب في مرحلة تعليمه الابتدائي. وفي مرحلة الإعدادي، وبعد أن غادرت أسرة القارئ الشيخ محمد القصطالي حي سيدي مومن صوب حي أناسي، التحق بإعدادية الحنصالي التي أكمل فيها دراسته النظامية في حين تابع درس القرآن بمسجد علال الفاسي تحت اشراف الشيخ عباس عشاق، قبل أن يلتحق سنة 2006 بمسجد "الأندلس" فور افتتاحه، وهناك تتلمذ على يد الشيخ كبور الذي يعد أستاذ العيون الكوشي. نال شهادة الباكلوريا من ثانوية "ابن المعتز"، التي التحق بها في عام 2008، مسجلا في شعبة التعليم الأصيل- تخصص اللغة العربية قبل أن يسجل في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في المحمدية بشعبة الدراسات الإسلامية. كمال الشمسي (المحمدية)