البوطيين: 40 ألف صانع تقليدي بمكناس

رئيس غرفة الصناعة التقليدية بالجهة طالب الحكومة بدعم المواد الأولية أكد عبد المالك البوطيين، رئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة فاس مكناس، أن قطاع الصناعة التقليدية، يشكل رافعة للتنمية، داعيا إلى الاهتمام بالعنصر البشري، وإيجاد حل لمشكل المواد الأولية. وطالب رئيس الغرفة في حوار مع "الصباح" الدولة بدعم الحرفيين في المواد الأولية، عبر تخفيض الرسوم الجمركية، وتخفيض كلفة الإنتاج. في ما يلي نص الحوار: < تعتبر الصناعة التقليدية بمكناس قطاعا حيويا وذات جذور تاريخية، إذ استطاعت أن تحافظ على عدد من الحرف التي اختفت من باقي المدن أو تراجع حضورها. كما تعتبر سلطانية وعرفت توافد الملوك عليها، ما أعطى للمدينة حضورا كبيرا في تاريخ المغرب، وميزها بالعديد من الحرف التي تميز تراثها، وأهمها صناعة الخشب، وهذا ليس عبثا، بل لقربها من غابات الأطلس المتوسط، والذي أهلها لتكون رائدة في صناعة الخشب. كما تتوفر المدينة على العديد من الزوايا والأضرحة والمساجد التي تعلم فيها الحرفيون وأبدعوا فيها، بمهاراتهم العالية، وأعطوا منتوجا راقيا عزز المعمار التقليدي بالمدينة. كذلك هناك النسيج، الذي يعتبر حيويا، إذ كانت المدينة مختصة في صناعة "الكسوة المخزنية»، ومازالت إلى اليوم، حيث يشغل يدا عاملة كبيرة. وهناك حرفة لا توجد إلا في مكناس، وجاءت على يد الجالية اليهودية، وهي صناعة "الدمسكنري»، أي الحديد المرصع بالفضة، وهذه الحرفة لا توجد في باقي المدن المغربية. كما نجد أن الهندسة المعمارية للمدينة أهلتها لتطوير بعض الحرف المرتبطة بالمعمار التقليدي، وهذه من نقط قوة الصناعة التقليدية بالمدينة. < أولا لا مجال لأي منافسة في الصناعة التقليدية، لأن منتوجاتها تنتج باليد، والحال أن إدخال الآلات ومحاولة نسخ بعض المنتوجات لا يمكن أن يعطي نموذجا منافسا في هذا القطاع، مهما بلغت درجة التقليد. فقوتنا في اليد العاملة المؤهلة، والتي تحتاج إلى العناية، لكي تبدع وتعطي الكثير، ولدينا مهن لا تقدر على القيام بها أي جهة أخرى. وكل ما يحتاجه الصانع التقليدي اليوم، هو الاهتمام بوضعه الاجتماعي، وضمان راحته وراحة أسرته، وتوفير التغطية الصحية، والتقاعد. أعتبر أن الاهتمام بالصانع التقليدي، هو اهتمام بتاريخ البلاد وحضارته، وثقافته التي تشكل قوة على الصعيد الدولي. ويمكن للمغرب أن يحقق التنمية انطلاقا من تطوير قطاع الصناعة التقليدية، وهذا هو الطريق الذي يجب أن نسلكه، بخصوص تنمية القطاع، وتطوير مواهب الصناعة التقليدية. < القطاع يشغل أزيد من أربعين ألف صانع تقليدي، داخل المدينة، ويتوزعون على قطاعات معروفة، صحيح ليست لنا إحصائيات مضبوطة، لكن على صعيد الجهة، لدينا 120 ألف صانع، 30 في المائة منهم يوجد بمكناس. وهناك قرية «أرميكا» الخاصة بالصناعة التقليدية التي أنجزها المجلس البلدي، وتمتد على مساحة ثمانية هكتارات، في طريق مولاي إدريس، وتضم 154 صانعا تقليديا، من مختلف الحرف مثل الفخار والزليج والحديد، وأيضا الجبس والخياطة والزجاج. وتشتغل اليوم بشكل جيد، بعد إعطاء جلالة الملك انطلاقة العمل بها، وتشغل حاليا أكثر من 500 شخص من الصناع التقليديين، وأصبحت اليوم قبلة للزوار والسياح. وعملت فيها عند التأسيس، وتجاوزنا الصعوبات التي واجهت المشروع في البداية، وأؤكد اليوم أن قطاع الصناعة التقليدية يحتاج اليوم إلى مجهود اكبر من الدولة، فهو لا يكلفها الشيء الكثير، لا في التكوين ولا في الحفاظ على الحرف، وأصبحوا اليوم يكونون مدارس قائمة الذات لنقل الصنعة وتكوين الحرفيين، ناهيك عن القيم الأصيلة التي تواكب عمل الحرفيين وإبداعاتهم. وهذا القطاع لا ينافسنا فيه أحد، لأنه مرتبط بهويتنا وثقافتنا، ولا يمكن للصين أن تقلد صناعة «البلغة» أو «الشربيل»، فقد فشلت كل المحاولات. إن قطاع الصناعة التقليدية يشكل رافعة للتنمية إلى جانب باقي القطاعات، وإذا أردنا تطويره، فعلينا الاهتمام بالعنصر البشري، وإيجاد حل لمشكل المواد الأولية، فالدولة مطالبة بدعم الحرفيين في المواد الأولية، عبر تخفيض الرسوم الجمركية، وتخفيض كلفة الإنتاج. كما يجب القول إننا قطعنا شوطا مهما في الورش الملكي الخاص بالتغطية الصحية والحماية الاجتماعية للحرفيين، والتي ستمكن من منح التعويضات العائلية والتغطية الصحية لأسر الصناع، والتقاعد والتعويض عن فقدان الشغل، وهذا ما كان ينقص الحرفيين، الذين كانوا يشتغلون ليل نهار لمواجهة تكاليف العيش وتقلبات الزمن. اليوم هناك أمل في أن تشكل الحماية الاجتماعية عنصرا أساسيا في مواكبة الحرفيين في نشاطهم. < دورنا في الغرفة هو التأطير والمواكبة والدفاع عن حقوق الحرفيين، وهذا ما نقوم به في غرفة فاس مكناس، التي تتكون من 82 عضوا، فيها ثلاثة فروع رئيسية، الأولى بفاس، والثانية في مكناس، والثالثة في تازة. كما لدينا فروع في صفرو وتاونات والحاجب وأزرو، نسعى من خلالها إلى ضمان تأطير القرب من الحرفيين. ومنذ تحملي مسؤولية الغرفة بالجهة في 2015، أخذت على عاتقي مهمتين، الأولى تكوين العنصر البشري، والثانية تسويق منتوج الصناعة التقليدية. وفعلا، قررنا بتنسيق مع شركائنا تنظيم أربعة معارض موضوعاتية، الأول للخشب بمكناس والثاني للمعادن بفاس، والثالث المصنوعات الجلدية بفاس، والأخير للزليج الفاسي والفخار، الذي تتميز به فاس. وكان مقررا تنظيم معرض للنباتات العطرية بتاونات وتازة، وأخيرا معرض لقطاع النسيج بإيفران، الخاص بالزربية والحنبل والزربية الوراينية، مع إمكانية إضافة الطرز والخياطة، لكن الجائحة حرمتنا من تنظيم بعضها. وسنعمل خلال الأشهر المقبلة على برمجة تلك المعارض، لأن الصناع يطلبون تنظيمها، لما فيها من فوائد لهم في تسويق منتوجاتهم، والحصول على طلبات عروض. < الصناعة التقليدية لا تستفيد من السياحة، بل العكس السياحة هي التي تستفيد من الصناعة التقليدية، لماذا لأن السائح لا يرغب في الفندق، وحتى داخل الفندق، فإن ما يشد انتباهه هي التحف والصناعة التقليدية والزخارف ومهارات الحرفيين. والوزارة وضعت إستراتيجية 2015، وساهمت في تسويق منتوج الصناعة التقليدية، والتعريف به، إلا الشطر الاجتماعي، الذي جاءت به المبادرة الملكية، والخاص بتعميم الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية. وأقوم حاليا بحملات في مدن الجهة من أجل التحسيس وتأطير الحرفيين وتشجيعهم على الانخراط في هذا الورش الاجتماعي، وسجل الصناعات التقليدية. من مواليد 1963 متزوج مقاول في النجارة حاصل على جائزة أمهر صانع تقليدي في الخشب عضو المجلس الإداري لصندوق الضمان الاجتماعي رئيس لولاية ثانية لغرفة الصناعة التقليدية بجهة فاس مكناس نائب رئيس مجلس جهة مكناس تافيلالت سابقا رئيس سابق لغرفة الصناعة التقليدية بمكناس تافيلالت من 2009 إلى 2015 عضو لجنة التحكيم الخاصة بجائزة أمهر صانع مستشار بمكتب جامعة غرف الصناعة التقليدية رئيس جمعية مستغلي مرافق مجمع الصناعة التقليدية بمكناس

البوطيين: 40 ألف صانع تقليدي بمكناس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قالوا

المعهد‭ ‬الفرنسي‭ ‬يحيي‭ "‬ليالي‭ ‬رمضان‭"‬

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات