"استفيدوا من قرض مجاني على جميع سياراتنا من نوع إكس وإكريغ"، "دفع 50 في المائة يمكن من الحصول على قرض مجاني"، "شراء سيارة بالتقسيط في المغرب وبدون فوائد أصبح حقيقة، بالي قبل ما العرض يسالي"...من بين العروض الترويجية التي تحفل بها اللوحات الإشهارية المنتشرة كالفطر في عدد من شوارع العاصمة الاقتصادية للراغبين في اقتناء سيارة وفق مزايا تفضيلية. وجذبت العروض المغرية عددا كبيرا من الحالمين باقتناء سيارة جديدة، الذين بدؤوا يتقاطرون على شركات ووكالات بيع السيارات بالمغرب، إذ مكنت العروض التي قدمتها هذه الشركات والمتمثلة في القروض المجانية في إنعاش مبيعات السيارات بنسب قياسية. وتشمل مبيعات السيارات التي حققت انتعاشة كبيرة المستوردة أو المركبة محليا، إذ كان التهافت على اقتناء السيارات سواء من قبل الأشخاص الذين يحلمون بامتلاك أول سيارة لهم، أو الراغبين في تجديد عربة لم تعد تلائمهم، إما بتجاوز مدة خمس سنوات من الاستعمال أو رغبة في اقتناء موديل حديث لمسايرة الموضة أو رغبة بالشعور بدخول نادي "لاكلاس". وليست القروض المجانية وحجها التي ساهمت في إنعاش مبيعات قطاع السيارات بالمغرب، بل مكنت عروض التسهيلات الكبيرة التي يقدمها عدد من وكلاء بيع السيارات بالمغرب، في استقطاب الزبناء بشكل يفوق المتوقع في زمن ضعف القدرة الشرائية بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية التي خلفتها جائحة كورونا لعامين من الإغلاق، قبل أن تعمقها قضية ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق. ووجد أصحاب شركات السيارات ووكلائهم بعدد من المدن، في معاناة الأسر مع يوميات النقل الحضري لتردي خدماته سواء من خلال حافلات مكتظة عن آخرها أو جشع سائقي سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة، فرصة لتقديم عروض مغرية تمكن من استقطابهم باعتبار امتلاك السيارة الخاصة "حلا سحريا". ومكنت القروض المعفية من الفوائد والتي تحظى بضمانات على مستوى التأمين والصيانة، من تحفيز الزبناء، خاصة أن الأقساط في بعض الأحيان لا تتجاوز 1250 درهما شهريا. ومن بين هذه العروض المغرية، حرص شركات السيارات على تقديم تسهيلات كبيرة، خاصة عبر توفير قروض بدون فوائد، على اعتبار أنها ترتبط باتفاقيات مع مؤسسات التمويل (الإقراض)، كي تتحمل الشركة تلك الفوائد نيابة عن المشتري. ومكنت العروض المغرية من تفعيل منطق "كلشي رابح" بعدما استطاعت شركات وكالات بيع السيارات تحقيق أرباح مالية مهمة من عائدات تجارتها التي حظيت بالإقبال الكبير، وهو الربح الذي عرفته البنوك أيضا التي انعكست إشهارات العروض المغرية عليها بتحقيق أرقام معاملات قياسية، بعد هرولة عدد مهم من الحالمين بامتلاك سيارة جديدة بمزايا تفضيلية على المؤسسات المالية لإقراضهم وبالتالي إنعاش "سوق القروض". محمد بها