الخطابي في مصحة الملك فاروق

عبد السلام الغازي... ذاكرة حية 8 يعيش عبد السلام الغازي بأحد أحياء القنيطرة، بعيدا عن الأضواء، رغم أنه كان فاعلا ومؤثرا في عدد من الأحداث التي ميزت فترة ما بعد الاستقلال، خاصة الاحتجاجات الطلابية، خلال حقبة الستينات، كما يحفظ في ذاكرته جوانب عديدة من حياة آل الخطابي، الذي ما تزال تربطه معهم علاقات وثيقة، إذ أسس منتدى محمد عبد الكريم الخطابي للفكر والحوار، لتسليط الضوء على حياة هذا القائد، الذي ذاع صيته في العالم. ويعتبر الغازي ذاكرة حية، يقصدها الباحثون الأكاديميون والطلبة للاطلاع على معلومات قيمة عن تلك الحقبة التي توجد بها نقط ظل كثيرة. التقته «الصباح» وأجرت معه حوارا يحكي فيه جزءا من ذاكرته و جوانب من حياة الأمير محمد عبد الكريم الخطابي. عبد الواحد كنفاوي تلقى بها علاجات لمدة شهر من حمى الملاريا التي أصيب بها في منفاه بـ "لارينيون" < كما أشرت، سابقا، وصل محمد عبد الكريم الخطابي إلى القاهرة منهكا بحمى الملاريا، التي أصيب بها في منفاه بـ «لارينيون»، ما تطلب إخضاعه للعلاج بسرعة، فعلم الملك فاروق بالأمر، فأمر بأن يعالج في مصحته الخاصة، التي مكث فيها لمدة شهر أو أكثر إلى حين استعادته عافيته. وحظي باستقبال يليق بمكانة الرجل الذي قهر جيوشا مجهزة بأحدث الأسلحة، وتمكن مع فئة قليلة من الأشخاص أن يقهر عشرات الآلاف من الجيوش المسلحة، ما جعله يحظى بتقدير على الصعيد العالمي. < لما استعاد عافيته، بعد أسابيع من العلاجات المكثفة بالمصحة الخاصة لملك مصر، استعاد نشاطه في شحذ الهمم وتعبئة القوى لمواجهة الاستعمار في مختلف أنحاء العالم الإسلامي وبشمال إفريقيا، على وجه الخصوص. ومباشرة بعد خروجه من المصحة، بعد تعافيه، طلب من أعضاء المكتب المغاربي أن يطلعوه على أعمالهم، فوجد عملهم ينحصر في البيانات، فقال: «ليس بالبيانات تتحرر الشعوب»، فقرر إنشاء لجن تحرير المغرب العربي أو بالأحرى الشمال الإفريقي كما كان يسميه. < كان يشرف بنفسه وأخيه على أعمال اللجن، وشرع في إرسال بعثات للتكوين الحربي في كل من سوريا والعراق، في حين كان يشرف بنفسه على التدريب في مصر، كما أثبت ذلك كل من حماد العزيز والهاشمي الطود في مذكرتهما و محمد صلاح كعفر التونسي، الذي كان يشرف على تحرير المناشير لترسل إلى الشمال الإفريقي وبعض الدول الإسلامية. ومن هذه الطلائع بدأ العمل التحريري للشمال الإفريقي. كان يقود الحركة بتونس عز الدين عزوز، التي كان مقرها بليبيا، وعباس المساعدي بالمغرب والعربي بلمهيدي بالجزائر، الذي كان يرسل إليه تباعا التقارير من مغنية إلى عنابة بالجزائر. < لقد أرسل، خلال 1952، قبل إنشاء جيش التحرير، الهاشمي الطود وحمادي العزيز إلى بلدان الشمال الإفريقي، قصد استطلاع الأمر، لكن كانت هناك خيبة أمل من كل الزعماء حينذاك، علما أن في المغرب لم يستقبل المبعوثين أحد، باستثناء السيد المجاهد معنينو، الذي مولهم واستضافهم لمدة سنة. وعند عودة المرسلين قدموا له تقريرا ما تزال نسخة منه بحوزتي. وكان هدفه من هذه البعثات أن تتوحد الحركة التحريرية بهذه الدول الثلاث ويشعلون النار في شمال إفريقيا حتى لا تستطيع فرنسا مجابهة هذه القوة، لكن الرغبة في الوصول إلى الحكم بالنسبة إلى بعض الزعماء كانت أقوى. وعارض محمد عبد الكريم الخطابي بشدة معاهدة «إيكس ليبان»، واعتبرها استقلالا منقوصا. بالموازاة مع تحرير المغرب العربي، كانت له النظرة نفسها في ما يتعلق بكل الدول المستعمرة، إذ بعث بمجموعة من المقاتلين إلى فلسطين بقيادة الهاشمي الطود أثناء حرب فلسطين، كما طلب من عبد الناصر بأن يسمح له بفتح جبهة سيناء يشرف عليها بنفسه لكن الأمر لم يتم. وظل مقامه موئلا لكل أحرار العالم.

الخطابي في مصحة الملك فاروق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

8 سنوات لمتهم بالاختطاف

الفساد يخطط لهزم وزيرة الإسكان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات